كثف جيش الاحتلال الصهيوني من قصف المنازل المكتظة بالسكان في شمال قطاع غزة، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الصهيونية سلسلة من المجازر بحق المدنيين في المنطقة، ما أسفر عن مقتل العشرات من الأبرياء وجرح آخرين، في واحدة من أفظع صور الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تشهدها المنطقة.
ومنذ بداية الهجوم الصهيوني في أكتوبر 2023، استهدف جيش الاحتلال بشكل متعمد المنازل السكنية التي تحتوي على العائلات التي رفضت الخروج من المنطقة بعد تلقيها أوامر بإخلاء منازلها.
تسبب هذا القصف في تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا من الشهداء والجرحى.
قصف منزل عائلة الرضيع
في أحدث المجازر، استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية منزلًا في بيت لاهيا شمال غزة، حيث كان المنزل مأوى لعشرات المواطنين الذين لجؤوا إليه بعد القصف.
قال أدهم الرضيع، أحد أقارب العائلة المستهدفة، إن المنزل كان يضم العديد من الأطفال والنساء وكبار السن الذين قضوا في المجزرة.
وأضاف أنه تم انتشال حوالي 20 شهيدًا وأكثر من 20 جريحًا من تحت الأنقاض، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الحطام لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لانتشالهم.
تحدي العائلات الفلسطينية
وفي محاولة للبقاء على قيد الحياة، قامت العائلات في منطقة بيت لاهيا ومخيم جباليا بتوزيع أفرادها بين عدة منازل خشية استهدافهم في قصف واحد.
محمد الشبراوي، أحد الناجين من قصف مروع، قال إن الهدف الواضح للاحتلال هو إبادة أكبر عدد ممكن من المدنيين الذين ما زالوا صامدين في الشمال.
وأشار إلى أن عشرات العائلات اضطرت للعيش معًا في منازل واحدة لمواجهة الظروف الصعبة، لكن هذا يزيد من عدد الضحايا عند استهداف أي منزل.
مشاهد المجازر اليومية
ورغم المحاولات المتواصلة لمواجهة القصف، فإن المجازر لا تتوقف. ربيع الموسى، أحد سكان مخيم جباليا، أشار إلى أن العديد من العائلات تم إبادة بالكامل دون أن يسمع العالم عنهم شيئًا.
وأضاف أن الاحتلال لا يتوانى في قصف أي منزل على رؤوس ساكنيه، ما يتسبب في مجازر مروعة.
الصمت الدولي والمناشدات الإنسانية
من جانبها، تواصل فرق الدفاع المدني الفلسطيني مطالباتها للمنظمات الدولية بالتدخل لإنقاذ العائلات الفلسطينية المحاصرة في مناطق شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل، إن قوات الاحتلال تواصل استهداف المناطق السكنية، مما يحول دون تمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى ضحايا القصف.
وقد أطلق السكان العديد من المناشدات لإنقاذهم من الموت تحت الأنقاض، وسط عجز كامل للمنظومة الصحية بسبب الهجمات المتواصلة.
مجزرة جديدة في مدرسة الشاطئ
في تطور آخر، استهدفت الطائرات الصهيونية مدرسة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة كانت تأوي العديد من النازحين.
العملية أسفرت عن مقتل 10 فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين.
وارتفعت وتيرة الهجمات ضد مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شمال غزة، ما يهدد حياة الآلاف من النازحين.
الوضع الإنساني: أزمة غذاء وصحة
ويواصل جيش الاحتلال فرض حصار خانق على شمال قطاع غزة، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وأدى القصف المتواصل إلى تدمير المستشفيات والمراكز الطبية، فيما تكافح المستشفيات المتبقية لتقديم الرعاية الطبية للمصابين، رغم نقص الكوادر الطبية والأدوية.
وفي ظل استمرار القصف العشوائي والتدمير المنهجي للمنازل، يعيش الفلسطينيون في شمال قطاع غزة حالة من الموت البطيء والإبادة الجماعية، دون أن تجد أصواتهم آذانًا صاغية على المستوى الدولي.