عادت المياه جزئيًا لمناطق في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، بعد 11 يومًا من الانقطاع التام، بحسب أهالي في المدينة. كان محافظ البحر الأحمر عقد اجتماعًا مع الأجهزة التنفيذية، السبت الماضي، أعلن بعده نائب وزير الإسكان عن «إنهاء أزمة المياه وعودة الضخ إلى معدلاته الطبيعية خلال 10 أيام»، بحسب بيان أشار إلى أن انقطاع المياه عن مدينتي الغردقة ورأس غارب سببه ثلاثة كسور وقعت في خط مياه الكريمات، الخط الوحيد المغذي للمدينتين، منذ 26 يوليو الماضي. أحد سكان عاصمة المحافظة، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن خلال إقامته بالغردقة طوال تسع سنوات كان «خط مياه الكريمات بيتكسر مرتين تلاتة كل سنة». أما أيمن صادق، وهو بدوره أحد أهالي الغردقة، فوصف لوضع في المدينة خلال الأزمة الجارية، قائلًا إن «الناس هنا بتغلي، ومش عارفين يعملوا إيه، الكلام على السوشيال ميديا ما بقاش جايب نتيجة، كل يوم يقولوا النهارده المياه هتيجي، ومفيش حاجة بتيجي». صادق أضاف: «امبارح المياه رجعت في أجزاء من منطقة شيري، ودي أحسن منطقة في الغردقة، لأنها قرب الممشى السياحي والفنادق، لكن لسه في مناطق كتير مفيش مياه وصلتها». وأوضح صادق أن الغردقة والمحافظة بشكل عام «عندها مشكلة في المياه من زمان، كانت بتيجي مرتين في الأسبوع، بعد كده بقت مرة، بنخزن المياه في خزان رئيسي تحت العمارة، ونرفعها لخزانات الشقق على السطوح»، مضيفًا: «ده بيخلينا آخر يومين في الأسبوع من غير مياه، فـ نشتري على حسابنا». وفي حين أعلن المحافظ، أمس، بدء تثبيت سعر المياه عند 60 جنيهًا للطن، مع ضبط سيارات بيع المياه المخالفة، أشار صادق إلى ارتفاع سعر طن المياه خلال الأزمة الأخيرة، من 80 إلى 800 جنيه، موضحًا: «واحد زيي أسرته من أربع أفراد محتاج له نص طن مياه على الأقل في الأسبوع». كان المصدر الأول الساكن في المدينة أشار إلى أن المياه التي تضخ في المواسير«لو مش مركب فلتر ما ينفعش تتشرب»، مضيفًا: «عيالي بيعانوا من مشاكل صحية في الكلى بسبب المياه». رداءة المياه تعد أهم أزمات المدينة بحسب المصدر نفسه، الذي اعتبر أن أحد أسباب هذه الرداءة هو عدم وجود صرف صحي «بنصرف في غرف تحت العماير، طرنش»، موضحًا: «لما العربية تيجي تنزح الطرنش الريحة بتقلب المنطقة كلها، بنقفل الشبابيك وبرضُه بتوصلنا»، ولأن «خزانات المياه قريبة على الطرنشات، بيوصلها ميكروبات»، مؤكدًا أنه «لما بغير شمعة الفلتر، بلاقي فيه حشرات وبيبقى لون الطينة». تلوث خزانات المياه وسيارات نقلها، بجانب التداخل مع الصرف الأهلي، تعد أسبابًا تعزز من انتشار أمراض مثل حمى الضنك، التي تفشت في عدد من قرى ومدن محافظة البحر الأحمر خلال العام الماضي، فيما سبق وتفشت في الغردقة نفسها مرتين خلال عام 2017. إلى جانب خط الكريمات، توضح البيانات الرسمية من المحافظة أن المصدر الثاني للمياه الواصلة لمدينة الغردقة، هي محطة اليسر لتحلية المياه، والتي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2017 بتكلفة مليار جنيه، باعتبارها أكبر محطة تحلية في الشرق الأوسط وإفريقيا، والتي تعاني مؤخرًا من تكرار توقفها بسبب الأعطال الكهربائية. وتنقل المحطة المياه «في عربيات مش مواسير، بتبيعها للقرى السياحية، وبتودي عربيات للمناطق البعيدة في الأزمات»، وفق ساكن المدينة الذي تحفظ على ذكر اسمه، والذي أشار إلى أن «المحطة حاليًا حصل فيها تسريب للمياه، والمنطقة هناك غرقانة».