في تحول كبير بملف استيراد الحبوب والسلع الإستراتيجية، تولى "جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة" التابع للقوات المسلحة (القوات الجوية)، مسئولية استيراد القمح والحبوب بدلاً من هيئة السلع التموينية، وفقًا لقرار رئاسي.

يأتي ذلك في إطار آليات الشراء المباشر والمناقصات، مما ينقل جزءًا كبيرًا من اختصاصات الهيئة إلى الجهاز الجديد، الذي بدأ في ممارسة مهامه فعليًا، على الرغم من التحديات والاعتراضات.

 

تحفظات السوق العالمي

شهدت أول مناقصة طرحها جهاز مستقبل مصر لاستيراد القمح في 28 نوفمبر الماضي عزوف الموردين عن المشاركة، إذ أشار ممثلو السوق إلى عدم وجود معرفة كافية بآلية عمل الجهاز الجديد ووضعه المالي.

وأكد مدير شركة "ميدترنين ستار" هشام سليمان أن الموردين في روسيا، أكبر مصدر للقمح إلى مصر، أبدوا تحفظهم، مطالبين بمزيد من الشفافية والمعلومات لضمان استمرارية التعاملات التجارية.

 

أسباب القرار: إخفاقات هيئة السلع التموينية

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن أبرز أسباب هذا التحول هو إخفاق هيئة السلع التموينية في إتمام صفقات استيراد كبيرة، كان أبرزها مناقصة أغسطس الماضي التي استهدفت شراء 3.8 مليون طن قمح، لكنها لم تنجح إلا في التعاقد على 280 ألف طن بسبب خلافات على الأسعار.

 

ارتفاع معدلات الاستيراد رغم الأزمات

رغم التحديات، سجلت واردات مصر من القمح 13.5 مليون طن خلال عام 2023 حتى منتصف نوفمبر، وهو أعلى معدل استيراد منذ 10 سنوات، بزيادة 35% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب وثائق رسمية.

 

خطوات الجهاز الجديد: من الزراعة إلى الاستيراد

تأسس جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة في 2022 بموجب مرسوم رئاسي، وبدأ نشاطه كمشروع زراعي لاستصلاح الأراضي قبل أن يتم تكليفه بإدارة استيراد السلع الإستراتيجية. ويُشرف الجهاز حاليًا على عمليات شراء الحبوب، معتمدًا على آليات جديدة تشمل الدفع بتسهيلات موردين تصل إلى 270 يومًا، وفق شروط كراسة المناقصة.