قال سفير السودان الدبلوماسي الحارث إدريس لمجلس الأمن: "عندما كان السودان يدعم الدول وحركات التحرر؛ لم تكن الإمارات مذكورة في التاريخ ولا في خارطة العالم، نحن نعلم شرها".

وأضاف في جلسة حددها مجلس الأمن لمناقشة قضية دارفور ومجازر الدعم السريع، "نحن الذين أسسنا مجد الإمارات ونهضتها وتراثها الحديث بأذرعنا وملكاتنا العقلية" مضيفا "عندما كان السودان يدعم حركات التحرر الإفريقي لم تصبح الإمارات دولة".


وطالب سفير السودان مجلس الأمن "..أن يخطو الخطوة الأخيرة بذكر الإمارات وإدانتها لكي تتوقف الحرب" في إشارةٍ منه لدعم الإمارات لميليشيا الدعم السريع وتسليحها!".


هذا واتهم أعضاء بالكونجرس الأمريكي الإمارات بدعم مليشيات الدعم السريع المتمردة عبر تشاد في حين عجزت أبوظبي عن الرد الرسمي.


وفي مارس الماضي، رصدت الاستخبارات السودانية، زيارة للسفير الإماراتي في تشاد إلى منطقة الجنينة (السودانية) سرا، ووعد وهو بصحبة اثنين من ضباط الاستخبارات التشاديين "باستمرار الدعم  لمليشيا الدعم السريع".


واعتبر مراقبون أن ما تسرب هو الرد الأولي على طرد جنرالات الجيش السوداني السفير الإماراتي من السودان، مضيفين  أن زيارة السفير محمد علي الشامسي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في تشاد لمدينة الجنينة لولاية غرب درافور؛ مخالفة للاعراف الدبلوماسية.


وأشاروا إلى أن الزيارة جرت وسط بحراسة مشددة من مليشيا قوات الدعم السريع بغرض الاجتماع بقادة التمرد لبحث ترتيبات انسياب الأسلحة والذخائر والتعيينات وبقية المعينات الحربية لمليشيا قوات الدعم السريع.


وقالت دوريات سودانية إن من بين الأسلحة المتوقع استلام مليشيا الدعم لها، وفق (مصادر قريبة من الحدث داخل تشاد)، والتي تعهد بها السفير "الشامسي" "مسيرات ومدافع حديثة وراجمات وطالب المتمردين بإسقاط الفاشر وبابنوسة قبل عيد الفطِر.
 
ونسبت أيضا إلى مصدر تشادي أن الزيارة استهدفت توفير طرق بديلة لإمدادات الأسلحة الإماراتية للمتمردين خوفاً من قصفها بالطيران.
 
وقالت إن "الشامسي" ابدى انزعاجه من قصف طيران الجيش لمخازن الأسلحة في نيالا والفاشر والزرق والضعين وطالب استخبارات مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة بتشديد الإجراءات الأمنية.


وبعد طرد جنرالات السودان  سفير الإمارات قال المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت @mohamedzitout: ".. هذا أهم وأصوب قرار  يتخذه الجنرلات منذ ان هيمنوا علي البلاد.. بهذا اعترفوا اخيرا ان #بن_زايد هو من يخوض الحرب علي الشعب السوداني..".


وطالب مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، سفير دولة الإمارات بمغادرة السودان، مستنكرا وجوده في البلاد حتى الآن.

وفي أغسطس الماضي، نفت الإمارات، أنها تزود أي من أطراف الصراع في السودان بالأسلحة أو الذخائر، مؤكدة الموقف الرسمي الداعي إلى إنهاء الصراع واحترام سيادة السودان.

وأشار العطا إلى توجيه المجلس السيادي السوداني وزارة الخارجية بتقديم شكاوى في مواجهة الدول التي قال إنها أجرمت في حق الأمة السودانية.


وأضافت أن ذلك جاء بعد أيام من هجوم العطا على رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، متهما إياه بإشعال الحرب في البلاد.

وسبق أن اتهم ياسر العطا محمد بن زايد بانه "اشترى مليشيا آل دقلو الإرهابية لتنفيذ أجندته وهو من أشعل الحرب في السودان لأنه يريد أن يسيطر على الأراضي الزراعية والموارد المعدنية وموانئ السودان ".


وفي 20 مارس أضاف الفريق أول ركن ياسر العطا من ولاية سنار "محمد بن زايد إشترى مليشيا آل دقلو الإرها_بية لتنفيذ أجندته..  الدولة وقواتها النظامية فرضت عليها الحرب وهي تقاتل من أجل كرامة الشعب السوداني".


وتابع: "نقول للقوى السياسية التي تدعم المليشيا وتظن أن تجوالها بين بعض الدول سيعيدها إلى الحكم أن الفيصل هو صندوق الإنتخابات.. القوات المسلحة زاهدة في الحكم وتنفذ رغبة الشعب السوداني بالحسم".

وقال الفريق أول ياسر عبدالرحمن حسن العطا إن محمد بن زايد دمر اليمن، و السودان وعندو جيش لي تاريخ اليوم في اليمن، مشددا وهو عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للقوات المسلحة من أم درمان : "لا تفاوض ولا هدنة مع المليشيا الإرهابية".

وشدد العطا بحضور حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ووالي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزه وقادة المناطق والفرق والوحدات العسكرية، أن هذه الحرب قائمة حتى النصر وأن الجيش السوداني لايتشرف بمليشيا لا عقيدة لها سوى القتل السلب والاغتصابِ.

وسبق أن أعلن الجيش السوداني في 11 ديسمبر الماضي، طرد دبلوماسيين إماراتيين، وأن سبب طرد الخرطوم لدبلوماسيين إماراتيين يعود لاتهام أبوظبي بالوقوف إلى جانب "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد دقلو، في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

واتهم عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان الفريق ياسر عطا في 28 نوفمبر علنا أبوظبي بدعم دقلو في حربه ضد الجيش.

وعلى إثر ذلك، طلب السودان من 15 دبلوماسيا إماراتيا مغادرة البلاد بعد الاتهامات المذكورة.

وذكر موقع "سودان تريبيون" أن الإمارات طردت 3 دبلوماسيين سودانيين. وأكد مصدر سوداني رسمي للموقع أمس السبت، إبلاغ الحكومة الإماراتية رسميا السفير السوداني في أبو ظبي، عبد الرحمن شرفي، بأن الملحق العسكري ونائبه والملحق الثقافي "أشخاص غير مرغوب فيهم" وطالبت بمغادرتهم البلاد خلال 48 ساعة.

وقال المصدر إن أبو ظبي، أبلغت السفير السوداني بأن أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية الذين يمثلون الملحق العسكري وهو العميد أحمد عبدالرحمن البشير، ومساعده المقدم مدثر عثمان، والملحق الثقافي، غير مرغوب في وجودهم وطالبت بابعادهم عن أراضيها.

وتعد تلك المطالبة، سابقة أولى في علاقات البلدين إذ لم يحدث منذ بدء العلاقات المشتركة بينهما طرد دبلوماسيين أو استدعاؤهم.