خرج محمد بن سلمان ولي العهد السعودي على الشعب في إحدى لقاءاته التلفزيونية مدعيا أنه في عهده “سيكون الإبداع مفتوح للأبد” لكنه يقوم يقوم الآن باعتقال المبدعين من أبناء المملكة

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على استمرار قمع حرية التعبير في السعودية، حيث تسجن السلطات مواطنيها لمجرد ممارستهم حقهم في التعبير عن آرائهم. 

وأبرزت الصحيفة قضية عبد العزيز المزيني، صانع أفلام سعودي-أمريكي مزدوج الجنسية، الذي واجه محاكمة سرية بتهم تتعلق بدعمه للإرهاب والمثلية الجنسية معا بسبب مسلسل الرسوم المتحركة “مسامير” الذي أنتجه على منصة “نتفليكس”.

جدير بالذكر أنه رغم الشعبية الجارفة والكبيرة للمسلسل، إلا أن سلطات بن سلمان لم تتسامح مع محتواه الذي يتناول قضايا حساسة مثل التمييز ضد النساء.

التضييق على مبدعي المملكة

تبرز قضية المزيني كجزء من حملة أوسع تستهدف المبدعين في المملكة العربية السعودية والتي تركت أثرا كبيرا في نفوس الفنانين والمبدعين إلا أن القبضة الأمنية تمنعهم من الانتقاد.

المزيني ليس الوحيد فقد اعتقلت السلطات شخصيات أخرى مثل حاتم النجار، مقدم برنامج “مربع” على قناة “ثمانية”، بعد اعتراض المحافظين على محتوى إحدى حلقات برنامجه.

وفي السياق ذاته، حكمت المحاكم السعودية على المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي منصور الرقيبة بالسجن لمدة 27 عامًا بسبب انتقاده لـ”رؤية 2030″، وهو ما يعكس التوجه المتزايد نحو استخدام القضاء كأداة لقمع الأصوات المعارضة.

القمع أولوية بن سلمان

رغم الترويج الذي يقوده محمد بن سلمان لجعل السعودية دولة ديناميكية ومبتكرة، إلا أن قمع المبدعين مثل عبد العزيز المزيني يظهر أن السلطة المطلقة هي الأولوية الحقيقية للقيادة السعودية.

هذه السياسات يؤكد خبراء دوليين أنها تقف عقبة أمام تحقيق التقدم الوطني، حيث يتم تكميم الأفواه وسجن المبدعين بشكل تعسفي، مما يضعف من قدرة البلاد على الابتكار والتطور.

لكن على ما يبدو فإن ولي العهد لا يستخدم الإبداع والخطب الرنانة إلا لإخفاء قمعه غير المسبوق في المملكة الذي طال القاصي والداني وجعل الجميع يتراجع عن الإبتكار والتطوير.