في إطار حملتها الانتخابية للترشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، التقت كامالا هاريس، المرشحة لمنصب الرئاسة، مع مجموعة من قيادات العرب والمسلمين في ولاية ميشيغن، وذلك في محاولة لتعزيز الدعم في صفوف هذه الفئات المهمة في الانتخابات. يأتي هذا الاجتماع في وقت يواجه فيه الحزب الديمقراطي ضغوطًا متزايدة من قبل بعض الأعضاء العرب والمسلمين، الذين يشعرون بالإحباط إزاء مواقف الحزب المتعلقة بالسياسة الخارجية، لا سيما الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على غزة. الاجتماع مع مجموعة "إمجيج أكشن" المجموعة التي التقت هاريس تنتمي إلى مجموعة "إمجيج أكشن"، وهي تضم قيادات من العرب والمسلمين، بالإضافة إلى ممثلين عن الجالية الأفريقية المسلمة، وجميعهم أعلنوا دعمهم لهاريس خوفًا من عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. هذه المجموعة تعتبر أن ترامب يمثل تهديدًا كبيرًا لحقوق العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصريحاته وسياساته السابقة التي استهدفت المسلمين. بحسب مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، فإن النقاشات خلال الاجتماع ركزت على ضرورة وقف الحرب على غزة، ومناقشة الجرائم المرتكبة ضد العرب والمسلمين في الداخل الأميركي، بما في ذلك جرائم الكراهية المتزايدة. كما طالب بعض الحضور هاريس باتخاذ موقف أكثر وضوحًا بشأن القضايا الإنسانية والقانونية المتعلقة بالحرب في غزة. رفض من بعض القيادات ودعوات لمقاطعة التصويت في المقابل، قوبل الاجتماع بمقاطعة من قبل بعض قيادات العرب والمسلمين الذين رفضوا الدعوة الموجهة من هاريس. وأحد هؤلاء كان عباس علوية، عضو حملة "غير ملتزم" في ميشيغن. وأوضح علوية في تصريح صحافي أنه لم تتم دعوة أعضاء حملته لحضور الاجتماع، مشددًا على أن ما يحتاجه المسلمون والعرب من هاريس هو "التزام حقيقي بالقانون الإنساني الدولي ووقف إرسال الأسلحة لإسرائيل". وأضاف أن الحملة ما زالت تطالب بلقاء العائلات الفلسطينية واللبنانية الأميركية التي فقدت أحبائها بسبب استخدام القنابل الأميركية. وتعد حملة "غير ملتزم" إحدى الحملات المعارضة داخل الحزب الديمقراطي، وتتألف من أكثر من 30 مندوبًا تم انتخابهم من قبل مئات الآلاف من الناخبين الديمقراطيين. وقد أعلنت الحملة منذ فترة عدم دعمها لهاريس في الانتخابات المقبلة بسبب مواقفها المتشددة تجاه الفلسطينيين ومطالبها بعدم التصويت لها أو لدونالد ترامب. مواقف هاريس المتشددة تجاه إسرائيل طوال حملتها الانتخابية، رفضت هاريس التعهد بعدم إرسال الأسلحة لإسرائيل، وهو ما أثار استياء العديد من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة. وأكدت هاريس في أكثر من مناسبة دعمها لأمن إسرائيل ووقفت إلى جانب العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك تلك التي استهدفت لبنان. وعلى الرغم من إدانتها لقتل المدنيين الإسرائيليين، فإنها لم تشر بأي شكل إلى الضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. من ناحية أخرى، تعد تصريحات هاريس حول مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، دليلًا على موقفها الداعم لإسرائيل. حيث صرحت بأن "مقتله سيحقق العدالة"، في وقت لم تذكر فيه مئات الضحايا اللبنانيين الذين سقطوا جراء القصف الإسرائيلي. هذا الموقف المتشدد يجعل من الصعب على هاريس كسب تأييد أوسع بين العرب والمسلمين الذين يرون في سياساتها تجاه المنطقة انحيازًا واضحًا لإسرائيل. موقف حملة هاريس من الحرب على غزة وفي الوقت ذاته، سعى تيم والز، المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي، إلى تهدئة التوترات مع المجتمع العربي والمسلم من خلال لقائه بعدد من قياداتهم عبر منصة "زووم". وأكد والز خلال الاجتماع أن "المعاناة في غزة يجب أن تنتهي ولا يمكن السماح باستمرارها". ولكنه، في حديثه، لم يقدم أي إشارة واضحة لحل الدولتين، وهو ما يثير قلق البعض من عدم وجود خطة ملموسة لإنهاء الصراع. كما حذر والز من سياسات دونالد ترامب المعادية للعرب والمسلمين، مشيرًا إلى تهديدات ترامب السابقة بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وتعهد والز بأن يكون العرب والمسلمون جزءًا من الإدارة الجديدة، وأنه سيسعى لمحاربة الكراهية والتمييز ضدهم. وأشار إلى أن "البيت الأبيض في ظل هاريس سيقف في وجه التعصب ضد المسلمين والعرب"، في محاولة لتعزيز الثقة في التزام الإدارة الديمقراطية بحقوق الأقليات في الولايات المتحدة. كما أكد أن نائبة الرئيس تواصل العمل لضمان عودة الرهائن المحتجزين وضمان أمن إسرائيل، ولكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة إنهاء المعاناة في غزة وضمان حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية. خاتمة: حيرة الناخبين العرب والمسلمين
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يجد العرب والمسلمون أنفسهم في حيرة بين دعم كامالا هاريس أو عدم التصويت لها، خاصة في ظل تباين مواقفها تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل. وبينما يرى البعض أن هاريس تمثل الخيار الأقل سوءًا مقارنة بترامب، يشعر آخرون بأن سياساتها الحالية لا تلبي تطلعاتهم فيما يتعلق بالعدالة وحقوق الإنسان. ومع استمرار النقاشات حول هذا الموضوع، يبقى السؤال: هل ستتمكن هاريس من جذب أصوات العرب والمسلمين أم أن معارضتها للضغوط من أجل تغيير سياستها تجاه إسرائيل ستؤدي إلى نفور هذه الفئات من دعمها؟