استمع الملايين إلى البيان الختامي للقمة العربية الأسبوع الماضي، والذي أظهر بلا شك تقدمًا كبيرًا في نبرته وجدية اعتراضه على الجرائم الصهيونية في فلسطين ولبنان وسوريا.
كما كان موقف القادة العرب واضحًا في رفضهم القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة.
ومع ذلك، فقد جاء البيان دون المستوى المتوقع من الشعوب العربية، إذ لم يحدد بوضوح ما ستفعله الدول العربية في حال رفض الكيان الصهيوني والولايات المتحدة مضمونه.
فمنذ أكثر من ثلاثة عقود، يواصل الكيان الصهيوني رفض جميع التنازلات الفلسطينية المقدمة خلال مفاوضات أوسلو، ويواصل توسيع المستوطنات غير الشرعية.
فهل يمكن لأحد أن يصدق أنه سيقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، حتى لو كانت على أقل من 20% من فلسطين التاريخية؟
أما الرئيس الأمريكي، فقد منح الكيان الصهيوني القدس وهضبة الجولان، وأيّد ضم الضفة الغربية، ووافق مؤخرًا على طرد سكان غزة، وفرض حصارًا عليهم يحرمهم من الغذاء والدواء والمأوى.
فهل يمكن لهذا الرئيس، الذي يتبنى الصهيونية بشكل كامل، أن يعترف بأي من الحقوق الفلسطينية الواردة في البيان العربي؟
ينطبق هذا التساؤل أيضًا على لبنان وسوريا وكل شبر من الأراضي العربية المهددة بالاحتلال والاستعمار.
لذا، كان من الضروري أن يرفض القادة العرب أي دور للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في الخطوات القادمة، وأن يحددوا الإجراءات التي ستُتخذ في حال رفض الطرفين للبيان.
ألم يكن من الممكن سحب السفراء العرب من الكيان الصهيوني، والمطالبة برحيل ممثليه من العواصم العربية؟ ألم يكن من الممكن التلويح بمقاطعة اقتصادية ورياضية وفنية وسياحية؟ أو حتى التلميح إلى أن الشركات والمصالح الأمريكية في الدول العربية قد تتأثر إذا استمرت واشنطن في دعمها المطلق لإسرائيل؟
الشعوب العربية تملك الإمكانات والثروات والمكانة التي تؤهلها للدفاع عن حقوقها وكرامتها، لكن الأمر يتطلب الإرادة الحقيقية.
فلا يكفي إصدار البيانات، بل يجب اتخاذ خطوات عملية تجعل الآخرين يدركون أن الأمة العربية ليست مجرد متفرج، بل قوة قادرة على التأثير والتغيير.