انطلقت ثورة 14 يناير ابتداء من انتحار محمد البوعزيزي ثم احتجاجات من سيدي بوزيد القصرين، ثم انتقلت إلى باقي ولايات الجمهورية التونسية، ثم ازداد الزخم ثم الصدام مع البوليس، والتحق بالمظاهرات جيش الأحياء الشعبية ثم اختل توازن الأمن.

ويتساءل المراقبون هل تأثرت تونس بما حدث في الثورة السورية التي استعادت حيويتها وبدأ الشارع يتحرك بالتوازي معها؟ وهل يستعد قيس سعيد لمفاجأة قريبة؟

الإعلامي ومراسل الجزيرة السابق حافظ الميرازي وعبر Hafez Al Mirazi قال: "في مثل هذا اليوم من 14 سنة.. بداية ونهاية.. شعلة الربيع العربي بإحراق التونسي بوعزيزي نفسه.. "، مضيفًا أنه "تعلمت أنظمتنا العربية من أحداث الربيع العربي ألا تهتز مشاعرها مرة أخرى بمظاهرات في الشارع سواء لأن بائعًا متجولاً أحرق نفسه احتجاجًا على قمع الشرطة في تونس، أو لبشاعة قتل خالد سعيد من التعذيب في مصر.. ".

وأشار إلى أنه "كما تعلمت المعارضة العربية، خصوصًا الآن من تجربة سوريا، أن الحاكم المسلح ضد مظاهرات كالربيع العربي لن يهتز أو يفر من احتجاجات سلمية، إن لم تكن مسلحة، تزحف بالفعل على عاصمته .. ".

وتابع: "وإذا كانت المعارضة العربية تخشى من التجزئة على وطنها وغدر المحتل الأجنبي، فلا بديل لديها عن رعب الجماعات المسلحة، سوى العودة للأسف للدائرة المغلقة من الانقلابات العسكرية، نتيجة فشل أي نظام في تلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية لشعبه".

وعن آليات تعامل الأنظمة، لفت إلى أنه "وعلى أمل أن يرزقها الله بجنرال واعٍ مثل فرانكو، يخشى على مستقبل إسبانيا بعد رحيله، فيُؤسس لخلافته ملكية دستورية، ليست من عائلته بل من جيل ملكي أحدث، لديه رؤية وشرعية، على شاكلة خوان كارلوس، الذي فضّل ديمقراطية الحكم المدني على استبداد الجنرالات.".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162392803060288&set=a.10154322141465288


وقبل نحو شهرين خرج التيار الليبرالي بمسيرات في شارع بورقيبة يهتفون: "جاك الدور، يا قيس يا دكتاتور".. يحتجون تنديدًا بالقمع والاستبداد.

وأعاد التونسيون قبل إعادة "انتخاب" قيس سعيد هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"جاك الدور، جاك الدور، يا قيس يا دكتاتور"، و"لا خوف لارعب السلطة ملك للشعب"، ضمن المظاهرات الجائحة في تونس والتي طالبت بتنحي قيس سعيد عن رئاسة الجمهورية.

وتساءل ناشطون على "التواصل": "هل يكون لتونس شرف استئناف الموجة الثانية لربيع الشعوب العربية تكريمًا للشهيد البوعزيزي وكل شهداء الحراك المبارك؟ .

وأضافوا أنه عندما تُقرع طبول الحرية يرحل الطغاة، وتعود تونس رمز الحرية، وتعود ثورة البوعزيزي.. وأن الشعوب الحية لا ترضي بالذل مهما صمتت مهله من الزمن.

ونقلت مجلة ميم @Meemmag هتافات أخرى "ديقاج، ديقاج"، " الشعب يريد ثورة من جديد".

وعلقت: "..التونسيون ينزلون لقلب العاصمة، في شارع الحبيب بورقيبة، ذي الرمزية المكثفة، منتفضين هذه المرة ضد حكم قيس سعيد القمعي الفاشل.. شاهد".

https://twitter.com/Meemmag/status/1834680618430370050