كشف المرصد العربي لحرية الإعلام "اكشف"، في تقريره السنوي لعام 2024، عن استمرار الانتهاكات الممنهجة بحق الصحافيين والإعلاميين في مصر، حيث وثق التقرير 319 انتهاكاً متنوعاً لحقوق الصحافة والإعلام، تضاف إلى سجل طويل من التضييقات.
وبحسب التقرير، تصدرت حالات تجديد الحبس التعسفي القائمة بـ120 حالة، تلتها انتهاكات السجون بـ77 حالة شملت سوء المعاملة والإهمال الطبي، ثم القرارات التعسفية بـ55 انتهاكاً.
بينما وثقت القيود التشريعية 40 حالة، وبرزت الانتهاكات بحق أسر الصحافيين بـ13 حالة، والاعتداءات الجسدية بـ9 حالات، والاختفاء القسري بـ3 حالات، وأخيراً حالتا منع من التغطية.
حبس الصحافيين.. واقع لم يتغير
رغم الإفراج عن 7 صحافيين ضمن قرارات العفو الرئاسي خلال العام، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 4 صحافيين جدد، ما أبقى عدد الصحافيين المحتجزين ثابتاً عند 43 صحافياً وصحافية مع نهاية العام.
وأشار التقرير إلى أن هذا العدد يشمل صحافيين معتقلين بموجب أحكام قضائية وأوامر حبس احتياطي، رغم المطالبات المتكررة من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالإفراج عنهم.
قوائم الإرهاب.. وسيلة ضغط إضافية
أبرز التقرير استمرار إدراج 20 صحافياً على قوائم الإرهاب، من بينهم رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، وعدد من الإعلاميين العاملين في القنوات والمواقع الإلكترونية.
وأكد المرصد أن هذه الإدراجات تُجدد دورياً دون تحقيقات أو إجراءات قانونية تتيح للمُدرجين الدفاع عن أنفسهم.
تغييرات شكلية دون إصلاحات جذرية
شهد العام تغييرات في قيادة الهيئات الإعلامية الرسمية مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، إلى جانب تغييرات في المواقع القيادية بالشركة المتحدة التابعة للأجهزة الأمنية التي تملك غالبية وسائل الإعلام الخاصة.
ورغم هذه التغييرات، وصف التقرير السياسات الإعلامية بـ"التقييدية"، مشيراً إلى أن هذه الخطوات لم تسهم في تحسين حرية التعبير أو استقلالية الصحافة.
انعقاد المؤتمر العام السادس للصحافيين
كان انعقاد المؤتمر العام السادس للصحافيين في ديسمبر 2024 حدثاً بارزاً، بعد تأجيل طويل.
وتمكن المؤتمر من إصدار توصيات مهمة، أبرزها: الإفراج عن جميع الصحافيين المعتقلين، وتبييض السجون من المحبوسين على خلفية قضايا نشر ورأي، والامتناع عن تمديد الحبس الاحتياطي لما يتجاوز العامين، ووقف الممارسات التعسفية التي تعرقل العمل الصحافي.
شهداء الصحافة في غزة.. ضريبة الاحتلال
على الصعيد الدولي، وثق التقرير 195 شهيداً من الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني عام 2024 وحتى نهايته.
واعتبر التقرير استهداف الصحافيين في غزة جزءاً من سياسة ممنهجة لإسكات الصوت الفلسطيني، حيث شمل العدوان تدمير مقرات إعلامية واستهداف مباشر للصحافيين أثناء تغطيتهم للأحداث.