أثارت تصريحات آدم بوهلر (بولر) مبعوث ترامب الخاص لشؤون الأسرى الذي يقود المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس غضبًا صهيونيًا على مستوى حكومة تل أبيب بقيادة النتن ياهو، بعد حواره التلفزيوني الذي أشار إلى أنه يركز في حواراته على حل مشكلات الأمريكيين على مستوى العالم في حوارات مع مستويات تخاطب (الإنسان) في من يحاوره، مستطردًا أنه أثناء حواره يقدر الغضب الذي أبداه رون دريمر مستشار نتنياهو من الحوار المباشر مع حماس ولكنه وجدهم "ناس طيبين مثلنا" بحسب ما قال.
ورغم حديثه عن أسير أميركي حي و4 جثث لأسرى أمريكيين، إلا أنه أشار إلى أنه يعمل على؛ "إطلاق سراح الجميع".
وقال: "اقترحت حماس وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، وألا تتدخل عسكريًا أو سياسيًا. وأعتقد أن هذا كان اقتراحًا أوليًا جيدًا. "أعتقد أن إطلاق سراح الرهائن سيستغرق بضعة أسابيع".
شروط حماس
مصدر قيادي في حركة حماس كشف في تصريحات نقلها مراقبون عن تمسك الحركة بشرطين أساسيين خلال المفاوضات الجارية مع الإدارة الأمريكية، وهما الانسحاب "الإسرائيلي" الكامل من قطاع غزة، وإنهاء الحرب، مبينًا أن المناقشات تجري حول مقترح قدمته الحركة ببدء هدنة طويلة المدى تتراوح بين 10 إلى 20 سنة وتشمل غزة والضفة الغربية.
وقال المصدر طالبًا عدم نشر اسمه، إن المباحثات التي عُقدت في الدوحة بمشاركة مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آدم بوهلر، وبحضور وفد تفاوضي من حماس برئاسة خليل الحية، رئيس الحركة في غزة، أكدت رفض أي صفقات جزئية.
والأربعاء الماضي ذكرت رويترز أن الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع حركة حماس خلال الأسابيع القليلة الماضية في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن تأمين إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين في غزة.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، وأكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات (الشاباك) أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين، حسب سكاي نيوز إلا أن حماس لم تؤكد ذلك، في حين كانت حماس كشفت عن أسرى أحياء بل وسلمت بعضهم كان الاحتلال قال "إنهم قتلوا"!.
وبحسب "رويترز" قال قيادي حماس "إن المفاوضات الراهنة سواء التي تدور في العاصمة القطرية الدوحة أو تلك التي تشهدها القاهرة تسير بشكل إيجابي وفق ما تشترطه وتتمسك به المقاومة الفلسطينية".
وأوضح أن هناك مقترحًا طرحته الحركة على الجانب الأمريكي ويجري التفاوض بشأنه في الوقت الحالي، بإقرار هدنة طويلة المدى تتراوح بين 10 إلى 20 سنة.
ورأى المصدر أن مقترح الهدنة طويلة المدى قد يُلبي أهداف جميع الأطراف في الوقت الراهن، خاصة في ظل تمسك المقاومة بشروطها ومخاوف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من تفكك تحالفه الحكومي في حال الموافقة على إنهاء الحرب.
وأكد القيادي أن المقترح لا يقتصر على الوضع في قطاع غزة فحسب، بل يشمل أيضًا الضفة الغربية، مما يعكس سعيًا لتوسيع نطاق التسوية ليشمل كافة الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن مفاوضي الحركة أكدوا خلال المحادثات المباشرة مع الإدارة الأمريكية أن التهديدات لن تكون مجدية، محذرًا من أن التلويح بالحرب مرة أخرى يُهدد حياة الأسرى الذين يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق سراحهم.
وكشف القيادي أن تشكيل وفد حركة حماس، الذي بدأ زيارة للقاهرة أمس، يُظهر طبيعة المفاوضات الجارية التي تتناول قضية استراتيجية تتجاوز مفاوضات المرحلة الثانية للاتفاق، إذ يضم الوفد إلى جانب رئيس الحركة، كلاً من نزار عوض الله، عضو المجلس القيادي، ومحمد درويش، رئيس المجلس، مما يعكس أهمية وحساسية المباحثات الحالية.
وتأتي زيارة وفد حماس للقاهرة في وقت تُجري فيه السلطات المصرية مفاوضات مع ممثلين عن الإدارة الأمريكية حول الخطة العربية لإعمار غزة وإدارة القطاع في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى مناقشة الأسماء الفلسطينية المرشحة للإشراف على هذه المهام.
خطة القاهرة
ودعما لمسار صهيوني آخر مدعوم أوروبيًا، بعدما أعلن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا الترحيب بخطة مصر التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة لإعادة إعمار غزة، ويرون أنها ذات مسار واقعي.
وكان أبرز بنود الخطة المصرية كما وردت في مسودة البيان الختامي للقمة:
- تعمل لجنة إدارية على إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، على أن تكون مستقلة وتتألف من شخصيات تكنوقراط، تمهيدًا لتسلمها إدارة القطاع بالكامل بقرار فلسطيني.
- تعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في غزة، مع دراسة نشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية والقطاع.
- التوصل إلى هدنة متوسطة المدى تمهد لإجراءات بناء الثقة ووقف جميع الإجراءات الأحادية، مع التأكيد على حل الدولتين كجزء من الحل السياسي.
- إزالة الأنقاض في قطاع غزة وبناء 20 منطقة إسكان مؤقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية، ضمن خطة إعمار تستغرق 3 سنوات.
- إجراء انتخابات فلسطينية خلال عام إذا توفرت الظروف المناسبة، مع التأكيد على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
- توحيد الموقف العربي ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات قانونية ودولية لحماية حقوقهم ومنع أي خروقات لوقف إطلاق النار.