يشهد المتحف المصري الكبير موجة من الانتقادات بسبب أسعار التذاكر الباهظة التي فرضتها حكومة السيسي، مما جعله معلمًا أثريًا يستهدف فئة محدودة من الجمهور المصري، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وعلى الرغم من الاهتمام الإعلامي الواسع بالافتتاح التجريبي للمتحف، لم يُحقق الحدث الزخم الجماهيري الذي كان متوقعًا.
الأسعار المرتفعة أدت إلى حالة من العزوف بين المواطنين، حيث باتت زيارات المتاحف حلمًا بعيد المنال للكثيرين.


تفاصيل أسعار التذاكر ونطاق الزيارة
   تم افتتاح المتحف بشكل تجريبي مع توفير زيارة لعدد من القاعات مثل البهو العظيم، والدرج العظيم، والمناطق الخارجية.
وقد أعلنت وزارة السياحة والآثار بحكومة السيسي أسعار التذاكر للمصريين بقيمة 200 جنيه للبالغين و100 جنيه للأطفال وكبار السن والطلاب، وفي المقابل، تصل تذكرة الدخول للعرب والأجانب إلى 1200 جنيه، وللمقيمين منهم في مصر إلى 600 جنيه.

https://x.com/iamAelgammaL/status/1848395872888840498

https://x.com/matrix328442099/status/1847028403200737451


رفض حكومي لتخفيض الأسعار رغم المطالبات
   صرّح مصدر من وزارة السياحة والآثار بأن قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار قد عارض بشدة الأسعار المرتفعة، مشيرًا إلى أن هذه الأسعار ستؤدي إلى عزوف المواطنين عن زيارة المتحف.
وقد فشلت حكومة السيسي في الترويج لافتتاح المتحف كواجهة سياحية للمصريين، حيث أظهرت الإعلانات والدعاية الضخمة عدم جدواها بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وتبقى الآمال معلقة على السياحة الأجنبية لتعويض غياب الزوار المحليين.


تأثيرات اقتصادية وأبعاد اجتماعية
   حكومة السيسي ترى أن الأسعار المرتفعة تشكل جزءًا من استراتيجيتها لتعزيز مصادر العملة الصعبة، بغية سداد القروض المتراكمة التي ساهمت في إنشاء المتحف، والتي تشمل قرضًا يابانيًا بقيمة 800 مليون دولار.
وقد أُثيرت جدلية حول كون هذه السياسات تهدف إلى تغيير الطبقات الاجتماعية التي تزور المتاحف والمناطق الأثرية، حيث تُفضل حكومة السيسي تقليل أعداد الزوار المحليين للحفاظ على "الصورة الحضارية" للموقع.
 

المتاحف الأخرى في مرمى الأزمة
   لم تقتصر تأثيرات الأسعار المرتفعة على المتحف الكبير، بل شملت مواقع أخرى كالأهرامات ومتحف الحضارة، حيث ارتفعت أسعار الدخول للأجانب والمصريين على حد سواء.
وعلى الرغم من الزيادة، فإن متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير لم يحققا حتى الآن معدلات الزوار المستهدفة؛ حيث يعتمد المتحف بشكل رئيسي على رحلات مدعمة من جهات حكومية للطلاب، بينما لا يشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين كما كان متوقعًا.

وحددت وزارة السياحة والآثار المصرية سعر زيارة هرم خوفو من الداخل لتصل إلى 1500 جنيه للزائر الأجنبي بدلاً من 900 جنيه، والطالب الأجنبي مقابل 750 جنيهاً بدلاً من 450 جنيهاً، والزائر المصري 150 جنيهاً، بدلاً من 100 جنيه، ونهاية بالطالب المصري 75 جنيهاً، بدلاً من 50 جنيهاً.

https://x.com/SawtSadiy/status/1828368861550235769
 

تأثيرات طويلة الأمد
   أفاد خبير آثار أن هناك انفصالًا بين المواطن العادي والمعالم الأثرية التي تمثل تاريخه.
كما أن الارتفاع المستمر في أسعار التذاكر يبعد شريحة كبرى من الطبقة المتوسطة والبسطاء عن زيارة هذه المواقع، في حين تعتمد العديد من المتاحف الأصغر في المحافظات على تخفيضات موسمية لجذب الزوار.