تعرض القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، إلى محاولات اغتيال عديدة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة مضت، في محاولة لتحييد دوره في قيادة وتطوير الأداء العسكري اللافت لـ"لقسام".

ونجح الضيف في النجاة والإفلات من عدد كبير من محاولات الاغتيال، بفضل أسلوب حياته الغامض، وطريقة تنقله الفريدة، والتي تنطوي على حذر شديد، واحتياطات أمنية واسعة، فضلا عن عدم وجود صور حديثة له، ما جعل المخابرات الإسرائيلية تطلق عليه لقب المقاتل "ذي التسع أرواح".

ويعرف قائد القسام مجازا باسم "الضيف" في إشارة إلى أسلوب حياته المتنقل، واسمه الحقيقي هو محمد دياب إبراهيم المصري، من مواليد عام 1965، ويُعد المطلوب رقم واحد للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاثين عاما متواصلة.

حاولت قوات الاحتلال اغتيال الضيف مرات عديدة، وكادت في بعضها أن تصل إليه، لكنه نجا منها جميعا، ليزرع الإحباط والفشل مجددا في صفوف منظومة الاحتلال الأمنية والاستخبارية.
أبرز محاولات اغتيال محمد الضيف:

2002- قصف استهدف سيارته
تعرض الضيف لمحاولة اغتيال فاشلة عام 2001 مع بداية انطلاق انتفاضة الأقصى، لكن المحاولة اللاحقة كانت أصعب محاولات اغتياله والتي نجا منها بأعجوبة، ففي أيلول/ سبتمبر عام 2002 فشلت صواريخ أطلقتها طائرات الأباتشي الإسرائيلية في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدت في حينه إلى استشهاد اثنين من مرافقيه.

أشارت مصادر استخبارية إسرائيلية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه.

2003- استهداف الضيف برفقة الشيخ أحمد ياسين
في أيلول/ سبتمبر من هذا العام، نجا الضيف من محاولة اغتيال جديدة عندما كان يحضر اجتماعا مع مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وقيادات أخرى من الحركة، حين استهدفت طائرات الاحتلال منزلا بحي الدرج بمدينة غزة كان يتواجد فيه الضيف والشيخ أحمد ياسين، وعدد من قيادات الحركة، لكنهم نجوا جميعا من المحاولة الفاشلة.

2006- محاولة اغتيال خلال اجتماع عسكري
في تموز/ يوليو 2006، تعرض الضيف لمحاولة اغتيال أخرى أثناء اجتماعه بقادة من القسام في أحد المنازل بمدينة غزة، حيث قصف المنزل واستشهد عشرة ممن كانوا فيه، لكن الضيف وقادة "القسام" نجوا، وسط تقارير حينها عن إصابته وبتر أجزاء من أطرافه.
2014- محاولة فاشلة استشهد فيها زوجته وابنه
في الـ19 من آب/ أغسطس عام 2014 أغارت طائرات الاحتلال، على منزل يعود لعائلة الدلو وسط مدينة غزة؛ ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي ذو الثمانية أشهر.

وصفت حركة حماس في حينه محاولة الاغتيال بأنها "فشل استخباري كبير يضاف إلى مسلسل العجز الإسرائيلي".

2021- محاولتا اغتيال خلال "سيف القدس"
اعترف جيش الاحتلال في تصريحات يوم 19 أيار/ مايو 2021، بفشله مرتين في اغتيال محمد الضيف، وذلك خلال معركة "سيف القدس" التي خاضتها "القسام" ردا على الانتهاكات المتكررة في القدس والمسجد الأقصى.

أكد الاحتلال حينها أنه حاول تنفيذ عملية الاغتيال من زوايا متعددة وبأسلحة متنوعة من الجو على المكان الذي كان فيه الضيف، لكنه لم ينجح في تحقيق هدفه. 

2024- قصف عنيف في مواصي خانيونس
تعتبر هذه آخر المحاولات لاغتيال محمد الضيف، ففي الـ13 من تموز/ يوليو، ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة بحق المدنيين النازحين في منطقة مواصي خانيونس، تحت ذريعة محاولة اغتيال محمد الضيف.

استشهد في هذه المجزرة أكثر من 90 شخصا معظمهم أطفال ونساء، وأصيب نحو 300 آخرين، فيما أكدت حركة حماس على لسان القيادي فها، خليل الحية، أن الضيف بخير ولم يصب بأذى خلال المحاولة الفاشلة التي اعتبرت تبريرا لارتكاب المجزرة المروعة.