كشف مصدر مصري رفيع المستوى، حقيقة تصدير شحنات من الغاز المصري إلى لبنان لمساعدة الأخيرة على تجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي بعد نفاد الوقود، بينما تعاني القاهرة من أزمة مماثلة في نقص إنتاج الكهرباء اللازم لسد احتياجاتها بسبب تراجع إنتاج الغاز المنتج محليًا وزيادة الاستهلاك المحلي في الوقت نفسه.
كانت مؤسسة كهرباء لبنان أعلنت السبت توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليًا في جميع أنحاء البلاد، بعد خروج آخر مجموعة إنتاجية متبقية على الشبكة الكهربائية عن الخدمة بالكامل، بسبب نفاد إمدادات الغاز.
وأكد مسؤول مصري أن مصر لا تمتلك فائضًا من الغاز المحلي حتى يتم تصديره للبنان، مستشهدًا بتعاقدها على استيراد شحنات من الغاز والمازوت لسد احتياجاتها من الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في البلاد.
وعادت مصر إلى استيراد الغاز مرة ثانية خلال هذا العام، وتعاقدت على استيراد شحنات من الغاز والمازوت بقيمة 1.18 مليار دولار لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء - وفق بيان رسمي - وجاء ذلك نتيجة تراجع حجم إنتاج حقول الغاز وزيادة معدلات الاستهلاك.
وأضاف المصدر، في تصريحات خاصة لـCNN  بالعربية، أن مصر استقبلت شحنات من الغاز المستورد لتشغيل محطات الكهرباء، لتعليق خطة تخفيف الأحمال، ولذا ليست هناك أية شحنات من الغاز المصري الفائض لتصديره.
وعقد وزير البترول المصري، كريم بدوي، منذ توليه مهامه منصبه مطلع الشهر الماضي، لقاءات مع شركات عالمية كبرى عاملة في السوق المحلي؛ لبحث سبل زيادة إنتاج الغاز، سواء من خلال تنمية الحقول المكتشفة أو استكشاف حقول جديدة في مناطق امتيازها بالبحرين الأحمر والمتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل.
في سياق متصل، قال نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، مدحت يوسف، إن مصر لا تستطيع مساندة لبنان في أزمة انقطاع التيار الكهربائي لديها سوى عن طريق استقبال شحنات من الغاز الطبيعي وإعادة ضخه للبنان عن طريق خط الغاز العربي، إلا أن هذا الأمر يواجه تحديات جيوسياسية، أو من خلال تعبئة كميات العقد الفوري من شحنات الديزل في الموانئ المصرية لنقلها للبنان.
وسبق أن اتفقت مصر ولبنان في منتصف عام 2022، على تصدير الغاز المصري بكميات تصل إلى 650 مليون متر مكعب إلى لبنان عبر خط الغاز العربي.
وأوضح يوسف، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن مصر لم تواجه أزمة نقص في الطاقة خلال الفترة الماضية، لكنها واجهت أزمة نقص النقد الأجنبي اللازم لاستيراد احتياجاتها من الوقود من الخارج لتغطية الطلب المحلي المرتفع، وبعد عودة تدفقات النقد الدولارية تعاقدت على استيراد شحنات من الغاز والمازوت لسد احتياجاتها.