في حوار بثته قناة "العربية" السعودية عبر برنامج "محل نقاش"، أثار المخرج خالد يوسف جدلاً واسعًا بتصريحاته حول عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. جاءت تصريحات يوسف متضمنة ادعاءات عديدة حول مؤشرات النمو الاقتصادي، إنتاج القطن، مكافحة الحفاء، وحجم التأييد الدولي الذي حظي به ناصر في الأمم المتحدة، إلا أن التحليل التاريخي والبيانات المتاحة يكشفان عن عدم دقة هذه الادعاءات، ما أثار موجة من الانتقادات والتساؤلات حول مصادر معلوماته.


الخطأ الأول: معدل النمو الاقتصادي
قال خالد يوسف إن مصر حققت أعلى معدل نمو في العالم الثالث خلال عهد عبد الناصر. إلا أن البيانات تشير إلى خلاف ذلك:
بلغ متوسط معدل النمو الاقتصادي في مصر بين 1950 و1960 نحو 0.9%، بينما تجاوزت دول أخرى مثل السنغال (4.4%) وموزمبيق (3.9%) هذه النسبة.
خلال الفترة بين 1960 و1970، ارتفع معدل النمو إلى 1.6% في مصر، لكنه ظل أدنى مقارنة بدول نامية مثل الكاميرون (4.4%) والبرازيل (8.6%).

 

الخطأ الثاني: إنتاج القطن
ادعى يوسف أن إنتاج القطن في مصر تضاعف ثلاث مرات بين عامي 1952 و1970. لكن البيانات تكشف الحقيقة:
إنتاج القطن الزهر زاد بنسبة 7.69% فقط، من 1.296 مليون طن متري في 1952 إلى 1.404 مليون طن في 1970.
إنتاج القطن الشعر ارتفع بنسبة 14.1% فقط، وهو بعيد كل البعد عن الزيادة بثلاثة أضعاف.

 

الخطأ الثالث: مكافحة الحفاء
صرح يوسف بأن 99.5% من المصريين كانوا حفاة قبل عهد عبد الناصر وأن مشروع مكافحة الحفاء كان جزءًا من إنجازاته. إلا أن الحقائق التاريخية تثبت عكس ذلك:
بدأت حملة مكافحة الحفاء في 1940 واستمرت حتى عام 1955، أي قبل تولي عبد الناصر الحكم عام 1956.
عام 1942، كان عدد الحفاة في القاهرة نحو 15% من السكان، وليس كما ادعى يوسف.


الخطأ الرابع: حجم التأييد الدولي
زعم يوسف أن عبد الناصر كان يحظى بدعم 60-80 دولة من أصل 190 في الأمم المتحدة. لكن هذا الرقم غير دقيق:
بلغ عدد أعضاء الأمم المتحدة عام 1960، 99 دولة فقط، وارتفع إلى 127 دولة بحلول 1970.
لم يصل عدد الأعضاء إلى 190 دولة إلا عام 2002.

هذه التصريحات أثارت انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض محاولة لتزييف الحقائق التاريخية. وردود الأفعال هذه تسلط الضوء على أهمية استناد الشخصيات العامة إلى مصادر دقيقة عند تناول قضايا ذات طابع تاريخي.