تشكل الأزمات الاقتصادية تحديًا كبيرًا على مستويات متعددة، حيث تترك آثارًا عميقة على الأفراد والمجتمعات. من بين أكثر هذه الآثار حدة هو تأثيرها على الصحة النفسية للشباب، والذي قد يصل في بعض الحالات إلى الانتحار. في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من البلدان تصاعدًا ملحوظًا في معدلات الانتحار بين الشباب، حيث أصبح الاضطراب الاقتصادي أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الاتجاه المقلق. فما هي الأسباب التي تدفع الشباب إلى اتخاذ هذا الخيار القاسي؟ وكيف يمكن معالجة هذه المشكلة؟ المراهنات اتجاه الشباب مؤخرا الى الربح السريع لسد الفجوة الاقتصادية والاحتياج المادى عن طريق المراهنات وغيرها ولكن سرعان مايكتشفوا انهم فى دوامة لا مخرج منها الا التفريط فى النفس عن طريق الانتحار يشار إلى أن تطبيقات مختلفة للمراهنات كانت انتشرت مؤخراً بين الشباب في مصر، حيث نجحت في استقطاب وجذب المراهقين والشباب سواء من هم في المرحلة الجامعية أو الأكبر سناً. فيما دفعت تلك المراهنات العديد منهم لارتكاب جرائم مختلفة من أجل الحصول على المال لبدء المراهنة والربح. وأواخر أغسطس الفائت، أقدم شاب على قتل جدته (80 عاماً) طعناً بسكين في منطقة الخليفة بالقاهرة، للاستيلاء على أموالها واستخدامها في أحد تطبيقات المراهنة. كما أقدم شاب على شنق نفسه في منزله بمركز بني مزار في محافظة المنيا بصعيد مصر بعد تراكم الديون عليه في تطبيق مراهنات. وا نهى شاب حياته بتناول مادة سامة داخل المنزل في إحدى قرى مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا وذلك بسبب خسارة مبلغ 70 الف جنيها تقريباً في لعبة مراهنات على تطبيق شهير، حيث كان ينوي شراء سيارة بالمبلغ حسب رغبة والده. الضغوط الاقتصادية وأثرها النفسي الأزمات الاقتصادية، مثل الركود والبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، تخلق بيئة من الضغوط المتزايدة التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للشباب. عندما يواجه الأفراد صعوبة في العثور على عمل ثابت، أو عندما يضطرون للعيش في ظروف مالية صعبة، يمكن أن يشعروا بالإحباط واليأس. هؤلاء الشباب، الذين كانوا في مرحلة من حياتهم يسعون لتحقيق الاستقلال المالي وبناء مستقبلهم، يجدون أنفسهم فجأة في مواجهة تحديات غير متوقعة قد تؤدي إلى فقدان الأمل. أظهرت الدراسات أن التوتر الناتج عن البطالة وعدم الاستقرار المالي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق، والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تفكير في الانتحار. الضغط المالي والمستقبلي يمكن أن يكون له تأثيرات مدمرة على تقدير الذات، مما يعزز الشعور بالهزيمة وفقدان السيطرة. الضغوط الاقتصادية لا تؤثر فقط على الأفراد من الناحية المالية، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى عزلتهم الاجتماعية. الشباب الذين يواجهون صعوبات مالية قد يشعرون بالحرج من مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية أو التواصل مع الأصدقاء والعائلة، مما يعزز شعورهم بالوحدة. هذه العزلة يمكن أن تزيد من ضعفهم النفسي، حيث يصبحون أكثر عرضة للأفكار الانتحارية. إضافة إلى ذلك، قد يشعر الشباب بالضغط لتلبية توقعات المجتمع والعائلة بشأن النجاح والإنجازات. عندما لا يمكنهم الوفاء بهذه التوقعات بسبب الأزمات الاقتصادية، قد يواجهون شعورًا بالخيبة والفشل، مما يزيد من فرص تفكيرهم في الانتحار.
نقص الدعم والإصلاحات النفسية في الكثير من الأحيان، يكون نقص الدعم المتاح للشباب أحد العوامل المساهمة في هذه المشكلة. قد لا يكون هناك ما يكفي من الخدمات النفسية المتاحة أو تكون هذه الخدمات غير ميسورة التكلفة للأفراد الذين يواجهون مشاكل مالية. نقص الوصول إلى الاستشارات النفسية والعلاج يمكن أن يجعل الشباب غير قادرين على التعامل مع مشكلاتهم بفعالية، مما يزيد من احتمالية اللجوء إلى الانتحار كوسيلة للهروب. التعامل مع المشكلة: حلول ومبادرات لمعالجة هذه المشكلة، يتطلب الأمر جهدًا متكاملًا من الحكومات والمجتمع المدني. يمكن أن تشمل الخطوات الفعالة توفير دعم نفسي واجتماعي للشباب المتأثرين بالأزمات الاقتصادية، بما في ذلك زيادة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية المجانية أو بتكلفة منخفضة. كذلك، من الضروري تقديم برامج تعليمية وتدريبية لمساعدتهم على تحسين مهاراتهم والحصول على فرص عمل. يجب أيضًا تعزيز الدعم الاجتماعي، بما في ذلك التشجيع على بناء شبكات دعم قوية بين الأصدقاء والعائلة، وتوفير مساحات آمنة للتعبير عن المشاعر والتحديات. التوعية المجتمعية حول الصحة النفسية وأهمية البحث عن المساعدة يمكن أن تساهم في تقليل الوصمة المرتبطة بطلب المساعدة، مما يسهم في حماية الشباب من الأزمات النفسية. خاتمة الأزمات الاقتصادية لها تأثير عميق على حياة الشباب، ويمكن أن تكون سببًا رئيسيًا في ارتفاع معدلات الانتحار. من خلال فهم الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة وتقديم الدعم المناسب، يمكننا العمل نحو تقليل تأثير الأزمات الاقتصادية على الصحة النفسية للشباب. يجب على المجتمع والحكومات أن يتعاونوا لضمان تقديم الدعم الضروري والموارد التي يحتاجها الشباب لمواجهة التحديات الاقتصادية والتغلب عليها.