في ظل التحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، أطلق حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بيانًا قويًا يحذر فيه من تكرار السيناريو السوري في مصر، مشيرًا إلى الدروس المستفادة من الصراع السوري الذي ألحق دمارًا واسعًا بوحدة واستقرار الدولة السورية.
وجاء البيان تحت عنوان “بعد سقوط الطاغية بشار وحتى لا يتكرر السيناريو السوري في مصر”، مسلطًا الضوء على ضرورة اتخاذ خطوات إصلاحية عاجلة لضمان مستقبل أفضل.
تحذير من تداعيات الاستبداد
أوضح الحزب في بيانه أن الأزمة السورية بدأت جذورها منذ تعديل الدستور السوري لتوريث الحكم لبشار الأسد، مما أدى إلى تأسيس نظام استبدادي اعتمد على القبضة الأمنية وأقصى الحريات العامة.
ولفت إلى أن هذا النهج تسبب في تقسيم فعلي للبلاد إلى مناطق نفوذ متناحرة، ورافق ذلك موجات من الهجرة القسرية وارتفاع أعداد المعتقلين السياسيين، إلى جانب هيمنة شاملة لحزب البعث.
وأضاف البيان: “إن ما جرى في سوريا يمثل درسًا بليغًا لكل الدول التي تعتمد على القمع وتقييد الحريات، فالقبضة الأمنية مهما بلغت قوتها لا تستطيع وحدها حماية الدول، بل قد تنهار في لحظات الأزمات، مما يفتح المجال أمام التفكك والهيمنة الخارجية".
دعوة إلى خطوات إصلاحية عاجلة
دعا الحزب في بيانه إلى تبني مجموعة من الإجراءات الإصلاحية، على رأسها:
- إطلاق سراح سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين: شدد البيان على أهمية الإفراج الفوري عن جميع سجناء الرأي لإنهاء حالة الاحتقان السياسي.
- ضمان حرية الإعلام واستقلال القضاء: طالب الحزب بخلق بيئة إعلامية حرة ومستقلة وتعزيز استقلال القضاء لتحقيق العدالة والمساواة.
- توازن السلطات واستعادة الدستور: شدد على ضرورة تحقيق توازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، والعودة إلى دستور 2014 لضمان عدم تمدد صلاحيات الرئيس.
- إصلاح اقتصادي شامل: دعا إلى سياسات اقتصادية تركز على الإنتاج ووقف تصاعد الديون، مع ضم الصناديق الخاصة إلى الموازنة العامة وسن قوانين صارمة لمكافحة الفساد.
- دعم حقوق المرأة والشباب: طالب بتعزيز حقوق المرأة والشباب، واحترام التعددية الثقافية والفكرية، ودعم الحريات الأكاديمية.
سيناريو سوريا... تحذير للمنطقة
نبه الحزب إلى أن ما حدث في سوريا يمثل تحذيرًا واضحًا لدول المنطقة، مشيرًا إلى استغلال إسرائيل للأزمة السورية لإضعاف الجيش السوري واحتلال مناطق جديدة مثل جبل الشيخ، وأكد البيان أن الاعتماد على الأجهزة الأمنية كحل وحيد لمواجهة الأزمات يؤدي إلى تفكك داخلي وانهيار مؤسسات الدولة.
وأضاف: “إن الشعب الحر والمنظم هو الحارس الأمين لأمن الوطن، ولا يمكن استبدال هذا الدور بالأجهزة الأمنية أو الوكلاء الخارجيين، حيث أن غياب الحرية والتنظيم المستقل يفتح الباب أمام الانقسامات الداخلية والتدخلات الأجنبية.”
دعوة للتكاتف الوطني
اختتم الحزب بيانه بالدعوة إلى تكاتف جميع القوى السياسية والمجتمعية في مصر للعمل معًا على بناء نظام ديمقراطي يضمن حقوق الشعب ويمنع تكرار سيناريوهات التقسيم والاستبداد، وأكد أن الطريق الوحيد لحماية مصر ودول المنطقة هو احترام التنوع ورفض الطائفية، مع التركيز على بناء دولة مدنية حديثة تقوم على أسس الديمقراطية وسيادة القانون.
وأكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن الفرصة ما زالت قائمة لتجنب المخاطر التي واجهتها دول أخرى، شريطة اتخاذ خطوات إصلاحية جادة تعزز مناعة الدولة وتحمي مستقبل الأجيال القادمة.

