نشرت وكالة الأنباء الفرنسية يوم السبت مقالًا سلطت من خلاله الضوء على المعاناة التي يعيشها المسلمون في مدينة نيس بجنوب فرنسا.

بكلمات حزينة عبر مسلمو نيس في جنوب فرنسا عن شعورهم قبل الاحتفال بعيد الأضحى المجبول بالمرارة بعد الخطابات السياسية المتهجمة والضغوط المستمرة التي يواجهونها منذ أشهر.

ويقول عثمان عيساوي إمام الجامع في المدينة التي يعيش فيها نحو 20 ألف مسلم، وهو رئيس اتحاد مسلمي منطقة جبال الألب البحرية: "نشعر كأننا لسنا مواطنين كاملين"، مشيرًا إلى أفعال معادية للإسلام في المدارس الثانوية والجامعات، وعن "النظرة السلبية إلى المحجبات، وعمليات التفتيش بدون سابق إنذار في المساجد.

وأكد عثمان عيساوي أنهم يشعرون بهذا في مدينة نيس أكثر من أي مكان آخر.

 

"الإسلام موضوع للحملات السياسية في المنطقة"

وتقول "أ ف ب" إن الشعور بالضيق والانزعاج ليس جديدًا، فقد كان الإسلام بانتظام موضوعا للحملات السياسية في المنطقة، موضحة أن اعتداء 14 يوليو 2016 على كورنيش البحر في نيس، ثم الهجوم بسكين في كاتدرائية نوتردام في عام 2020، أجج مشاعر الكراهية وردود فعل لم ينج منها حتى أقارب المسلمين الذين قتلوا في اعتداء كورنيش لا برومناد ديزانغليه.

وتضيف الوكالة الفرنسية أن انتخاب المحافظ هيوز موتو في سبتمبر 2023 ومن ثم تداعيات عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 والرد الإسرائيلي المدمر في قطاع غزة، أدت إلى توتر الوضع.

وتشير إلى أنه وبينما نصب رئيس البلدية كريستيان إستروسي العلم الإسرائيلي أمام مبنى البلدية، منع المحافظ تنظيم تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بحجة أن الدائرة كانت بين الثلاث الأولى التي تسجل العدد الأكبر من الأعمال المعادية لليهود.

كما رفضت المحكمة الإدارية حظر التظاهرات ولكن المنع لم يتوقف إلا في يناير.

وفي فبراير أمر موتو بإغلاق مكتبة إسلامية صغيرة بدعوى أنها تحتوي على كتب أصولية، وهو قرار ألغته المحكمة الإدارية أيضا لأن تلك الكتب معروضة للبيع في المكتبات العامة.

 

"شعور بالظلم"

وبالمثل، هيمن غياب الحوار على الأزمة المحيطة بمدرسة ابن سينا وهي مؤسسة إسلامية غير متعاقدة مع وزارة التربية الوطنية تستقبل نحو مئة طالب، وقد أمر المحافظ بإغلاقها في مارس، بناء على طلب الوزارة.

وحافظت هذه المدرسة على تقديم تعليم عالي الجودة وتفوق طلابها في امتحانات الإعدادية ومن ثم في المدارس الثانوية العامة، لكنها لم تف بمتطلبات قانون مكافحة الانفصالية من حيث إبداء الشفافية بشأن مصدر تمويلها.

هنا أيضا، قضت المحكمة الإدارية في إجراءات مستعجلة بأن الأخطاء المذكورة في حسابات المؤسسة لا تبرر إغلاقها، وينتظر أن تصدر قرارها بشأن جوهر قرار الإغلاق في نهاية يونيو.

ومن المفارقات أن طلبات التسجيل ازدادت مرتين وستقوم بإنشاء فصل دراسي إضافي في سبتمبر، لكن القائمين عليها يشعرون "بالظلم" و"القسوة".

ويقول مديرها إيدير عرب "لدينا مشروع صغير يعمل في حي ينهار فيه كل شيء، فلماذا نغلقه؟.. معلمو المدرسة ينتمون إلى مختلف الأديان ويرتدي الداخلون إليها أزياء وملابس من مختلف الثقافات وقد ظلت الإدارة عبثا ولسنوات عديدة تطلب من وزارة التربية توقيع عقد معها".

وصرح عرب بأسف "يتحدثون عن الانفصالية، لكننا نحن الذين نعاني من هذه الانفصالية"، معربا عن الشعور بالظلم لأن رئيس البلدية تهجم عليهم بدون تحفظ.

 

"أضاحي العيد"

وبالمثل، لا توجد سوى خيارات محدودة لأضاحي العيد الكبير يوم الأحد بعد أن رفضت المحكمة السماح بذلك في الموقع الأخير الذي وافقت عليه الدائرة.

هذا وتمت مصادرة أكثر من 600 رأس من الأغنام و45 رأسًا من الماشية هناك في نهاية شهر مايو، بينما تمت الموافقة على 5 مواقع في منطقة فار المجاورة، قررت إثرها العديد من العائلات في نيس إرسال أموال الأضاحي إلى الخارج.