في تصريحات صادمة تكشف عن نوايا الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يسعى للاستيلاء على قطاع غزة وإعادة إعماره وفق خطة تمنع الفلسطينيين من العودة إليه، مؤكدًا أنه "سيملك الأرض" وأنه يعمل على صفقة مع مصر والأردن لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق بديلة.

 

لا عودة للفلسطينيين.. وسأحول غزة إلى "مشروع تطوير عقاري"

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الاثنين، طرح ترامب رؤيته لإنشاء "مناطق آمنة وصالحة للعيش" للفلسطينيين خارج قطاع غزة، تحديدًا في مصر والأردن، مشددًا على أنه لا حق عودة للفلسطينيين إلى غزة ضمن هذه الخطة.

وقال ترامب في المقابلة: "سنبني مناطق سكنية آمنة على مسافة معينة من أماكن وجودهم الحالية، وبعبارة أخرى، أتحدث عن بناء مكان دائم لهم، لأن العيش في غزة لن يكون ممكنًا لسنوات قادمة".

وأضاف متفاخرًا:"سأملك أنا هذه الأرض (غزة)، فكروا في الأمر كمشروع تطوير عقاري للمستقبل. ستكون قطعة أرض رائعة، ولن يتم إنفاق كثير من المال عليها".

 

ابتزاز مالي لمصر والأردن

لم تتوقف تصريحات ترامب عند هذا الحد، بل لوح باستخدام المساعدات المالية الأميركية كأداة ضغط على مصر والأردن لإجبارهما على قبول اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "أعتقد أنه يمكنني التوصل إلى اتفاق مع الأردن ومصر. كما تعلمون، نحن نقدم لهم مليارات الدولارات سنويًا".

 

مخطط مدعوم إسرائيليًا.. ورفض عربي ودولي

ترامب لم يكن الوحيد الذي يتبنى هذا الطرح، فخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في 4 فبراير، أكد الرئيس الأمريكي نيته الاستيلاء على قطاع غزة بعد تنفيذ التهجير الكامل لسكانه، في حين رحّب نتنياهو بالخطة، واصفًا إياها بأنها "أول فكرة جديدة منذ سنوات".

لكن هذا المخطط قوبل برفض عربي ودولي واسع، إذ أعلنت كل من مصر والأردن رفضهما القاطع لفكرة توطين الفلسطينيين على أراضيهما، مؤكدتين تمسكهما بحل الدولتين وفق القرارات الدولية.

 

جريمة إبادة في غزة بغطاء أمريكي

يأتي هذا المخطط في ظل الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة، حيث نفذت قوات الاحتلال إبادة جماعية بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، أسفرت عن: 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض، ودمار هائل للبنية التحتية والمنازل والمستشفيات، ما جعل الحياة في غزة شبه مستحيلة.