في مشهد أثار جدلًا واسعًا، دعا وزير تعليم السيسي ، محمد عبد اللطيف، خلال كلمته أمام خريجي دفعة من مدرسة "ظُهر للتكنولوجيا التطبيقية" في محافظة بورسعيد، إلى العمل لساعات طويلة جدًا، تصل إلى 16 ساعة يوميًا، قائلاً: "الخمس سنين اللي جايين متخليش بالك من صحتك خلي بالك من شغلك.. شغل 16 ساعة في اليوم ده قليل".
 

حقائق علمية ضد دعوة الوزير
تصريحات الوزير اعتُبرت مضللة ومخالفة تمامًا لما أثبتته الدراسات العلمية، فقد حذرت دراسة أصدرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية عام 2021 من أن العمل لساعات طويلة يعرض الأفراد لمخاطر صحية جسيمة، أبرزها الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

الدراسة، التي ركزت على تداعيات العمل لأكثر من 55 ساعة أسبوعيًا (ما يعادل 11 ساعة يوميًا)، خلصت إلى نتائج مقلقة:

  • ارتفاع نسبة الوفاة بسبب أمراض القلب الإقفاري والسكتات الدماغية جراء العمل المفرط.
  • في عام 2016 وحده، تسبب العمل لساعات طويلة في وفاة 745 ألف شخص حول العالم.
  • بين عامي 2000 و2016، ارتفعت الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 42%، فيما زادت الوفيات بسبب السكتة الدماغية بنسبة 19%.


تصريحات الوزير مقابل التوصيات العالمية
تصريحات الوزير تدعو عمليًا إلى العمل لمدة 80 ساعة أسبوعيًا (16 ساعة يوميًا على مدى 5 أيام)، وهي مدة تتجاوز كثيرًا الحد الذي تعتبره الدراسات آمنًا.
في المقابل، أوصت منظمة الصحة العالمية بالحد من العمل لساعات طويلة والالتزام بمدة تتراوح بين 35 إلى 40 ساعة أسبوعيًا للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.
وقالت المنظمة في تقريرها: "أصبح ثابتًا أن العمل لساعات طويلة مسؤول عن حوالي ثلث إجمالي العبء التقديري للأمراض المرتبطة بالعمل"، مما يجعله أحد أخطر عوامل الخطر المهنية عالميًا.
 

المخاطر الصحية للعمل المفرط
السكتة الدماغية: العمل لمدة 55 ساعة أو أكثر أسبوعيًا يزيد من خطر الإصابة بالسكتة بنسبة 35% مقارنة بمن يعملون بين 35 و40 ساعة.
أمراض القلب: زيادة خطر الوفاة بسبب مرض القلب الإقفاري بنسبة 17%.