تُعَدّ مصر بموقعها الجغرافي الفريد وتاريخها العريق وجهة سياحية ذات إمكانات هائلة، ومع ذلك، يبرز نهر النيل كأحد أهم المعالم الطبيعية التي لم تُستغل بشكل كامل في القطاع السياحي.

وتشير التقارير إلى أن الفشل في تطوير السياحة النيلية يتسبب في خسائر تقدر بحوالي 8 مليارات دولار سنويًا، ومؤخرًا، تعرضت باخرة سياحية تُعرف باسم "ترافيل لاين" لحادثة شحوط في نهر النيل بمحافظة المنيا، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه هذا القطاع.

في 15 فبراير 2025، تعرضت الباخرة السياحية "ترافيل لاين" لحادثة شحوط في نهر النيل أمام المتحف الأتوني شرق مدينة المنيا.

وكانت الباخرة تقل 42 سائحًا أجنبيًا، بينهم 39 سائحًا بريطانيًا وسائح أمريكي، وكانت في طريقها من منطقة تل العمارنة بمركز دير مواس إلى مرسى إخناتون للمبيت.
وتسبب الحادث في تعطيل الرحلة، إلا أنه لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية، وتم التأكد من سلامة جميع الركاب. 

وتسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات التي تواجه السياحة النيلية في مصر، بما في ذلك الحاجة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين الممرات الملاحية لضمان سلامة الرحلات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

ويُعتبر نهر النيل شريان الحياة في مصر، حيث يمتد بطول البلاد ويشكل عنصر جذب سياحي رئيسي، ورغم ذلك، فإن الاستفادة من هذا المورد الطبيعي في تعزيز السياحة لا تزال محدودة.

وتقتصر الرحلات النيلية غالبًا على مسارات تقليدية بين الأقصر وأسوان، مع غياب التنوع في البرامج السياحية والأنشطة المبتكرة التي قد تجذب شرائح أوسع من السياح.

أحد العوامل المؤثرة في هذا القصور هو نقص الاستثمار في البنية التحتية المرتبطة بالسياحة النيلية، فالمراسي والموانئ النيلية بحاجة إلى تطوير وتحديث لتستوعب أعدادًا أكبر من السفن وتوفر خدمات ذات جودة عالية.

بالإضافة إلى ذلك، يفتقر العديد من القرى والمدن المطلة على النيل إلى المرافق السياحية الأساسية، مما يحول دون دمجها في الخريطة السياحية.

من جانب آخر، تلعب التحديات البيئية دورًا في عرقلة تطوير السياحة النيلية، فالتلوث المائي وتراكم المخلفات يؤثران سلبًا على جاذبية النهر كوجهة سياحية.