بعد أكثر من عام ونصف من الاحتجاز في معسكرات مليشيا الدعم السريع بالسودان، كشفت مصادر مطلعة عن وفاة 3 مواطنين مصريين نتيجة ظروف الاحتجاز القاسية، فيما تمكن 6 آخرون من الفرار والوصول إلى السفارة المصرية في بورتسودان.
هذه الحادثة تسلط الضوء على معاناة عشرات المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم عالقين في الصراع العسكري المستعر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، حيث تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والتجويع والانتهاكات الجسدية.
تفاصيل الإفراج.. رحلة محفوفة بالمخاطر
اثنين من الرهائن تم إطلاق سراحهما في نهاية يناير الماضي بعد دفع فدية مالية، حيث تم نقلهما عبر عدة نقاط تفتيش، حتى تمكنا من الوصول إلى مناطق خارجة عن سيطرة الميليشيات.
ومع ذلك، خضعا لاحقًا للاحتجاز المؤقت من قبل الجيش السوداني في مدينة شندي، حيث تم التحقيق معهما، قبل السماح لهما بالانتقال إلى بورتسودان، لينضما هناك إلى أربعة آخرين من المحتجزين السابقين، والذين سبق الإبلاغ عن اعتقالهم في نوفمبر 2023.
شهادات مروعة عن التعذيب والإهمال
أحد المفرج عنهم حديثًا كشف عن تعرضه للتعذيب والتجويع طوال فترة احتجازه، حيث وصف المعسكرات التي احتُجزوا فيها بأنها بيئة غير إنسانية، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، فيما أشار إلى إجبار بعض المعتقلين على العمل القسري، والتعرض للضرب المبرح والتعذيب النفسي والجسدي.
وبحسب أسر المختطفين، فقد كان من المقرر أن يصل ستة من الناجين إلى مصر يوم الاثنين الماضي، إلا أن إجراءات إدارية غير معلنة حالت دون ذلك، ما أثار قلق عائلاتهم التي ما زالت تنتظر عودتهم بسلام.
قصة الاختطاف.. منازل تحولت إلى سجون
تعود بداية هذه القضية إلى منتصف أبريل 2023، حين قامت قوات الدعم السريع بمداهمة أحد المنازل في حي اللاماب ناصر بالعاصمة الخرطوم، واعتقلت 7 مصريين كانوا يعملون في تجارة السلع المنزلية والأعمال اليومية.
ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن ذووهم من معرفة مصيرهم، وسط تصاعد العنف والفوضى في السودان، حيث ازداد معدل الخطف والاحتجاز القسري للمدنيين خلال المعارك بين الجيش السوداني والمليشيا المتمردة.
تجاهل رسمي ومناشدات بلا استجابة
رغم النداءات المتكررة من أسر المختطفين إلى الجهات المصرية الرسمية، فإن استجابتهم لم تكن بالمستوى المطلوب، حيث أكد أهالي الضحايا أنهم تعرضوا للتجاهل والرفض عند محاولتهم الحصول على معلومات أو تدخل حكومي لإنقاذ أبنائهم.