تبرز المملكة العربية السعودية في صدارة الدول التي تمارس القمع العابر للقارات ضد مواطنيها في الخارج ولا سيما المنفيين الذين استهدفوا من قبل نظام بن سلمان والذي يتتبعهم بأجهزته الأمنية.

المملكة التي فُضحت في قضية خاشقجي عندما قرر ولي العهد إرسال فرقة الموت إلى الكاتب في واشنطن بوست والذين عذبوه وقتلوه داخل قنصلية بلاده وقاموا بتقطيع الجثة لازالت تلاحق معارضيها.

بدءا من التجسس على أماكن تواجدهم واختراق هواتفهم المحمولة علاوة عن الحواسب الخاصة بهم لابتزاز الضحايا وإسقاطهم في فخ محمد بن سلمان الذي يريد التنكيل بهم إلى التهديد بالقتل.

سلطت صحيفة الغارديان الضوء على طرق استهداف ولي العهد لمعارضيه في الخارج، كما أعطت أمثلة على تلك التجاوزات غير الإنسانية التي تصل لحد التهديد بالقتل.

التهديد بالسكين 

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أنه في إحدى الحالات، وُضِع سكين خارج منزل ناشط في مجال حقوق الإنسان في لندن، وتم الاتصال بزوجته وابنه بشكل منفصل وقيل لهما إنه إذا اختلفا في آرائه، فيمكنهما الحصول على المساعدة من السفارة السعودية.

ذلك الناشط هو يحيى عسيري، الذي يدير منظمة القسط لحقوق الإنسان منذ عام 2014 والذي قال : “كأب، لقد تركني هذا الأمر قلقًا حقًا وللمرة الأولى، بدا التهديد حقيقيًا، متابعا “لقد أخذت أطفالي من بلدي وأحضرتهم إلى هنا إلى المملكة المتحدة لأنها تقول إنها تدعم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

الناشط الحقوقي ذكر أنه تم تحديد السعودية إلى جانب إيران وروسيا من قبل ناشطين كواحدة من أكبر مرتكبي الهجمات على الأشخاص خارج حدودها في تكتيك يُعرف باسم القمع العابر للحدود الوطنية ، والذي يهدف إلى قمع النقاش أو الانتقادات من المنفيين واللاجئين الذين فروا إلى الخارج.

فيما أفادت منظمة فريدوم هاوس لحقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة بأن هناك ما لا يقل عن ستة تهديدات بالقتل تعرض لها مواطنون سعوديون يعيشون في المنفى في المملكة المتحدة وأماكن أخرى في أوروبا، ويخشى المعارضون الذين يعيشون في المملكة المتحدة وأماكن أخرى أيضًا على سلامة أقاربهم الذين ما زالوا يعيشون في المملكة.

التنكيل بالأهل 

تهديد المعارضين ليست الوسيلة الوحيدة فقد تم منع إحدى شقيقات فوزية العتيبي من مغادرة السعودية وسجنت أخرى لمدة 11 عامًا بعد أن أجبرت هي نفسها على الفرار من البلاد بسبب منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم حقوق المرأة.

العتيبي قالت: “أعتقد أنهم يعاقبون ويعذبون شقيقاتي لأنهم غير قادرين على معاقبتي”، مضيفة أنها استمرت في تلقي التهديدات أثناء وجودها في المنفى في المملكة المتحدة.

وأضافت “أتلقى تهديدات بالقتل بشكل يومي تقريبًا مفادها أنهم سيسممونني ويرسلون أشخاصًا موالين لوطنهم ليقتلوني بأي ثمن، حتى لا يحاول أحد تقليدي يقولون لي إنني خائنة ليس فقط لغرض قول ذلك كنوع من التنمر، لأن هذا بالضبط ما قالوه عن خاشقجي. وإذا وصفوا شخصًا بالخائن، فهذا يعني أنهم يهددون بمعاقبته كخائن، وهو القتل”.

الخطر الأكبر هو أن السلطات البريطانية لم تأخذ التهديدات التي تلقاها المنفيون السعوديون على محمل الجد بعد. فعلى سبيل المثال في حالة عسيري قال إنه اتصل بالشرطة بعد العثور على السكين خارج منزله مؤكدا “لقد زاروني وقالوا إنهم يحققون في الأمر، وأخبروني أنهم سيقدمون لي تقريرا، لكنني لم أتلق أي رد.