قال تقرير لمجلة (إيكونوميست) البريطانية إن مصر والأردن لا يملكان نفوذ كندا التي ترد على ضغوط ترامب لفرض التعريفة الجمركية بوسائل لحمله على التراجع.

وأوضح التقرير أن مصر والأردن تسعيان جاهدتين للعثور على قيمتهما الخاصة. وهما تعملان مع دول الخليج الغنية لصياغة خطة لإعادة الإعمار والحكم في غزة بعد الحرب مستدركة  أن صياغة الخطة هي الجزء السهل. أما تنفيذها فهو صعب.

وأكد أنه انقلب الوضع الراهن الآن. وهذا يشير إلى تغيير أعمق في السياسة الأمريكية، وهو التغيير الذي سيستمر بعد ترامب. سيتعين على الدول العربية التكيف مع واقع جديد حيث لم يعد يُنظر إلى الجمود على أنه ميزة.
 

الوضع الماضي

وقال التقرير إنه لعقود من الزمان، وصف المسؤولون الأمريكيون حكام مصر والأردن بأنهما محور الاستقرار الإقليمي.

لقد صنعوا السلام مع إسرائيل (في عامي 1979 و 1994 على التوالي).

لقد تجنبوا الحروب والانقلابات والثورات في الغالب.

لقد حافظوا على استقرار بلديهما عندما انزلق جيرانهم إلى الفوضى. وحتى نسخة سابقة من ترامب أعجبت بهم.

ورأى التقرير أن التحول في المواقف كان مفاجئا وأن ذلك لأن أسلوب ترامب ــ الرئيس المعاملاتي الذي يحب الضغط على الحلفاء.

فعندما يقول إنه سيفرض تعريفات جمركية على كندا، تستطيع الأخيرة نشر الحوافز والتهديدات لحمله على التراجع.

وأوضجت أنه في مصر والأردن فلا تملكان مثل هذا النفوذ. فالتجارة الثنائية بينهما لا تتجاوز 9 مليارات دولار سنويا مع مصر و5 مليارات دولار مع الأردن. وهما فقيرتان للغاية بحيث لا تستطيعان تقديم الاستثمار، ومحرومتان للغاية من الموارد للمساعدة في خفض أسعار الطاقة. وكان دورهما خلال 16 شهرا من الحرب الإقليمية هو الوقوف على الهامش إلى حد كبير، والصراخ "توقفوا!".
 

خدمات الدولتين

وأضافت إيكونوميست أن العلاقات ليست جوفاء تماما. فمصر تمنح السفن الحربية الأميركية معاملة تفضيلية عندما تحتاج إلى عبور قناة السويس. وانضم الأردن إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي حارب تنظيم الدولة الإسلامية. ولكن في الغالب ما يقدمانه لأميركا هو الوعد بأن الأمور ستكون أسوأ بدونهما: الطوفان بعدنا.

وعن موازنة بن سلمان في علاقاته بترامب، قالت إن السعودية مثلها كمثل مصر والأردن، تجد نفسها تقول لا لترامب وسريعة في التنديد بحديثه عن ريفييرا غزة. إلا أن محمد بن سلمان، ولي العهد، لم يعد في عجلة من أمره لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وهو ما قد يحرم ترامب من أحد إنجازاته الأكثر رواجًا (وربما جائزة نوبل للسلام التي يتوق إليها).

وأشارت عن الطرف الذي يبحث عنه ترامب في علاقاته مع "الكينج" او (الإذعان) فقالت: "مع ذلك، وجد السعوديون سبل تخفيف الضربة. فهم يحاولون مساعدة أميركا في جوانب أخرى من سياستها الخارجية، والتوسط في محادثاتها مع روسيا هذا الشهر وربما في المستقبل مع إيران. وفي الشهر الماضي عرض الأمير محمد على ترامب 600 مليار دولار في شكل استثمارات وتجارة على مدى أربع سنوات. والرقم خيالي. ولكنه يؤكد على الثقل المالي الحقيقي للمملكة.".