بدات إدارة السجن في تغريب (نقل لسجون بعيدة) عشرات المحتجزين السياسيين لسجني (المنيا والوادي الجديد)؛ وذلك عقابًا لهم عن إضرابهم عن الطعام بسبب انتهاكات يتعرضون لها.
وكان المحتجزون السياسيون بسجن “بدر 1” بدءوا إضرابًا عن الطعام منذ أكثر من 7 أيام؛ بسبب المعاملة المهينة وسوء أوضاع الاحتجاز وتردي أوضاع الزيارة داخل السجن.
وانضمت منظمات حقوقية للتضامن الكامل مع إضراب المحتجزين سياسيًا في سجن “بدر 1” عن الطعام– باعتباره حقًا إنسانيًا-، داعية إدارة السجن للتجاوب مع مطالبهم ووقف الانتهاكات بحقهم.
وطالبت المنظمات مصلحة السجون المصرية بوقف حملة التغريب التي بدأتها ضدهم، واحترام اللائحة الداخلية للسجون في مصر، والتي أوجبت حق الزيارة والمراسلات الخارجية، وكذا احترام المعاهدات والمواثيق الدولية الموقعة عليها مصر والملزمة بتنفيذها وفقًا للقانون الدولي، والتي من أهمها قواعد مانديلا لحماية حقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم، والتي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة كقواعد نموذجية دنيا لمعاملة السجناء.
وكانت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان عبرت عن قلقها العميق تجاه المعلومات الواردة من سجن ومركز إصلاح وتأهيل بدر 1، وما يتعرض له المعتقلون فيه من انتهاكات متصاعدة، من بينها قطع الكهرباء وتأثيراته على نظام التهوية وصحة المعتقلين، والذي دفع المعتقلين إلى إعلان إضراب احتجاجي للمطالبة بتحسين هذه الأوضاع المتدهورة في نهاية شهر مايو، مما أسفر عن فرض إجراءات عقابية من إدارة السجن، منها التغريب أي نقل بعض المعتقلين إلى غرف أخرى أو ترحيلهم إلى سجون أخرى مثل سجن المنيا.
وفقًا لتوثيقات أجرتها الجبهة المصرية مع ذوي اثنين من المحتجزين في بدر 1، بالإضافة إلى رسالة من بعض المعتقلين اطلعت الجبهة على نسخة منها، يتعرض المعتقلون لعدد من الانتهاكات المستمرة المرتبطة بأوضاع احتجازهم، وإجراءات عقابية طالت المحتجين ومحاولتهم تحسين هذه الأوضاع. والتي تثير القلق حول تدهور أوضاع الاحتجاز داخل هذا السجن، مقتربًا من الأوضاع المتردية للمحتجزين داخل سجن/ مركز إصلاح وتأهيل سجن بدر٣.
وأكد أسر عدد من المعتقلين وجود قيود شديدة على الزيارات في سجن بدر 1، فضلًا عن الانتهاكات التي تصاحبها من تفتيش مهين للأسر أثناء تلك الزيارات، القليلة أصلاً، والمعاملة القاسية واللاآدمية والظروف المعيشية القاسية التى يتعرضون لها داخل السجن، بالإضافة لقلة الطعام، التي لا تختلف عن الأوضاع في سجن بدر 3، على حد وصفهم. فاقم تدهور الأوضاع داخل السجن، زيادة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، مؤثرةً على نظام التهوية وصحة السجناء خاصة كبار السن والمرضى، هذا فضلًا عن وجود مصباح واحد فقط يعمل أثناء هذه الانقطاعات.
على خلفية هذه الأوضاع، أعلن المعتقلون مطالبهم التي تتلخص في تغيير إدارة السجن، بما في ذلك ضابط الأمن الوطني ورئيس المباحث والمأمور، وقدوم لجنة من حقوق الإنسان والنيابة لتقييم الوضع وسماع شهادات المعتقلين.، بالإضافة إلي تحسين الأوضاع داخل السجن والمعاملة مع المعتقلين وذويهم.
وعقب بدء الإضراب وعرض المطالب على ضابط الأمن الوطني عن طريق المفاوضات، تم رفضها. وردت إدارة السجن بزيادة عمليات التفتيش اليومية للزنازين، من بينها عمليات تفتيش ليلية مزعجة وتعرض المحتجزون لأضواء ساطعة أثناء ساعات النوم، بما يعتقدونه بهدف ممارسة الضغط على المضربين، مما أثر على صحتهم النفسية والجسدية.
علاوة على ذلك، قامت السلطات بفصل السجناء المضربين عن غير المضربين، بناءً على قوائم قدمها مسيرين - محتجزين يتم ادارتهم من قبل أفراد أمن داخل السجن - حددت الأفراد الرئيسيين المشاركين في الإضراب، وقامت بعزلهم في زنازين منفصلة داخل سجن بدر 1، وترحيل/ تغريب بعضهم إلى سجن المنيا في يوم 8 يونيو، مع خطط إضافية لنقلهم إلى سجن الوادي الجديد، وفقًا لأسر معتقلين. بالنسبة لأولئك الذين بقوا، تدهورت الظروف بقطع المياه والكهرباء عنهم، وتقييد الوصول إلى الطعام وخدمات الكانتين. من ناحية أخري قامت سلطات السجن بأخذ مجموعة من المعتقلين، وحلق رؤوسهم ولم يُسمح لهم بأخذ أي ملابس إضافية أو طعام معهم، كما تمت مصادرة الأدوية والمواد الأساسية منهم.