أكد عادل عبد العاطي، رئيس حملة "سودان المستقبل"، في تصريحاته التي أدلى بها مع الإعلامي نور الدين عبد الحافظ خلال برنامج "أصل الحكاية" الذي عرض على قناة وطن، يوم الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤، أن الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في السودان، وخاصة في ولاية الجزيرة، تثير الرعب وتكشف عن وحشية غير مسبوقة. وأضاف عبد العاطي أن الممارسات العنيفة التي تنتهجها هذه المليشيا لم يشهد لها السودان مثيلاً حتى في أسوأ عهود الاستعمار، حيث تتعرض القرى الآمنة لهجمات وحشية، يذهب ضحيتها الأبرياء، بدون مبرر سوى الانتقام.
وأشار عبد العاطي إلى أن ما يحدث الآن من استهداف للمواطنين في ولاية الجزيرة ومناطق مثل "أبو دنورة"، و"تنبور"، و"كولبوس"، هو نتيجة مباشرة لهزائم مليشيا الدعم السريع الأخيرة في شمال دارفور بمنطقة "الفاشر".
وأضاف أن هذه المليشيا، بعد أن فقدت الأمل في السيطرة على السودان كاملاً، لجأت إلى سياسة التخريب الممنهج، ما يثير تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذه التوجيهات وتدفع هذه القوات إلى نشر الفوضى في البلاد.
كما علق عبد العاطي على خبر انشقاق خمسة من أعضاء المجلس الاستشاري لمليشيا الدعم السريع وانحيازهم إلى الجيش السوداني، مؤكداً أن هذا الانشقاق يعكس ضعف وتفكك هذه المليشيا.
واعتبر أن هذا الانشقاق يدل على شعور متزايد لدى بعض أعضاء المجلس الاستشاري بالدور المدمر لهذه القوات، لا سيما بعد أن أدركوا أنها باتت أداة تخريبية تستهدف الشعب السوداني لصالح أجندات خارجية.
وتوقع عبد العاطي أن يؤدي انشقاق هذه الشخصيات إلى إضعاف الروح المعنوية لدى أفراد المليشيا الآخرين ويزيد من عزلتها.
وانتقد عبد العاطي الصمت الذي تتبناه جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي تجاه الأزمة السودانية، واصفاً إياه بالتواطؤ.
وأضاف أن هذه الهيئات أصبحت أدوات بيروقراطية تخضع لرؤساء دول فاسدة غير مبالية بمعاناة الشعوب.
وأكد أن غياب دور فعّال لهذه المؤسسات يفاقم الأزمة، مستشهداً بمواقفهم تجاه القضية الفلسطينية كنموذج لفشلهم في حل الأزمات.
وفي ختام حديثه، دعا عبد العاطي الشعب السوداني إلى الاستعداد للدفاع عن أرضه والتكاتف الشعبي لمواجهة هذه المليشيات، مطالباً بتسليح المواطنين وإعلان التعبئة العامة كخطوة دفاعية في وجه مليشيا الدعم السريع التي وصفها بأنها فقدت أي هدف سياسي حقيقي، وتسعى فقط لإثارة الفوضى في البلاد.