في حفل عسكري حديث، أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات مثيرة للجدل حول الحكومة السورية الجديدة، موضحًا استراتيجية إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد.
وقد ركّز خطابه على ثلاث نقاط رئيسية: أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح للحكومة السورية الجديدة بتمركز قواتها في مناطق مثل القنيطرة ودرعا والسويداء، مشددًا على ضرورة "نزع السلاح الكامل" لهذه المناطق، وأشار إلى دور إسرائيل في دعم الدروز، وهو ما يتماشى مع تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس حول توثيق العلاقات مع "السكان الصديقين" في جنوب سوريا.
وجدد نتنياهو التزام إسرائيل بالبقاء "إلى أجل غير مسمى" في المنطقة العازلة وجبل الشيخ، مما يعزز سياسة الاحتلال والتوسع، خاصة في الجولان المحتل.
تفتيت سوريا
تهدف إسرائيل إلى إضعاف سوريا ومنعها من التعافي بعد سنوات الحرب، مما يؤدي إلى تفتيتها وتحويلها إلى دولة فاشلة. وتعتمد هذه السياسة على دعم الأقليات في مواجهة الأغلبية السنية، وهو نهج استخدمته إسرائيل سابقًا في لبنان من خلال التعاون مع بعض الطوائف المسيحية والشيعية.
كما أن إصرار نتنياهو على نزع السلاح من جنوب سوريا، بالتزامن مع تكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية السورية، لم يُقابل بأي رد فعل قوي من الدول الغربية أو المجتمع الدولي، مما شجّعه على المضي قدمًا في هذه السياسة.
رد الفعل السوري
من جهته، واجه الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع الاستفزازات الإسرائيلية بمزيج من الحذر والتحدي، نظرًا إلى ضعف موقف سوريا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا. وقد أكد الشرع رفضه تقديم أي تنازلات إقليمية، داعيًا إلى "انسحاب فوري وغير مشروط" لإسرائيل من الأراضي السورية، وذلك في بيان صدر عن مؤتمر الحوار الوطني السوري.
كما سعى الشرع إلى تعزيز الدعم الإقليمي لسوريا، حيث التقى في 26 فبراير بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي جدد دعمه لسيادة سوريا وأدان التدخلات الإسرائيلية. ويعكس هذا اللقاء محاولة لبناء تحالف إقليمي لمواجهة الضغوط الإسرائيلية بالوسائل الدبلوماسية بدلًا من التصعيد العسكري.
الحاجة إلى رد جماعي
يؤكد المقال أن التصدي للسياسات الإسرائيلية في سوريا يجب أن يكون من خلال استجابة جماعية. فقد أدانت دول مثل الأردن ومصر والسعودية وقطر وتركيا التحركات الإسرائيلية. وتعد تركيا من أكثر الدول المتأثرة بالوضع في سوريا، حيث تسعى للحفاظ على استقرارها، لكنها تواجه عقبات تتعلق بعلاقتها مع الولايات المتحدة وقضية الأكراد في شمال سوريا.
في الوقت الحالي، تظل التحركات التركية دبلوماسية ومحدودة، لكنها قد تجد نفسها مضطرة للرد بشكل أقوى إذا استمرت إسرائيل في توسيع نفوذها في سوريا.
ترى إسرائيل أن استمرار الفوضى في سوريا يخدم مصالحها، إذ يضمن بقاءها قوة مهيمنة في المنطقة دون تهديد من دولة سورية مستقرة وقوية. ومع ذلك، فإن صمت المجتمع الدولي عن الانتهاكات الإسرائيلية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مما يعجل من ضرورة اتخاذ تحرك عربي ودولي أكثر فاعلية للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.
https://www.middleeasteye.net/opinion/why-israel-wants-syria-become-failed-state