رغم الاتفاقات الدولية والتنسيق بين مختلف الأطراف، لا تزال معاناة المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة مستمرة خلال عبورهم معبر رفح إلى الجانب المصري، حيث يواجهون إجراءات مشددة وتأخيراً كبيراً يضاعف من معاناتهم الصحية.

وكشف مصدر مصري في معبر رفح، أن عدد المرضى الذين غادروا غزة في اليوم الأول كان أقل بكثير من الحد الأدنى المتفق عليه، إذ تم السماح فقط لـ37 مريضًا و44 مرافقًا بالعبور إلى مصر، وسط إجراءات وصفها المصدر بـ"المعقدة والمُرهقة"، مما أثر سلباً على الحالة الصحية للمرضى، الذين يعانون بالفعل من أوضاع إنسانية وصحية مأساوية.
 

تأخر عمليات العبور رغم الترتيبات المسبقة
   وكان مصدر مصري آخر قد أوضح أن عملية تنسيق خروج المرضى تمت بين منظمة الصحة العالمية، وجيش الاحتلال الصهيوني، وبعثة الاتحاد الأوروبي، والمخابرات المصرية.
وكان من المقرر أن يتم السماح بمرور 50 مريضًا من النساء والأطفال، إضافة إلى 50 مرافقًا، إلا أن العدد الفعلي كان أقل من ذلك بكثير، مما أثار تساؤلات حول مدى فاعلية هذه الترتيبات ومدى التزام الاحتلال الصهيوني بالاتفاقات المعلنة.
 

قيود لوجستية وصعوبات تشغيلية
   وفي يوم الجمعة، أكد مصدر مصري في معبر رفح أنه تم إنهاء الترتيبات اللوجستية لإعادة تشغيل المعبر، بعد تدمير العديد من مرافقه خلال عدوان الاحتلال الصهيوني على مدينة رفح.
وأضاف أن بعض المنشآت الحيوية اللازمة لتشغيل المعبر تم بناؤها مجددًا، فيما وصلت طواقم الاتحاد الأوروبي إلى المعبر من الجانب الفلسطيني لمراقبة سير العمل، رغم استمرار التعقيدات الأمنية التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على المعبر ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا).

ورغم هذه الجهود، لا تزال الطواقم الفلسطينية المقرر عملها في المعبر تنتظر الموافقات الأمنية للانتقال إلى موقعها، مما يعكس استمرار العراقيل التي يضعها إسالاحتلال الصهيوني رائيل أمام استئناف العمل الطبيعي للمعبر.
 

الاتحاد الأوروبي يستأنف مهمته وسط تحديات أمنية
   وأعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن التكتل الأوروبي استأنف مهمته المدنية لمراقبة معبر رفح، بعد أكثر من 17 عامًا على تعليقها، وأوضحت عبر منشور على منصة "إكس" أن بعثة الاتحاد الأوروبي "ستدعم الطواقم الفلسطينية وستسهل نقل المرضى والمصابين من غزة إلى مصر"، مؤكدة أن استئناف هذه المهمة جاء بناءً على طلب من الفلسطينيين والصهاينة على حد سواء.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أوقف عملياته في معبر رفح عام 2007، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، إلا أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك الاتفاق على وقف إطلاق النار، دفعت الاتحاد إلى إعادة نشر بعثته لمراقبة المعبر والمساهمة في ضمان مرور المرضى والمصابين.
 

اتفاق وقف إطلاق النار وفتح المعبر.. عقبات على أرض الواقع
   يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس ينص على فتح معبر رفح أمام الحالات المرضية والجرحى، بمن فيهم العسكريون، إلا أن التطبيق الفعلي لهذا الاتفاق يواجه تحديات كبرى على الأرض.

وتضطلع بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية بمسؤولية إدارة المعبر، لكن استمرار العراقيل الصهيونية والقيود الأمنية المفروضة على الجانب الفلسطيني، إلى جانب البيروقراطية المصرية، يعقّد عملية العبور ويجعلها بطيئة وغير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في غزة.
 

معاناة المرضى تتواصل وسط تعقيدات سياسية
   في الوقت الذي ينتظر فيه آلاف المرضى الفلسطينيين فرصة للعبور إلى مصر لتلقي العلاج، لا تزال العراقيل السياسية والأمنية تعيق العملية، مما يفاقم من معاناتهم الصحية ويهدد حياتهم.