تصر وزارة الخارجية بحكومة السيسي على الدفع باتجاه مخططات أثبتت فشلها، باستدعاء سلطة محمود عباس إلى إدارة غزة، أو على الأقل معبر رفح الذي تديره المؤسسات الأممية بحضور مندوب عن الكيان.

وصرح وزير خارجية السيسي بدر عبدالعاطي لـ"أسوشيتد برس": حماس لن تلعب دورًا في حكم غزة بعد الحرب هو من أكبر المستحيلات الذي فشل فيه الكيان الصهيوني.

وقال بدر عبدالعطي إن السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا،  والتي تحكم من الضفة الغربية المحتلة بعد أن أطاحت بها حماس في عام 2007،  هي الكيان الفلسطيني المناسب لقيادة غزة بعد الحرب.

وأضاف، "يتعين علينا تمكين السلطة الفلسطينية، مضيفًا أن مصر مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتمكين الفلسطينيين والشرطة الفلسطينية من أجل توفير الأمن في غزة".

وصباح الخميس 6 فبراير قال متحدث وزارة الخارجية: مصر ستنظم مؤتمرًا دوليًا بشأن إعادة إعمار غزة.. وسيتم ترتيب مراحل التعافي المبكر بشأن القطاع!!

السفير الأمريكي لدى الكيان جاك لوقال في 10 يناير الماضي قال إن الولايات المتحدة تعتقد منذ فترة طويلة أن وضع تدمير حماس كهدف كان خطأ، ودفعت الولايات المتحدة "إسرائيل"  لوضع خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب حتى يتم إضعاف حماس.

ويتفق كثيرون في المؤسسة الأمنية الصهيونية مع هذا الطرح، ويريدون من الحكومة تقديم إدارة جديدة يمكنها مواجهة سيطرة حماس على أجزاء من القطاع، حيث يُنظر إلى السلطة الفلسطينية كخيار واقعي وحيد.

إلا أن وسط الكثيرون هناك محللون صهاينة يرون أنه من المستحيل أن تفرض أمريكا (بقوتها) نفسها على قطاع غزة، وبالتالي فما هو متوقع محاولات مصر فرض عباس في غزة إلى الحصول من حماس على امتيازات محددة مثل فتح باب الإعمار للشركات المصرية لمص دم الشعب الفلسطيني والاستفادة بالأموال القادمة لإعمار القطاع.

المحلل الإسرائيلي أمير أورن في "هآرتس" كان بين هؤلاء المخالفين لوجهة النظر الصهيونية عن إدارة غزة ما بعد الحرب وقال إن ركض ترامب المتهور لتغيير النظام العالمي والمنطقة ليس سخيفًا،  إنه خطير، موضحًا "الفلسطينيون على عكس المصريين والأردنيين لديهم فقط فلسطين".

واستطرد "أي صراع مع "إسرائيل". في غياب التسوية،  إذا كانت مواقف الطرفين غير قابلة للتوفيق،  ستستمر الحرب الأبدية".

وتساءل أورن "ماذا ربحت "إسرائيل" من هجرة عرب يافا إلى غزة ولاجئي الأردن إلى لبنان؟ المشكلة لا تختفي في الأماكن الجديدة، بل تحفزها وتنتج جولات عنف جديدة".

وساخرًا علق "هل سيهبط المارينز في غزة ويموتون برصاصات وقنابل مزروعة من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني؟"، مستفيضا "قوات من نفس الجيش الذي كان يعاني من إقامة رصيف ويخشى وضع الجنود على الشاطئ؟".

وفي ناحية أخرى، قال إن "هذا هو ما دفع بالأسطول السادس بعيدًا عن شواطئ لبنان، بعد أن أودت الهجمات التفجيرية لحزب الله بحياة مئات الأمريكيين والفرنسيين".

https://x.com/AymanazzamAja/status/1887151925063307573

ورد محلل صهيوني على دفع عبدالعاطي، فقال الباحث في مركز ديّان لدراسات الشرق الأوسط البروفيسور عوزي رافي "إن "إسرائيل" دخلت في منزلق خطر بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة،  فمن الصعب العودة للحرب بعد الأسابيع الستة.

وأكد أن حماس تمتلك استراتيجية منظمّة لإنهاء الحرب والوقوف على قدميها،  لا يجب التعويل على الأضرار الكبيرة في غزة أو عدد القتلى.

وأشار إلى أن حماس حركة مقاومة وستعيد بناء نفسها مهما استغرق الأمر.. يجب النظر في قدرة إسرائيل  على العودة للقتال بعد السماح بعودة مليون غزيّ للشمال..  طالما بقي الأسرى بيد حماس فهي تملك ورقة قوة..

وأضاف أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهداف عسكرية حاسمة كما في لبنان وسوريا وإيران.

وعارض بنيامين نتنياهو،  رئيس وزراء الاحتلال، أي دور للسلطة الفلسطينية،  التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ولا يبدو أن أطرافًا أخرى،  مثل الدول العربية،  على استعداد لتولي إدارة غزة بينما تظل حماس تهديدًا عسكريًا،  ولم يرد مكتب رئيس الوزراء على طلب للتعليق.

وأمام رفض إسرائيل أي دور لحماس أوالسلطة الفلسطينية، مؤكدةً سيطرتها الأمنية على القطاع جرت تلك المناقشات حول إدارة مؤقتة للقطاع من خلال تعاون بين إسرائيل، والإمارات، والولايات المتحدة، إلى حين تولي سلطة فلسطينية مُصلحة المسؤولية.

إلا أن يوئيل غوزانسكي، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب قال وقتها إن حماس تلقت ضربة كبيرة جدًا، لكنها لا تزال موجودة،  وأضاف: سوف يعيدون التجنيد والتسلح.

وفي 2 ديسمبر كان واحد من رد حماس المعتاد على هذه الترهات حيث قال مصدر قيادي في حركة حماس إن الجلسات مع حركة فتح بالقاهرة إيجابية للغاية وحققنا تقدمًا في الملفات بشأن تشكيل لجنة لإدارة غزة، إلا أن فتح رفضت الاتفاق في المسألة عل سبيل إحراج حماس وحشرها في أزمة.