أخلى اﻷمن الوطني في أسوان، سبيل عمدة قرية السيالة بنصر النوبة، وعدد من قيادات القرية، بعد ساعات من استدعائهم على خلفية قطع أهالي القرية طريق أسوان القاهرة الزراعي، احتجاجًا على طول فترة انقطاع الكهرباء. كان اﻷهالي قطعوا الطريق، بعد منتصف ليل أول أمس، بعدما انقطعت الكهرباء لأكثر من 6 ساعات، في تكرار لما حدث في أيام سابقة، شهدت درجات حرارة شديدة الارتفاع، بحسب مصدرين، الذي أشار إلى أن شباب القرية «حاولوا يقنعوا موظف شركة الكهربا يرجعها، ولما رفض قطعوا الطريق». المصدر نفسه أشار إلى حضور قيادات من وزارة الداخلية طلبت من المحتجين فتح الطريق، «رفضنا نمشي غير لما الكهربا ترجع، ورجعت»، وبعد نجاح تفاهم اﻷمن مع اﻷهالي، استدعي اﻷمن الوطني «العمدة وكام واحد من كبار البلد». ونقل المصدر عن عدد ممن استدعاهم اﻷمن الوطني، أنهم تلقوا تطمينات بعدم القبض على أيٍ ممن تظاهروا، فيما أشار إلى أن «الاستدعاء خلّى الأهالي تقلق، عشان أغلبهم فاكر الاعتقالات اللي حصلت بعد دعوات مسيرة العودة النوبية في 2016»، لافتًا إلى أن «الناس في القرية كانت ناوية تقطع سكة القطار لو حد من عيالهم اتمسك المرة دي». كان أهالي مركز نصر النوبة، المركز المستحدث بعد تهجير النوبيين لبناء السد العالي، عام 1964، نظموا، في 2016، مسيرة للعودة إلى أراضي النوبة القديمة، رفضًا لقرار 444 الرئاسي لعام 2014، والذي حول 16 قرية قديمة من أصل 44 قرية إلى مناطق عسكرية، بالمخالفة لمادة دستورية تنص على إعادة توطينهم في قراهم القديمة. واعتقلت الشرطة نحو 32 من المشاركين لاحقًا، وعقب وفاة أحد المحتجزين في معسكر الشلال نتيجة الإهمال الطبي، اشتبك أهالي إحدى قرى نصر النوبة مع الشرطة، التي ردت بإلقاء القبض على عدد من المواطنين عشوائيًا وأخلت سبيلهم لاحقًا، فيما ظل معتقلي المسيرة في السجن، حتى أبريل 2019. مصدر ثانٍ من القرية أوضح معاناتهم بشكل عام من تردي مستوى خدمات أساسية، مثل المياه «بتقطع أكتر ما بتيجي، بس المشكلة دي الناس خدت عليها وبقت تخزن مياه»، مشيرًا إلى أن قطع الكهرباء مع تسجيل المحافظة ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية «أكتر حاجة تعبتنا». وأضاف: «مرضى الضغط عندنا مش بتستحمل الحر وقت قطع النور، غير إن القرية فيها مرضى فشل كلوي كتير بسبب جودة المياه، الحر يتعبهم». بخلاف أوضاع المرضى، أشار المصدر نفسه إلى أن «ده وقت امتحانات عيالنا اللي في ثانوي كمان»، فيما تطرق إلى أن انقطاع الكهرباء، أول أيام عيد الأضحى، تسبب في تلف جزء من أضاحي بعض أهالي القرية «قطعوا النور لمدة ثلاث ساعات بعد الناس ما دبحت»