سادت حالة من الغضب في أوساط المستوطنين الصهاينة في شمال الأراضي المحتلة بعد إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان وبدء عدد من سكان بلدات الجنوب اللبناني بالعودة إلى مناطقهم رغم تحذيرات قوات الاحتلال من العودة قبل السماح لهم بذلك.
جدير بالذكر أنه لم يدع رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو سكان شمال الأراضي المحتلة إلى العودة إلى مستوطناتهم، رغم أن أهداف الحرب المعلنة ضد لبنان هي: “تطهير المواقع العسكرية والبنية التحتية التي أنشأها حزب الله بالقرب من الحدود، وعودة عشرات آلاف المستوطنين الذين نزحوا بسبب الضربات عبر حدود فلسطين المحتلة ولبنان بعد السابع من أكتوبر، إلى منازلهم”.
فيما قال نتنياهو في كلمة مسجلة: “هذا ليس حزب الله نفسه، لقد أعدناه عقوداً إلى الوراء”، مشيرا إلى أسباب قراره التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حزب الله.
وأضاف نتنياهو: “لقد وعدتكم بالنصر، وسنحقق النصر، سنكمل القضاء على حماس، وسنعيد جميع الرهائن لدينا، وسنضمن أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل، وسنعيد سكان الشمال”.
وبعد تصريحاته، عرض نتنياهو بالتفصيل تحركات الاحتلال الصهيوني في مختلف قطاعات الحرب، بما في ذلك الصراعات ضد إيران، وحماس في غزة، والضفة الغربية، والحوثيين في اليمن والعراق، قائلا: “حزب الله اختار مهاجمتنا، لقد مر عام ولم يعد حزب الله نفسه؛ لقد أعادناه عقودًا إلى الوراء"؛ وقال: “لقد قضينا على آلاف الإرهابيين ودمرنا البنية التحتية تحت الأرض بالقرب من حدودنا منذ سنوات؛ لقد هاجمنا أهدافاً استراتيجية في جميع أنحاء لبنان وأسقطنا العشرات من أبراج الإرهابيين في الضاحية، كل هذا بدا وكأنه خيال علمي، ولكن هذا ليس خيالاً علمياً، لقد فعلنا ذلك، أنظر إلى كل الجبهات، هكذا فعلت عندما قررت في بداية الحرب التركيز على غزة وعدم فتحها جبهة ثانية في لبنان”.
فيما اعتبر أن أسباب وقف إطلاق النار في الشمال هي “التركيز على التهديد الإيراني، ولن أتوسع في ذلك، والسبب الثاني هو التحديث الكامل وتجديد القوات، ليس سرا، كانت هناك تأخيرات كبيرة في توريد الأسلحة، والسبب الثالث قطع الساحة وعزل حماس عندما يخرج حزب الله من الصورة، وحماس وحدها في الحملة.. سيزداد الضغط وهذا سيساعد في المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير الرهائن”.
بدوره، قال رئيس المعارضة عضو الكنيست يائير لابيد ردا على كلام نتنياهو: “حكومة اليمين لم تطرح أي مبادرة سياسية منذ عام كامل، لذلك تم جرها إلى اتفاق مع حزب الله، دمرت المستوطنات، دمرت حياة السكان، تآكل الجيش وأنتم تروجون للقوانين، القضاء على نصر الله وتفجيرات ونجاحات عملياتية تستحق كل الثناء، لكن حكومة 7 أكتوبر لم تعرف كيفية عكسها من أجل نصر سياسي”.
وأضاف لابيد أيضا: “نتنياهو لا يعرف كيفية جلب الأمن إلى إسرائيل، وادعاؤه بأنه لم يواجه الضغوط الأمريكية هو ادعاء مشين، الآن نحن بحاجة إلى عقد صفقة رهائن بشكل عاجل، وإعادة المواطنين إلى وطنهم وإنهاء الأمر، الحرب في الجنوب أيضاً. في عهد نتنياهو، حدثت أعظم كارثة في تاريخنا، لا اتفاق مع حزب الله يمحو الفوضى، لن يغير أي تصريح لوسائل الإعلام التاريخ”.