"أم نيازي" شاهد على جرائم العسكر التي يجب أن يوقظها العسكر أنفسهم هذه المرة للشهادة على درجة الدكتوراه التي ينالها مؤيدو الانقلاب والطاعنون بجماعة الإخوان المسلمين، ضمن صعود مؤهلات لجان السيسي وأذرعه في الإعلام والمجال البحثي، حيث أصبحتْ - إحدى زميلات لؤي الخطيب وأحمد مبارك والمايسترو وعضوات اللجان الإلكترونية للشؤون المعنوية - جاسوسة.

فالناشطة "الحقوقية" داليا زيادة، مديرة ما يُسمى "المركز المصري للدراسات الديمقراطية"، تأهلت وظيفيًا لتصبح "باحث أول ممتاز" لما يسمى (مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية "الإسرئيلية") بتل أبيب والذي يخضع لإشراف شخصي من بنيامين نتنياهو رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني والذي كان هو أيضًا باحثًا به منذ 2007م.

وزيادة التي برز دورها من الشأن المصري إلى التحدث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي بقلب مطمئن، فزعيم الانقلاب المهيمن على الإعلام المحلي واللجان الإلكترونية هو صاحب السبق فيما وصلت له.

ومنذ العدوان الصهيوني الأخير على غزة في 8 أكتوبر 2023 تبنت داليا زيادة وإلى حد بعيد كل المزاعم الصهيونية التي اتهمت حماس بقتل الأطفال (الاتهام الذي نفاه البيت الأبيض وجاء على لسان العجوز الخرف جو بادين) كما بررت حق "إسرائيل بالدفاع عن نفسها أمام هجمات المقاومة في 7 أكتوبر، حيث ادّعت كما ادّعى متصهينون من عينة البحريني الإماراتي لؤي الشريف..

https://x.com/CherylWroteIt/status/1816807481231683924

وجه التشابه أن داليا زيادة لطالما ادعت حق سلطة العسكر في قتل المتظاهرين السلميين والإخوان المسلمين باعتبارهم "إرهابيين" ولكم برّأت العسكر من دماء ضحاياهم بالقتل أو الإعدام والاعتقال.

واستغلت الأجهزة والمخابرات تحديدًا داليا زيادة  للتعليق على لسانها في الكثير من تغيير وعي المصريين بقصص نسجت حول الإسلاميين في فترات متفاوتة من التاريخ المصري تم إعدادها والتخطيط لها في دوائر المخابرات المصرية.

وبدلاً من أن تعمل تلك الأجهزة لصالح الدولة والمواطن عملت على تشويه فصيل من المصريين لصالح النظام الحاكم، وفقط ولصالح أهداف الدولة العميقة التي أسسها مبارك والعسكر، ويواصل عسكرتها السفاح السيسي.

ومقابل الولاء للانقلاب، سمحت لها الأجهزة بالتعامل مع الصحف الصهيونية التي دأبت على استضافتها والنقل عنها (وبالتأكيد بمقابل) مثل "معاريف" التي نقلت عنها أخيرًا توضيحات عن العلاقات المصرية "الإسرائيلية" وهذه المرة ليس باعتبارها "مدير مركز الدراسات الديمقراطية الحرة" كما كانت تعرف نفسها في مصر، بل باحثة في "مركز القدس للدراسات" التابع لرئيس حكومة الاحتلال!!

وهو ما يكشف طبيعة الفعاليات والنشاطات الحقوقية والسياسية إبان حكم الرئيس الشهيد مرسي، والمؤامرات التي حيكت للإخوان المسلمين في تلك الفترة وما بعد الانقلاب على الديمقراطية وتحويل البلاد لحكم الفرد الشمولي.

 

أول مقال

واستضافت "يديعوت أحرونوت" و"جيروزاليم بوست"، "داليا" للتعليق على الأحداث المختلفة ودائمًا ما تحتفي بها كما أن أول مقال نشرته لها الصجف الصهيونية بحسب متابعين كان مقالاً نشرته صحيفة (هآرتس) بعد يوم واحد فقط من انقلاب 30 يونيو 2013 والذي أطاح بأول تجربة ديمقراطية في مصر، لطلب التأييد من كيان العدو الصهيوني للسيسي وعصابة العسكر أمام "الإرهابيين".

https://x.com/daliaziada/status/1795187068336836867

وظهرت داليا على قناة (شالوم) اليهودية في ضيافة اليهودي مارك جالوب، تتحدث عن طبيعة علاقاتها باليهود والصهاينة وبـ"إسرائيل"، ومدى تأثرها بالحزن البالغ بعدم السماح لليهود العودة إلى بيوتهم في مصر.

وقالت: "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سبّب كراهية المصريين لليهود، وكان يقصد صنع بطولة زائفة على حساب إسرائيل".

وادعت أن "الربيع العربي يفيد الكيان الصهيوني في تغيير نظرة العرب إليه باعتباره نهاية العالم"، و"أن الشرق الأوسط بعد الانقلابات وسقوط الثورات سيكون أكثر تسامحًا ويسمح بإقامة دولة إسرائيلية مثل بقية دول المنطقة، فقد تخطى الحوار مرحلة التطبيع مع إسرائيل حيث كانت تغازل الدولة".

https://x.com/IsraelArabic/status/1751690355399868668

 

عمليات الكنترول

الإعلامي هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، قال إن المخابرات نجحت في السيطرة على داليا زيادة، على طريقة العميل موافي أو صفوت الشريف، عبر عمليات الكنترول.

وأضاف إن داليا زيادة بنت مصرية، نشأت في أسرة متوسطة الحال تميل للمحافظة كثيرًا، الأب عقيد مهندس بالجيش المصري، والأم مديرة مدرسة ثانوي، تلتحق داليا زيادة بكلية آداب عين شمس قسم لغة إنجليزية، ورغم أجواء التحرر بالكلية ترتدي الحجاب وتندفع بقوة في مجال الاهتمام بقضايا حقوق المرأة، ثم ما تلبث بعد التخرج أن عملت بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في وظيفة مترجمة، لتستكمل رغبتها ونشاطها في مجال حقوق الإنسان بصورة عامة وحقوق المرأة بصورة خاصة.

وأشار إلى أن نقطة التحول بحياة داليا زيادة، التي حولتها من مدافعة لحقوق الإنسان إلى مدافعة عن حقوق عصابة الانقلاب في قتل المصريين بل اغتصاب وسحق المصريات، كان بتعرفها على سيدة عراقية تدعى (زينب السويج)، كانت من ضمن العائلات العراقية التي نزحت من العراق عام 1991، وهاجرت إلى أمريكا وبها أقامت مؤسسة ضخمة "منظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي".

وتضمن مجلس أمناء المنظمة شخصيات يهود، والدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مركز ابن خلدون للدرسات الإنمائية في مصر (وسمحت له المخابرات بأدوار كثيرة منها مع اليهود، ومنها مع معارضي الخارج قبل وفاته).

وأشار إلى أن "السويج" في نظر العراقيين خائنة، حيث أيدت غزو أمريكا للعراق، وداعمة لجورج بوش في حملته الرئاسية الثانية رغم ما فعله بالعراق.

الشاهد أن زينب السويج وكّلت داليا زيادة ترجمة وثائق وعمل تقارير تحتاج إليها أجهزة المخابرات الأمريكية إبان غزوها للعراق، وكان من ضمنها تقارير تتقاطع مع الأمن القومي المصري، بحسب هيثم أبو خليل.

وأضاف، أبدعت داليا في كتابة عشرات التقارير وإرسالها لزينب السويح فتم مكافأتها سريعًا "بتعيينها المدير الإقليمي لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي بمصر" بعد ما تم تجهيز فرع المنظمة على أعلى المستويات في الحي السابع بمدينة نصر، وحصلت داليا على راتب شهري بآلاف الدولارات في الفترة من 2004 إلى 2006.

 

اعتقال ومساومة

وأشار الباحث الحقوقي إلى أن الأجهزة الأمنية ومنها المخابرات تابعت داليا زيادة بدقة واهتمام شديدين، واعتقلتها وواجهتها بقضية التخابر مع مؤسسة أمريكية، وإفشاء أسرار تخص الأمن القومي المصري، ونفذت معها صفقة مفادها "أن تكون عين المخابرات في هذا الملف المهم، وهو تعاون بعض الأشخاص والمراكز الحقوقية والبحثية مع بعض المراكز والجهات الأمريكية، وبدأ أول تكليف لها بالتودد والدخول إلى مركز ابن خلدون وكسب ثقة الدكتور سعد الدين إبراهيم بسرعة" بحسب أبو خليل.

وأدت داليا المهمة بنجاح وأكملت الخطة بامتياز، وأطاحت بسعد الدين إبراهيم من إدارة المركز، ثم تم تكليفها بعد الثورة بتدشين "حملة لا للأحزاب الدينية" إبان انتخابات برلمان 2012.

وبدأت "زيادة" تتردد دائمًا على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإلى جامعة هارفارد بأمريكا، تلقي محاضرات عن اضطهاد الإسلاميين المرأة، وانتهاكهم أعضائها التناسلية بعمليات الختان الجائرة، أو الزواج المبكر لهن وهن دون العاشرة.

وباتت داليا تكتب مقالات تنشر على موقع IIB التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، كما تصاعد هجومها الدائم على مؤسسة الأزهر والتيار الإسلامي بكافة أطيافه.

في حين تغض الطرف وتخرس تمامًا عما فعله الجيش والشرطة قتلاً واعتقالاً وتعذيبًا في بنات مصر، خلاف وأد الحريات وغلق مصر بالضبة والمفتاح.