مر أكثر من شهرين الآن على أحدث المعلومات التي عُرفت عن الأمير السعودي المعتقل شقيق الملك الحالي، الأمير عبد العزيز آل سعود، المعتقل مع نجله الأمير سلمان منذ 2018 في ظروف غامضة. وحسب ما ورد، فإن الأمير عبد العزيز أُصيب بنوبة قلبية حادة نُقل على إثرها إلى المستشفى، ورغم عدم تماثله التام للشفاء، تم إعادته إلى مقر إقامته الجبرية في الرياض بعد ثلاثة أيام فقط، لتنقطع أخباره منذ ذلك الحين مرة أخرى. بدأت المأساة عام 2018، حين قاد محمد بن سلمان حملة قمع ضد المنتقدين والمنافسين داخل الأسرة الحاكمة، حيث تم احتجاز العديد منهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، وكان من بين المعتقلين، الأمير عبد العزيز آل سعود ونجله سلمان، المحتجزان منذ ست سنوات دون توجيه اتهامات رسمية، وحسب مصادر مقربة، بعد احتجازهما لعام في سجن الحائر، نُقلا إلى فيلا خاصة في مارس/آذار 2019 ثم إلى موقع احتجاز سري في مارس/آذار 2020 حيث بقيا لمدة ثلاث سنوات، وعادت السلطات لنقلهما إلى فيلا خاصة في الرياض في الآونة الأخيرة، مصادر قريبة من العائلة أكدت لوكالة فرانس برس أن الظروف الحالية للاحتجاز أثرت سلباً على صحة الأمير عبد العزيز، مما يزيد من قلق الأسرة حول وضعه الصحي. وقال المصدر “نشعر بقلق شديد بشأن حالته الصحية”، وأضاف المصدر “ليس لديه مساعدة طبية داخل المنزل”، وتابع “ترفض السلطات توفير أي رعاية صحية له”. وقد أثارت قضية الأمير عبد العزيز وابنه جهود ضغط دولية للإفراج عنهما، بما في ذلك من قبل المشرعين الأوروبيين والأمم المتحدة، ففي عام 2021، اتهمت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي السلطات السعودية باحتجاز العضوين من العائلة المالكة “تعسفيًا”، وقالت المجموعة الأممية: “يبدو أن الرجلين استُهدفا لكونهما من هما ومنتميان إلى العائلة المالكة”. الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي تلقى تعليمه في جامعة السوربون في باريس، هو أمير صغير لم يشكل أي تحد واضح لولي العهد، لكن رغم ذلك، لم يسلم من بطش محمد بن سلمان الذي قرر اعتقاله وابقائه رهن الإقامة الجبرية في مكان غير معروف حتى الآن. ويقول مراقبون إن الديوان الملكي ربما انزعج من لقاء الأمير سلمان مع النائب الديمقراطي آدم شيف قبل الانتخابات الأميركية في عام 2016.