في تصريح مثير جدا للمتحدث بإسم جيش الاحتلال دانيال هجاري قال فيه أنه "واهم من يعتقد أنه يمكنه القضاء على حماس..". مضيفا أن "حماس حزب وفكرة وهي مغروسة في قلوب الناس.".
وأضاف، "حماس فكرة والأفكار لا تموت مرتبطة بالإخوان المسلمين المنتشرين إقليميا .. ومن الصعب علينا القضاء عليها والقول غير ذلك هو مجرد ذر للرماد في عيون "الإسرائيليين".
وأضاف "ولا يمكننا أبدا ان نعيد كل المختطفين بالوسائل العسكرية .. الوصول لجميع الأسرى الصهاينة عسكرياً غير ممكن أبداً.. الثمن الذي دفعناه في هذه الحرب باهظ جدا...ولا يمكننا ان نبقى صامتين ابدا".
غير أن أول من أثاره هذا التصريح كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الذي صرح تاليا لتصريحات هجاري للقناة ال13 الصهيونية، ونقلته قنوات إخبارية عربية، أن "تدمير قدرات حماس من أهداف الحرب على غزة وأن الجيش هو المسؤول عن استكمال أهداف الحرب".
وقال نتن ياهو : "نحن في حرب على جبهات عدّة وأمامنا تحديات كبيرة وقرارات قاسية وأطلب من شركائي في الائتلاف التعقّل".
إلا أن تصريحات أخرى لا تختلف عن تصريحات هجاري أطلقها وزير الدفاع "الإسرائيلي" يوآف جالانت: "الحرب الصعبة التي نخوضها جاءت مفاجئة ودفعنا ثمنا باهظا لم نر له مثيلا".
وأضاف "جالانت": "قوات الجيش والموساد وأجهزة الأمن تقاتل في 7 جبهات منذ 8 أشهر وهي حرب لم نعهد لها مثيلا".
اعتراف تاريخي
المحلل السياسي سعيد زياد @saeedziad أعتبر أن "هذا البيان التاريخي لجيش العدو لا يمثل إحدى أهم محطات هذه الحرب فحسب، بل يمثل إحدى أهم محطات الصراع العربي الإسرائيلي برمّته.. بل ربما يمكن القول، أن هذا الاعتراف التاريخيّ الأهم لإسرائيل مذ خلقت، بأنها مهزومة، مجندلٌ بها، وأن الطوفان لا يزال يغمرها حد الاختناق، ولا حول لها حتى بإنقاذ نفسها بنفس واحد حتى.
https://x.com/saeedziad/status/1803477814517088334
واتفق معه المحلل أدهم أبو سلمية @adham922 الذي اعتبرها أيضا "تصريحات الجيش الصهيوني الليلة تاريخيّة.." موضحا أنه سبق وقال قبل عدة شهور "مفاعيل طوفان الأقصى لم تبدأ بعد، ولكن أقول اليوم ها هي تبدأ.. اسرائيل تنهار ومفاعيل هذا الانهيار يمكن قراءته اليوم بكل سهولة في كل زوايا هذا الكيان.".
وعلق الإعلامي أحمد منصور على تصريحات جالانت وعبر @amansouraja قال: "ما هو الثمن الباهظ الذي دفعته اسرائيل ولم تكشف عن تفاصيله حتى الآن؟ ".
إلا أن تصريحات جالانت لم تكن الوحيدة في اليوم 256 للعدوان على غزة حيث نقلت وسائل إعلام صهيونية عن هوكستين المبعوث الامريكي للشرق الاوسط ولبنان أنه عاد إلى "إسرائيل" بحالة من التشاؤم".
كما كشف جيش الكيان عن إصابة 12 جنديا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية يضافون إلى 70 ألف معاق سبق أن اعلن عنهم الجيش قبل 24 ساعة فقط.
ووفق مصادر عبرية انتحر جندي صهيوني هو الثالث خلال شهر واحد من جيش العدو بعد يومين من عودته من قطاع غزة.
وتساءل المحلل بقناة الجزيرة ماجد أبو دياك @abudiak64 عن إعلان وزارة الحرب الصهيونية: عدد المعاقين في الجيش الإسرائيلي تجاوز الـ 70 ألفًا: ".. ماذا إذن عن عدد الجرحى والقتلى الذين هم أعلى بكثير عن المعلن عنه! الكيان أمام أزمة حقيقية، وهو في الهزيع الأخير لفشله، وسيتكلل بالانسحاب من رفح... قد يحاول الهرب بالتصعيد مع لبنان، ولكن ذلك سيكون بمثابة الانتحار!".
تلاسن قادة الاحتلال
وعن تلاسن قادة الإحتلال ومطالبة علق المحلل "أبو دياك"، "انظروا لهذا التلاسن ااذي ينم عن عمق الخلاف الذي يعصف بالكيان، والذي لن يتوقف عند هذا الحد، وهذه الأزمة ستحفر عميقا في هذا الكيان الذي يعيش أصلا أزمتين أخريين، وهما:
-أزمة التهديد الوجودي باعتراف قادته، في ظل ما واجهه في 7 أكتوبر وما بعده
-أزمة المجذومية في ظل مجازره التي يندى لها جبين البشرية.
نقلت الصحفية آنا براسكي في معاريف، ما جرى بالأمس من خلافات، كالتالي:
هاجم حزب "عوتسما يهوديت" حزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطريقة غير معتادة بعد رفضه ضم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى حكومة الحرب في حال إعادة تشكيلها. وقال الليكود ردا على طلب بن غفير : "رئيس الوزراء قال للوزير بن غفير أمرا بسيطا - من يريد أن يكون شريكا في فريق مشاورات أمنية محدودة عليه أن يثبت أنه لا يريد تسريب أسرار الدولة أو المحادثات الخاصة".
عوتسما يهوديت لم يعجبه رد الفعل واختار الهجوم: "عوتسما يهوديت يدعم قانون كشف الكذب لأعضاء الحكومة ويدعو رئيس الوزراء إلى الترويج له بسرعة، على أن ينطبق أيضًا على أولئك الذين لديهم جهاز تنظيم ضربات القلب (يقصد نتنياهو). عوتسما يهوديت يدعو إلى إجراء تحقيق حول كيفية تسرب المواد من الخزانة الصغيرة."
معسكر الدولة رد على الليكود: "من يعتقد أن هناك وزيرا يسرب أسرار الدولة، لا يمنحه السيطرة على شرطة إسرائيل وأعضاء الحكومة".
يائير لبيد زعيم المعارضة علق قائلا : "قرأت ما قاله بيبي عن بن غفير، وما قاله بن غفير عن بيبي، وأنا أتفق مع كل منهما!"
أي أن بن غفير يسرب، ونتنياهو يكذب!.
