بين الخيام والركام وآلام الفراق والجوع.. عيد غزة بلا زينة وبلا فرحة
الأحد 30 مارس 2025 09:30 م
يحلّ عيد الفطر على أهالي قطاع غزة للعام الثاني على التواليبين الخيام والركام وآلام الفراق والجوع، ومع استمرار العدوان الصهيوني الذي عمّق الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وجعلها أكثر مأساوية، وتحولت الأسواق إلى أماكن شبه خالية نتيجة عزوف المواطنين عن الشراء بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرتهم، كما ساهم غياب الاستقرار في تحويل العيد إلى يوم خالٍ من الفرح، بينما يواصل الغزيون صراعهم اليومي لتأمين لقمة العيش، متأملين فرجًا قريبًا.
اختفت ملامح وطقوس عيد الفطر مع حلول يومه الأول في غزة بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية وتواصل القصف والمجازر في كافة مناطق القطاع.
وتعيش غزة تفاصيل المجاعة، وتشهد عمليات قصف متواصلة بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وسط دعوات المقاومة لدعم صمود أهالي القطاع ودفاعه عن مقدساته، وتكثيف جهود إغاثته في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي والتجويع.
وأكدت المقومة أن "الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكل ساحات الوطن وخارجه، يقف بالنيابة عن الأمة للدفاع عن أرض فلسطين المباركة والذود عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته".
غياب البهجة والفرح
وفي وقت يستعد مئات آلاف الفلسطينيين صلاة عيد الفطر المبارك فوق أنقاض مساجد وبجانب منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر2023، لم يشهد حلول العيد أياً من مظاهر الاحتفال التقليدية بحسب العادات والتقاليد الفلسطينية، ومن بينها تعليق الزينة على مداخل البيوت، أو حتى في الطرقات.
وغابت عن شوارع القطاع ملامح البهجة والفرحة، واختفت أحبال الزينة والاضاءة الملونة وأراجيح الأطفال في ظل تدمير المتنزهات العامة التي كانت مزاراً حيوياً للفلسطينيين خلال أيام العيد بسبب نُدرة الأماكن الترفيهية، فيما بات يُعاني أكثر من ثلثي الفلسطينيين، ومن بينهم الأطفال، من اضطرابات ما بعد الصدمة بفعل آثار العدوان.
“ليش ما في عنا عيد ولا زينة”
أجمع عدد من أطفال غزة على أن عيد الفطر لهذا العام سيمرّ حزينًا، حيث افتقدوا فيه حلاوة الأمن والسلم ودفء الأسرة التي مزقتها الحرب وفرقت أفرادها بين شهيد ونازح.
وتنشد الأطفال كلمات الأغنية اللبنانية الشهيرة “أعطونا الطفولة” قائلة “جينا نعيدكم، بالعيد بنسألكم، ليش ما في عنا، لا أعياد ولا زينة”.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل في غزة أصبحوا من دون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الأشهر الماضية من الحربـ، وإن معظم الأطفال في القطاع بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.
وأضافت المنظمة “قبل هذه الحرب، كانت اليونيسيف تعتبرأن 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية ودعم نفسي في غزة. واليوم، تشير تقديراتنا إلى أن جميع الأطفال تقريبا بحاجة إلى هذا الدعم، أي أكثر من مليون طفل”.