ناقش سياسيون فلسطينيون، ضمن أعمال ملتقى "الحوار الفلسطيني الثاني"، الذي يواصل أعماله لليوم الثاني، في مدينة إسطنبول التركية، أبرز التحديات والفرص، بعد معركة "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة على غزة.

واعتبر مدير "مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية"، سامي العريان، أن "الاحتلال يريد أن يحصر فلسطين في اليهود بجلب أكبر عدد منهم واستبعاد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وقد فشل في إنجاح هذه الفكرة، إذ أن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يفوق عدد اليهود".

وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني لا يستطيع وحده تفكيك الكيان الصهيوني، وأيضًا لا يمكن تفكيكه بغيرهم، وبالتالي نحتاج إلى الانتقال بالقضية الفلسطينية إلى العالمية، واستحضار قوى عالمية لتفكيك الكيان".

وأكد أن "طوفان الأقصى حطم ستة عناصر استخدمها الاحتلال لتحقيق الهيمنة العسكرية: وهي الضربات الاستباقية، والإنذار المبكر، والردع الفعال، والدفاع القوي، والحسم السريع، والتصعيد المهيمن."

بدوره، قال أستاذ القانون الدولي، محمد الموسى، إن "على الشعب الفلسطيني السعي لدفع الدول العربية والإسلامية للانضمام لدعوى المحكمة الجنائية الدولية، لتقديم مصطلحاتنا (الدفاع عن الحق ليس إرهابًا) (جرائم الاحتلال وليس نسبها للمقاومة)، والعمل على بناء مصطلح قانوني عربي إسلامي يعدل من مصطلحات قانونية إسرائيلية".

وحذر الموسى من خطورة عدم "قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم الأدلة والتحقيقات للجنائية الدولية، وبالتالي يستطيع الاحتلال إثبات حقه أمام الجنائية ويكسب القضية".

أما الدكتورة في الاقتصاد السياسي لدراسات التنمية، عروب العابد، ترى أن "طوفَان الأقصى شكّل عقلية الشباب الذين لا يكتفون فقط بالتظاهر في الشوارع واحتلال الجامعات، بل سيحكمون بلدانهم ويتولون المناصب يومًا ما".

وأضافت العابد أن "مظاهرات الطلبة نجحت في إبراز الترابط بين النضالات المختلفة ضد الاستعمار والعنصرية وعدم المساواة الاقتصادية، مما يرسم أوجه التشابه بين القضية الفلسطينية والحركات العالمية الأخرى من أجل العدالة".

وتابعت: "يمكن للفلسطينيين الاستفادة من الحركة الشعبوية لدعم القضية الفلسطينية بطرق استراتيجية متعددة منها: تحشيد الوعي والدعم العالمي وتعزيز التحالفات الدولية والدعوة والتواصل السياسي وحملات التثقيف".

فيما اعتبرت أستاذة العلاقات السياسية والدولية، مريم أبو سمرة، أنه "بعد السابع من أكتوبر، لعب الجيل الفلسطيني العامل في كل العالم، دورًا مهمًا في الحراك الطلابي الدولي، لكنه يحتاج إلى تطوير ودعم ومساعدة".

 وقالت إن ما وصفته بـ"الشباب الفلسطيني الجديد في الشتات"، يقدم القضية الفلسطينية بطريقة جديدة للعالم، وعلينا أن نقدم له المزيد من الفرص بتعزيز وجوده في المشهد السياسي والوطني.

وانطلقت أمس الجمعة، أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بمدينة إسطنبول في تركيا بحضور ما يقارب 200 شخصية من الشخصيات الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج.

ويضع الملتقى العدوان المستمر على قطاع غزة على رأس القضايا التي يناقشها، بالإضافة إلى أهمية إعادة بناء البيت الفلسطيني بما يشمل كل الفلسطينيين بكافة أطيافهم.