في حادثة تثير القلق وتكشف النقاب عن حقائق مروعة تواصل الحكومة الانقلاب العسكري تجاهلها توفي الشاب أحمد عبدالله أحمد البالغ من العمر 29 عاما في ظروف مأسوية بعد أن خرج من فرع الأمن الوطني

حيث تم احتجازه من ظهر السبت 11 أكتوبر إلى صباح الأحد 12 أكتوبر وسقط مغشيا عليه في منطقة البيطاش بالعجمي في الإسكندرية وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول مدى احترام حقوق الإنسان في مصر

تحدث الشهود عن مشهد صادم حيث سقط أحمد على الأرض في حالة انهيار تام بعد مغادرته مركز الاعتقال دون أن يتمكن من استعادة وعيه حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى

ولكن الأطباء أعلنوا وفاته فور وصوله ولقد أثارت هذه الحادثة حالة من الغضب والقلق بين أفراد المجتمع الذين اعتبروا أن هذه الحادثة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الانتهاكات التي ترتكب بحق المواطنين

كانت هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحمد للاحتجاز فقد سبق له أن اعتقل ثلاث مرات سابقة وهي حقيقة وثقتها منظمات حقوق الإنسان

مثل مركز الشهاب لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن أحمد كان من بين العديد من المواطنين الذين استهدفهم الأمن الوطني في حملاته القمعية المتكررة فهل من المقبول أن يتم القبض على أشخاص لأسباب واهية ومن ثم تركهم في أجواء تهدد حياتهم

تظهر التقارير أن الاحتجاز التعسفي أصبح ظاهرة شائعة في مصر حيث يتم اعتقال المواطنين بشكل متكرر تحت ذريعة مكافحة الإرهاب

بينما الواقع يكشف عن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وللأسف لم تعد هذه الحوادث تعتبر استثناء بل أصبحت القاعدة حيث يتعرض العديد من الأشخاص للتعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازهم بينما تظل السلطات تتجاهل كل النداءات لإجراء تحقيقات جادة وشفافة

القضية لم تتوقف عند حدود وفاة أحمد بل تكشف عن مناخ من الخوف والرعب يسيطر على المواطنين فكيف يمكن لمجتمع أن ينمو ويتطور في ظل القمع والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان لا شك أن هذه الحادثة لن تكون الأخيرة في سلسلة الأحداث المؤلمة التي يشهدها الوطن

المسؤولون عن هذه الحوادث يجب أن يتحملوا عواقب أفعالهم يجب على المجتمع الدولي التدخل وفرض ضغوط حقيقية على الحكومة المصرية لوقف هذه الانتهاكات

حيث أن الصمت على هذه الممارسات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة فالأصوات يجب أن تُسمع ويجب أن نطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه المأساة

حياة أحمد عبدالله أحمد ليست مجرد رقم في إحصائيات القتلى نتيجة الانتهاكات بل هي رمز لمعاناة الكثيرين الذين فقدوا حريتهم وكرامتهم

يجب أن تُرفع أصواتنا في وجه الظلم حتى لا تمر هذه الحادثة كغيرها دون أن يلاحظها أحد فالوقت قد حان للتغيير والوقوف في وجه هذه السياسات القمعية التي تهدد مستقبل الوطن بأسره

إن موت أحمد يجب أن يكون جرس إنذار لكل من تسول له نفسه انتهاك حقوق المواطنين فالمطالبة بالعدالة ليست مجرد واجب بل هي حق لكل إنسان في هذا الوطن فلنتحد جميعا لرفع هذا الظلم ولنضع حدا لهذا المسلسل المأساوي الذي لا ينتهي.