في خطوة تاريخية جديدة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وأعلنت المحكمة أن هناك "أسبابًا منطقية" للاعتقاد بأن المسؤولين الصهاينة قد ارتكبوا انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك استهداف المدنيين واستخدام التجويع كأداة حرب.
 

تفاصيل الجرائم المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت
   المحكمة الجنائية الدولية أوضحت في بيانها أن نتنياهو وغالانت قد أشرفا على هجمات عسكرية استهدفت السكان المدنيين في قطاع غزة، مما أدى إلى قتل العديد من الأبرياء وارتكاب أعمال تعذيب واضطهاد.
كما اتهمتهما المحكمة باستخدام التجويع كوسيلة حرب ضد الشعب الفلسطيني، وهي جريمة تُعتبر من أفظع الانتهاكات التي يعاقب عليها القانون الدولي.

وتعتبر هذه المذكرات خطوة غير مسبوقة في المحاسبة الدولية لقادة الاحتلال، حيث تؤكد المحكمة أن الاحتلال الصهيوني لا يتمتع بالحق في الاعتراض على اختصاص المحكمة، ويُعد إصدار هذه المذكرات بمثابة دعم للضحايا الفلسطينيين الذين عانوا من العنف والدمار.
 

ردود الفعل الدولية على القرار
   التفاعل مع القرار لم يقتصر على الداخل الصهيوني فقط، بل امتد ليشمل ردود فعل دولية واسعة؛ حيث انتقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو القرار بشدة، ووصفه بأنه "مخزي ومعاد للسامية".
كما أبدى وزير الدفاع الأسبق للاحتلال بيني غانتس استياءه من القرار، معتبراً إياه بمثابة "عار تاريخي الذي لن يُنسى أبدا".

في الولايات المتحدة، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعمه الكامل للاحتلال الصهيوني، مؤكدًا على حقها في الدفاع عن نفسها ضد "حماس"، في حين وصف مايكل والتز مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القرار بـ"التحيز المعادي للسامية"، متوقعًا ردًا قويًا من الإدارة القادمة.

كما انتقد إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي للاحتلال، القرار، واعتبره بمثابة "عار لا مثيل له"، مؤكداً أن المحكمة الجنائية الدولية هي "معادية للسامية".
وأضاف أن الرد الأمثل على هذا القرار هو "فرض سيادة الاحتلال على الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان".
كما دعت وزيرة النقل الصهيونية ميري ريغيف إلى رفض القرار واعتبرت أن "إسرائيل لن تعتذر عن حماية مواطنيها".

في المقابل، وصف إيلي كوهين، وزير الطاقة الصهيوني، القرار بأنه "معاد للسامية وحقير"، مؤكدًا أنه سيكون "من أكثر النقاط انحطاطًا في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية".
 

تسريب المذكرات: توقيت حساس
   تجدر الإشارة إلى أن مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت كانت قد أُصدرت في وقت سابق، لكن تم الإعلان عنها مؤخرًا فقط، مما أثار تساؤلات حول توقيت الكشف عن هذه الأوامر، خاصة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية الدولية الحالية.
 

دور المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة الضغوط الدولية
   القرار يسلط الضوء على دور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المجرمين الدوليين، على الرغم من الضغوط التي قد تتعرض لها من القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة.
وقد اعتبر الكاتب الصحفي المصري قطب العربي عبر حسابه على "إكس" أن القرار يأتي كـ"برد وسلام" على الفلسطينيين وأهل غزة، لكنه أشار إلى أنه من المحتمل ألا يتم تنفيذه في ظل رفض أمريكا وألمانيا لقرارات المحكمة.
ورغم ذلك، شدد العربي على أهمية هذا القرار في تأكيد قدرة المحكمة على مواجهة التهديدات الأمريكية وإصرارها على تحقيق العدالة الدولية.
https://x.com/kotbelaraby/status/1859589255833485526

من جانبه، علّق الكاتب الصحفي المصري سليم عزوز على القرار عبر حسابه على "إكس"، قائلاً: "ليس أمام الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، إلا التعري تمامًا، حتى من ورقة التوت التي تستر العورات.. وليس أمامها إلا أن تهدر حكم الجنائية الدولية، باعتبار نتنياهو وغالانت مجرمي حرب، وعدم تنفيذ الحكم بالقبض عليهما.
وإزاء إهدار حجية الحكم، يواصل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية العصف بمؤسساته، كل هذا من أجل الاحتلال الصهيوني! ماذا بقي للقوم من مؤسسات يرهبون بها الخصم، ويخفون خلفها توحشهم؟!"
https://x.com/selimazouz1/status/1859590396034048369