يظن الكيان الصهيوني المجرم أن معه الحرية الكاملة في استباحة وتدمير أرض سوريا ومقدراتها، يُخلِّون بالأمن القومي خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن جيش الاحتلال سيطر على جبل الشيخ السوري خلال الساعات الأخيرة دون مقاومة، بعد انسحاب الجيش السوري من نقاطه وتركها فارغة.

https://twitter.com/qudsn/status/1865774351770894597

وأمس الاثنين، قالت وسائل إعلام صهيونية إن سلاح الجو الصهيوني هاجم أكثر من 150 هدفًا عسكريًا في الأراضي السورية، وأن عشرات الأهداف كانت من الدبابات والطائرات والمروحيات العسكرية للجيش السوري، يدّعون أن سوريا العربية اليوم منزوعة السيادة.

قليلة هي الدول التي أدانت، ومنها الكويت التي أدانت بشدة انتهاك "إسرائيل" للحدود السورية ودعت لاحترام السيادة.

وأعربت وزارة الخارجية في الكويت عن استنكارها لاحتلال المنطقة العازلة، مطالبة المجتمع الدولي بالتصدي للاعتداءات المتكررة حفاظًا على الأمن الإقليمي والدولي.

 

موقف سريع

وعليه، طالب الباحث السياسي من غزة براء نزار ريان @BaraaNezarRayan قادة سوريا الجديدة أن يصنعوا موقفًا تجاه احتلال جزء جديد من التراب الوطني السوري اليوم.

وأضاف، "أولا: يجب أن يأخذوا موقفًا سريعًا، ولو سياسيًا، يدين استغلال العدوّ لهذه اللحظة التاريخية، ويحذره من عواقب ذلك."

وتابع: "ثانيا: مطالبة العدو بالعودة إلى خطوط اتفاق فك الاشتباك 1974، والإعلان عن الجهوزية الفورية لإعادة عناصر عسكرية سورية إلى جميع المواقع التي انسحب منها الجيش السوري واحتلها العدو (أي تغيير في الداخل لا علاقة لأحد خارج سوريا به طالما لم يحصل إخلال باتفاق فك الاشتباك).".

وأردف، "ثالثًا: الإعلان للمجتمع الدولي عن مسئولية العدو عن أي تبعات لعدوانه ورفضه الانسحاب إن رفض.".

وأكمل، "رابعًا: الاستعداد للتعامل الميدانيّ والأمنيّ مع هذا التحدي الكبير، ويمكن الاستفادة من المقاومة الفلسطينية في هذا، وأظنها على أتم الاستعداد لذلك".

ثم "خامسا: الانفتاح على كل من يمكنه المساعدة في التصدي للعدوّ الصهيونيّ.. والله معينكم وناصركم.".

https://x.com/BaraaNezarRayan/status/1865788534340153494

 

ستبقى "إسرائيل" عدوك

أما المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد @saeedziad فقال: "لا تتواني إسرائيل في استغلال أي فرصة لاحتلال أرض جديدة وتوسيع نفوذها.. بدلًا من الانشغال في المعايرة والتفاهة يجب أن نواجه هذا الاحتلال الجديد معًا وبقوة وبسرعة.. هذه فرصة لنا للتوحد، بدلًا من الفرقة والنذالة وانتظار هزيمة أخيك.. هو أخوك، نعم أخوك، مهما فعل سيبقى أخوك، وستبقى إسرائيل عدوك".

الأكاديمي السوداني د.حسن طالب @DrHassanTalib قال إن "اعتداءات إسرائيل على الجولان حجة قانونية لتبرير الهجوم عليها من سوريا أو غيرها وفق مشروعية الدفاع عن النفس وتجريم الاعتداء على حدود الدول ذات السيادة وميثاق الأمم المتحدة. على إسرائيل أن تتعامل بعقلانية لكي لا تدفع الجميع لعدائها. المسلمون شيعة وسنة متفقون على تجريم إسرائيل".

ويبدو أن هذا الهجوم مبرمج مع دول الثورة المضادة بعد هذه التغريدة من أقرب الأكاديميين المقربين من شيطان العرب حاكم أبوظبي محمد بن زايد وهو جمال السويدي الذي كتب عبر @suwaidi_jamal على شكل المستنكر لما يفعل الكيان، "تعزيز #إسرائيل سيطرتها في #الجولان بعد انسحاب الجيش السوري يؤكد توجهها نحو فرض واقع جديد في المنطقة العازلة. هذا التحرك يعكس أبعادًا أوسع لسياسات الأمن الإسرائيلي في ظل الاضطرابات الإقليمية."!

والأحد اعتلى بنيامين نتنياهو هضبة الجولان السوري المحتل وأعطي أوامر مباشرة لقواته الصهيونية باحتلال المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، ومنها جبل الشيخ بالإضافة إلى مواقع قيادة عسكرية داخل الأراضي السورية.

ورافق نتنياهو، وزير الدفاع (يسرائيل كاتس)، وقال إن "إسرائيل لن تسمح لأي قوة معادية بالتمركز على حدودها"، مشيرًا إلى أن الوضع الجديد في سوريا يمثل "فرصًا مهمة ومخاطر أيضًا".

التصعيد الصهيوني جاء فور سقوط دمشق بيد المعارضة وفرار بشار الأسد، حيث يسعون بحسب مراقبين لاستغلال حالة الثورة في سوريا.

وأعلن نتنياهو تنصله وبلاده مما سبق ووقع عليه، في اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي أُبرم بوساطة دولية بين سوريا و"إسرائيل"، والذي حدد خطوطًا فاصلة بين الجانبين وقضى بإقامة منطقة عازلة تُشرف عليها قوات أممية فألغاه ضمن أوامره.

 

خرق واضح لاتفاق فك الاشتباك

سلسلة الغارات الجوية التي شنها جيش الصهاينة استهدفت مواقع في درعا، السويداء، ودمشق ومنها مواقع أمنية حساسة ومراكز معلومات استخباراتية.

وزعم الكيان أن التحرك "مؤقت" ويهدف لمواجهة "تهديدات الميليشيات"، إلا أن هذه العمليات تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق فك الاشتباك الذي أُبرم عام 1974، بحسب مراقبين.

أما المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، فوجه تحذيرًا للسكان في عدة قرى جنوبي سوريا، بما في ذلك القنيطرة والحميدية والقحطانية، طالبًا منهم البقاء في منازلهم حفاظًا على سلامتهم.

وقال أدرعي: "القتال داخل منطقتكم يجبر جيش الدفاع على التحرك. لا ننوي المساس بكم، ومن أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم حتى إشعار آخر".

وفك الاشتباك لعام 1974 تم بوساطة دولية بعد حرب أكتوبر، وأبرز بنود الاتفاق شملت إقامة منطقة عازلة بين الخطين "A" و"B"، حيث يمنع وجود أي قوات عسكرية، وتتم مراقبتها من قبل قوات الأمم المتحدة (UNDOF).

إلغاء الاتفاق واستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة يُنذر بتبعات خطيرة على استقرار المنطقة، خاصة أن هذا الاتفاق كان أحد الأعمدة الأساسية لمنع التصعيد العسكري بين سوريا وإسرائيل خلال العقود الماضية.

وقالت هيئة البث الصهيونية إن جيش الاحتلال قصف الأحد أكثر من 100 هدف داخل الأراضي السورية، معظمها مستودعات أسلحة، وفق زعمها.

وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال هجاري أن جبهات القتال في غزة ولبنان والضفة (سوريا) ثم عادت وقالت حكومة نتنياهو إن هجاري أخطأ!؟

https://politicalstreet.org/6890/