تصدرت كلمة (الحروب الصليبية) على منصات التواصل الاجتماعي وهم يتابعون صورًا ومقاطع فيديو لمارك روبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، لا يستدعيها طقسًا دينيًا بل أيضًا وهو يهدد مسلمين عزلاً يقدر عددهم بمليونين و400 ألف تعرضوا طوال 15 شهرًا لحرب إبادة، قتلت منهم نحو 50 ألفًا أغلبهم أطفال ونساء.
وتساءل المراقبون عمن يجرؤ على وصف هذا الرجل بالتطرف أو التعصب أو إحياء نزعة الحروب الصليبية! بالمقارنة مع أن الجميع يمكنه شيطنة المقاومة في غزة رغم أن مقاومة المحتل مشروعة في كل أنحاء العالم.
توضيحًا حرصت عليه حورية أقادر @HouriaA93874 على الدفاع عن طقس ديني وهو رسم الصليب على جبين وزير الخارجية الأمريكي روبيو، مستهجنة أن يصبح ذلك "ترند عند تلك القنوات… ومواقع التواصل أنها إعلان على الحرب الصليبية".
وبين حرصها أشارت إلى أن "المسيحين في يوم أربعاء الرماد، يذهبون لحضور القداس وتُرسم على جباههم إشارة الصليب بالرماد. وهو تذكير في التقاليد المسيحية بأنّ الإنسان هو «رماد إلى رماد وتراب إلى تراب» و هم الآن يصومون أربعين يومًا يسمى الصوم الكبير le carême. الوزير مسيحي ملتزم وحضر القداس ثم ذهب لمزاولة عمله".
واتجهت حورية في منشورها على إكس بعد التوضيح إلى تبني وجهة نظر تقول إن "الحرب الصليبية ليست جديدة بل هي استؤنفت بعد انتهاء حصار سليمان القانوني لڤيينا 13 أكتوبر 1529 فخبز النمساويين الهلال رمز الإسلام وأكلوه Le croissant français ولم تتوقف وهي قائمة ".
ونفت ما ذهب إليه البعض تجاه ما تابعوه فقالت عن رسالة الوزير "تذكيرًا " للحرب، فقالت: "..دعني أقول إن أمريكا دولة علمانية مع شعب متدين والعلمانية الأمريكية لا تمنع إظهار الرموز الدينية في المؤسسات الحكومية "مثال النائبة المسلمة التي أقسمت على القرآن بارتدائها للحجاب"، بخلاف علمانية فرنسا المتطرفة التي تحجب كل رمز ديني .".
https://x.com/HouriaA93874/status/1897712480752976305
ولم يفك الصحفي نظام المهداوي الربط الذي ربطه روبيو نفسه، وعبر @NezamMahdawi قال: "أن تكون وزير خارجية أمريكا وتصدر بيانًا ضد مجاهدين مسلمين يقاومون احتلال بلدهم وتضع صليبًا على جبينك، فإنك بذلك تستدعي كل الحروب الصليبية وتعلن علنًا أنها لم تنته، حتى وإن كان المسلمون كغثاء السيل.".
وأضاف أن "الحروب الصليبية ليست جديدة على أمريكا؛ فغزو #العراق، كما أعلن بوش وعصابته الجمهورية المحافظة اليمينية، كان من ضمن الحروب الصليبية المدشنة على منطقتنا، ويكفي زعم بوش أن الرب كلمته لتدمير العراق لصالح إسرائيل.".
وتابع: "كان السنوار يدرك أنهم يسعون إلى حرب دينية، ونبههم بعدم تحويل الأمور إلى ذلك، قائلاً: "أنتم ستواجهون اثنين مليار مسلم." وكان محقًا في ذلك، إلا أن أمرًا واحدًا كان يؤمله: أن تفيق أمته الإسلامية من سباتها العميق وتدرك أنها مستهدفة بدينها وأرضها وأخلاقها وبوجودها ذاته.".
وعن هجوم يشنه علماء السلطان في الخليج وغيرها أوضح أنه "..بالمقابل، يخرج شيوخ الضلال ليقولوا إن المقاومة الفلسطينية فاسدة ومفسدة؛ فيما هم يمثلون كل الفساد وكل الضلال، وهم شركاء في تلك الحرب الصليبية التي تُشن على العرب والمسلمين.".
https://x.com/NezamMahdawi/status/1897575728016724438
أمين @AmineFrappe رأى أنه "لم تتوقف الحروب الصليبية أبدًا.. لكنها كانت مغطاة بعباءة نشر الحرية والديمقراطية.. وما يحدث الآن هو مجرد إزالة للعباءة فقط لو وزير عربي وضع راية لا اله الا الله أثناء اللقاء لرأيت المسلمين أو المتأسلمين قبل غيرهم يستنكرون ويتحدثون عن التخلف والتقدم والطائفية".
https://x.com/AmineFrappe/status/1897712360422350889
د.نور الدين @DRofficial_NR21 رأى أنه "مغفل من يعتقد أن الحروب الصليبية قد انتهت لأن "اسرائيل" هي راس الحربة لهذه الحروب تم زرعها خصيصًا لحصار الاسلام ومحاربته والبداية كانت بإسقاط الخلافة العثمانية وتفتت المسلمين وتشرذمهم، إدارة الشقي ترامب غارقة في التطرف والحقد الصهيوصليبي وتحكم بمنهج عقائدي تلمودي توراتي ممسوخ.".
يشار إلى أن صورًا تنتشر لوزير الدفاع الأميركي الجديد في إدارة ترمب (بيت هيغسيث) وهو يرسم صليب فرسان المعبد على بطنه وصدره، وتاريخ الحروب الصليبية يدرس في بعض الجامعات الأميركية، كما أنها فكرة ذات عمق تأثير في الذاكرة الأميركية.
حتى إن المؤثرة الأسترالية ليلي جاي سألت تطبيق chatgpt عن الديانة الأكثر دموية تاريخيًا والأخير يجيب: "تاريخيًا تشير التقديرات إلى أن المسيحية من خلال أحداث مثل الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش والاستعمار الأوروبي والتنصير القسري تسببت في قتل حوالي 10 أضعاف باسم الله مقارنة بالإسلام".