دوائر أوروبية تنتقد إتاوات العرجاني على مساعدات غزة.. وصلت 20 ألف دولار على كل شاحنة
الاثنين 17 فبراير 2025 10:00 م
كشف موقع "ميدل إيست آي" عن استمرار هيمنة رجل الأعمال والزعيم القبلي إبراهيم العرجاني على عمليات دخول المساعدات والشاحنات التجارية إلى قطاع غزة، حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وتؤكد مصادر فلسطينية ومصرية أن فرض الرسوم الباهظة على الشاحنات بات يشكل عائقًا رئيسيًا أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع الذين يعيشون كارثة إنسانية متفاقمة.
رسوم باهظة وابتزاز مستمر
بحسب التحقيق، تفرض شركات العرجاني، "أبناء سيناء" و"النسر الذهبي"، رسومًا تصل إلى 20 ألف دولار على كل شاحنة تجارية تدخل غزة، بينما تواجه شاحنات المساعدات الإنسانية عمليات ابتزاز مماثلة.
ووفقًا لمصادر داخل معبر رفح، فإن "العرجاني وأعوانه يمارسون سلطة مطلقة على حركة الشاحنات، ويتحكمون في اختيار المركبات المسموح لها بالدخول"، مما جعل الهلال الأحمر المصري مجرد كيان رمزي لا يمتلك أي سلطة حقيقية.
احتكار تام وتحكم في تدفق المساعدات
تشير التقارير إلى أن مجموعة العرجاني أبرمت اتفاقيات احتكارية مع الهلال الأحمر المصري، حيث تتولى شركتا "أبناء سيناء" و"النسر الذهبي" جميع العمليات اللوجستية داخل المعبر، بما في ذلك استلام المساعدات، فرزها وتحميلها في الشاحنات وفقًا لمواصفات تحددها الشركات نفسها، دون إشراف مستقل.
ويقول أحد العاملين في معبر رفح، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذه السيطرة المطلقة أدت إلى انتشار الفساد بشكل غير مسبوق، حيث يتم دفع رشاوى لضمان سرعة دخول شاحنات معينة أو منع أخرى من العبو، وأضاف المصدر أن "آلاف المتطوعين في الهلال الأحمر أصبحوا عاطلين عن العمل، في حين أن مهامهم تولاها أفراد من شركات العرجاني".
تدهور الوضع الإنساني في غزة
قبل حرب أكتوبر 2023، كان قطاع غزة بحاجة إلى دخول 500 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجات سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلا أن الحصار الإسرائيلي الذي اشتد منذ 9 أكتوبر قلص عدد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع إلى مستويات كارثية.
ورغم وقف إطلاق النار، لا تزال المساعدات تصل بأعداد أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب، حيث دعت الأمم المتحدة إلى إدخال 600 شاحنة يوميًا، إلا أن عدد الشاحنات الفعلي لم يتجاوز 9 آلاف شاحنة منذ بدء الهدنة، وهو ما يغطي احتياجات 5% فقط من سكان القطاع، وفقًا لمدير مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني في غزة، إسماعيل ثوابتة.
ويؤكد ثوابتة أن المواد الأساسية مثل الدقيق والأرز والمعدات الطبية شحيحة، بينما تدخل سلع غير ضرورية مثل الشوكولاتة ورقائق البطاطس، كما شدد على أن رسوم العرجاني غير الرسمية تؤدي إلى رفع أسعار السلع، ما يزيد من معاناة السكان.
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-organi-firms-add-gaza-woes-charging-trucks-thousands-bribes