ارتفعت أسعار القمح والحبوب الخشنة في مصر مع بداية تعاملات الأسبوع الجاري، بمعدل 200 جنيه للطن لدى كبار الموزعين والموردين، لتبدأ موجة زيادة جديدة، بعد استقرار نسبي عند مستويات عالية، طوال أشهر الصيف. وقال رئيس غرفة الحبوب عبد الغفار السلاموني، إن حالة الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان وفي غزة، والتهديد بتوسيعها على بمنطقة الشرق الأوسط، أدت إلى زيادة المخاطر على الواردات، ورفع تكلفة التأمين على الشحنات القادمة إلى البلاد، بالتوازي مع ارتباك سلاسل الإمداد، واستمرار الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أهم موردين للقمح الأرخص تكلفة. وأشار إلى زيادة سعر الطن من 11 ألف و600 جنيه الأسبوع الماضي، إلى 11 ألف و800 جنيه، مبيناً أن الزيادة وإن جاءت بنسبة طفيفة إلا أنه مؤشر على صعود أسعار القمح والحبوب الخشنة خلال الفترة المقبلة، في ظل عدم وجود سقف للعمليات العسكرية أو حدود زمن لاستمرار الحرب. ووجه السلاموني الحكومة إلى تشجيع المصريين على زيادة حصة زراعة القمح المحلي، التي يبدأ موسمها الشهر الجاري، خشية مواجهة البلاد أزمة في إمداد المحاصيل والسلع الأساسية من الخارج، مع تصعيد إسرائيل لحالة الحرب بالمنطقة. وتعتبر مصر من أكبر الدول المستوردة للقمح عالميا، بمتوسط 10 ملايين طن سنوياً، وتمثل وارداتها الغذائية نحو 90% من الزيوت و70% من الحبوب والألبان و50% من اللحوم. استمرار صعود أسعار المواد الغذائية في مصر وتشهد أسعار الغذاء في مصر صعودا متواصلا منذ مارس 2022، مدفوعة بزيادة هائلة بمعدلات التضخم السنوي وارتفاع مستمر شهريا، متأثرا بتدهور قيمة الجنيه مقابل العملات الرئيسية وندرة الدولار، وزيادة الواردات، وتوجيه المحاصيل الرئيسية إلى الأسواق العربية والدولية، لجني الدولارات، دون اعتبار لحاجة المواطنين للسلع الغذائية الشعبية كالبطاطس والطماطم والخضروات، والدقيق والسكر. تؤرق زيادة الأسعار نحو 90% من تعداد المصريين المنتمين للشرائح المتوسطة والفقيرة، بينما لا تترك مساحة كافية للطبقات المعدومة لتدبير وجبتين يوميا، وفقا لتقارير اقتصادية. يسجل متوسط بيع الخضروات والفواكه الطازجة زيادة مستمرة على أساس شهري، حيث قفزت من 8.2% في يونيو 2024 إلى 14% في يوليو وفقا لتقرير جهاز المحاسبات الحكومية، ليصعد المنحنى إلى 19.9%، في أغسطس متأثرا بزيادة تكاليف التشغيل والنقل وزيادة أسعار المحروقات والأسمدة، مع توقع خبراء بمزيد من الارتفاعات في سبتمبر الماضي، بعد إضافة أعباء الزيادة الهائلة بأسعار الكهرباء، التي تخطت 65% بقيمة فواتير الاستهلاك، للمشروعات الزراعية والإنتاجية. وصعدت معدلات التضخم بأسعار المستهلكين بنسبة 26.4% في أغسطس 2024، على أساس سنوي، وسط توقعات خبراء، ببلوغه 30%، بنهاية العام الجاري، مدفوعا بزيادة متصلة بأسعار المحروقات والنقل والمياه والخدمات العامة. زادت أسعار الطعام والمشروبات بنسبة 29%على أساس سنوي و1.8% على أساس شهري، في أغسطس الماضي، رغم تراجع الطلب على اللحوم والاسماك ترتفع الأسعار بالأسواق، حيث بلغت نحو 50 جنيهاً بكيلو اللحوم البلدية والطازجة المستوردة، بينما سجل جهاز الإحصاء زيادة بسعر بيع الأسماك الطازجة والمجمدة، بنسبة 86.5% في أغسطس الماضي. جاءت الزيادة ضمن سجل طويل من الزيادة بأسعار الأسماك تراوحت بين 79.3%و90.6% على مدار 12 شهراً مضت. تتصدر مصر قائمة التضخم بأسعار الغذاء عالميا، منذ أغسطس 2023، وفقا لتقرير البنك الدولي. لم تفلح القيود التي وضعتها الحكومة في وقف تصدير الثوم والبصل في كبح الأسعار، حيث انخفض البصل تدريجيا مع زيادة الكميات المنزرعة بالأراضي القديمة والجديدة، بينما ارتفع سعر الثوم إلى مستوى قياسي جديد، عند 120 جنيها بالأسواق، عند ذروة الطلب وبداية موسم الزراعة الذي يبدأ حصاده في شهر مايو المقبل.