تتصاعد الاستغاثات لإنقاذ حديقة المسلة التاريخية بحي الزمالك، حيث يواجه سكان المنطقة تحديًا كبيرًا للحفاظ على أحد أهم معالم القاهرة الخضراء من خطر التحويل إلى مشروع تجاري يضم مطاعم ومقاهي.
موجة اعتراضات شعبية ضد تغيير معالم الحديقة
أطلق آلاف المواطنين حملة مناهضة للمخططات الجارية داخل الحديقة، معبرين عن استيائهم الشديد عبر منصات التواصل الاجتماعي وعبر عريضة وقع عليها نحو 4500 شخص.
وطالب المحتجون الجهات المعنية بسرعة التدخل لوقف الأعمال الجارية التي وصفت بأنها "اعتداء سافر على التراث والطبيعة".
وأشار السكان إلى أن الحديقة، التي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الخديو إسماعيل، تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية الزمالك، حيث تمتد على مساحة تقترب من أربعة أفدنة.
وتم إدراجها ضمن سجل العقارات ذات الطابع المعماري المميز وفقًا لقرار وزير الإسكان رقم 817 لسنة 2020، مما يمنحها حماية قانونية خاصة.
محاولات سابقة لطمس الطابع التراثي للحديقة
لم تكن هذه المحاولة الأولى للمساس بالحديقة، إذ شهد عام 2021 محاولة لإنشاء مشروع "العجلة الدوارة"، وهو ما قوبل حينها بمعارضة واسعة من سكان المنطقة والجمعيات المعنية بالحفاظ على التراث، ما أدى في النهاية إلى إيقاف المشروع.
إلا أن القلق عاد مجددًا بعد بدء تنفيذ مشروع استثماري جديد يتضمن بناء منشآت خرسانية دائمة على حساب المساحات الخضراء.
إجراءات قانونية لمواجهة المخالفات
في خطوة قانونية، حرر السكان المتضررون محضرًا رسميًا برقم 901 إداري قسم قصر النيل بتاريخ 28 فبراير الماضي، يطالبون فيه بإثبات الحالة ووقف الأعمال الجارية فورًا.
وأكد البيان الصادر عن حملة "Save Zamalek الزمالك تنتفض" أن المشروع الجاري يتعارض مع الدستور، الذي يكفل في مواده (45 و46 و50) حماية التراث والبيئة.
كما يتعارض المشروع مع قوانين البناء الموحد، والبيئة، والحفاظ على التراث المعماري، مما يجعله خاضعًا للمساءلة القانونية، خصوصًا في ظل استمرار تجريف المساحات الخضراء واستبدالها بالبناء الخرساني.
توصيات المنتدى الحضري العالمي وتناقضها مع الواقع
أثار الناشطون تساؤلات حول كيفية السماح بمثل هذه المشروعات بعد أقل من أربعة أشهر على استضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي في نوفمبر 2024، والذي شدد في توصياته الختامية على ضرورة الحفاظ على المساحات العامة وإشراك السكان في إدارتها.
ويؤكد المحتجون أن ما يجري في حديقة المسلة يمثل تناقضًا صارخًا مع تلك التوصيات.