مع بداية تنفيذ القرار الحكومي برفع أسعار المحروقات، وعلى رأسها السولار، بدأت الأسواق تستعد لموجة جديدة من الارتفاعات، لا سيما في أسعار الخضروات والفاكهة، التي تمس يوميات المواطن بشكل مباشر.
قرار لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارًا من صباح اليوم الجمعة، قضى برفع سعر لتر السولار إلى 15.5 جنيه، بزيادة واضحة عن السعر السابق، وهو ما أثار موجة من القلق بين المواطنين، وتخوفات بين التجار والمزارعين على حد سواء.
السولار… شريان الزراعة الذي يغلي
بحسب حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، فإن السولار يعد العصب الحيوي للنشاط الزراعي، حيث تعتمد عليه نسبة 98% من العمليات الزراعية، بداية من حرث الأرض وحتى جني المحصول ونقله إلى الأسواق.
وأوضح النجيب أن رفع سعر السولار سيؤثر على تكلفة الزراعة بالكامل، متوقعًا ارتفاعًا في أسعار الخضروات والفاكهة بنسب متفاوتة، قد تصل إلى 25 قرشًا لكل كيلو من بعض الأصناف، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على معدات وآلات تعمل بالسولار في مختلف مراحل الإنتاج الزراعي.
النقل في مرمى الزيادة
ولم تقف التأثيرات عند حدود الزراعة فقط، بل امتدت إلى قطاع النقل اللوجستي، الذي يعتمد بشكل أساسي على شاحنات تعمل بالسولار.
وأكد النجيب أن تكلفة نقل الخضروات والفاكهة ستشهد ارتفاعًا، قد يصل إلى 100 جنيه إضافية لكل شاحنة، يتم توزيعها على حمولة الشاحنة التي تصل إلى نحو 2 طن، مما يجعل التأثير "ظاهرًا لكن غير كارثي"، على حد تعبيره.
القرار الحكومي… خلفيات وتوقيت حساس
تأتي هذه الزيادة في أسعار السولار والبنزين في إطار سياسة الدولة لإعادة تسعير الوقود وفقًا للأسعار العالمية، وهي سياسة أثارت الجدل في فترات سابقة، لكنها مستمرة في ظل ضغوط مالية متزايدة على الموازنة العامة.
وبحسب القرار، فقد تم رفع أسعار باقي أنواع البنزين أيضًا، حيث بلغ سعر لتر بنزين 80 نحو 15.75 جنيهًا، وبنزين 92 إلى 17.25 جنيهًا، فيما ارتفع سعر بنزين 95 إلى 19 جنيهًا للتر.