تجددت الاشتباكات العنيفة منذ أمس الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، حيث سمع السكان انفجارات قوية من جهة جنوب وشرق المدينة، بينما تصاعدت أعمدة الدخان من عدة أحياء تشمل جبرة والامتداد وشارع الغابة. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني حقق تقدمًا ملموسًا في مناطق غرب أم درمان والخرطوم بحري، ما سمح له بفرض سيطرته على عدد من الأحياء.

على الجانب الآخر، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مناطق أم درمان، فيما أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 27 آخرين في مناطق الثورة وأمبدة نتيجة للقصف المتواصل.

تفاقم الأوضاع في ولاية الجزيرة
وفي ولاية الجزيرة، أفادت تقارير عن انتهاكات واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في عدد من القرى، مما أسفر عن مقتل العشرات. ووفقًا للجان مقاومة مدينة رفاعة، قُتل 13 مدنيًا خلال هجوم على قرية صفيتة الغنوماب. كما أفاد شهود عيان من منطقة أزرق بمحلية الكاملين عن مقتل 11 شخصًا في هجمات استهدفت القرى المجاورة.

كارثة إنسانية وبيئية وشيكة
في مدينة تمبول بشرق الجزيرة، أشار سكان محليون إلى فقدان المئات من المواطنين، في ظل نزوح جماعي وحالة من الهلع نتيجة هجمات انتقامية من قوات الدعم السريع. كما حذر شهود عيان من أن الجثث المتناثرة في شوارع بعض المناطق تنذر بحدوث كارثة بيئية، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بمنع الأهالي من دفن جثث الضحايا.

تصاعد الأزمة الصحية في العاصمة
وأفادت مصادر طبية من منطقة السامراب شمالي العاصمة الخرطوم بوفاة 144 شخصًا خلال خمسة أيام، نتيجة لتفشي الأمراض، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية مع استمرار الأزمة الإنسانية في السودان.