طوال عقود، ظل السور العتيق لكورنيش بحر الإسكندرية يستقبل زائريه، سواء من المصريين أو السياح من مختلف الجنسيات، ويتيح لهم التنزه على طول الشواطئ الرملية الممتدة على ساحل البحر المتوسط. لكن السور التاريخي الذي يمتد عمره إلى أكثر من 124 عاماً، لم يعد جاهزاً لاستقبال المزيد من المصطافين كما اعتاد طوال القرن الماضي نتيجة الإهمال الذي يتعرض له، والذي ترك تأثيرات واضحة على رونقه وصلابة حجارته التي تسللت مياه البحر إلى داخلها، وأدت إلى ظهور تشققات كبيرة في جسد السور الطويل الذي يحمل ذكريات كثيرة جميلة تركها عشرات الآلاف من الزوار. يقول أستاذ الإرشاد السياحي والتاريخ نقيب المرشدين السياحيين السابق، إسلام عاصم، إن "سور كورنيش الإسكندرية العتيق الذي كان يزدان به ساحل المدينة على طول نحو 20 كيلومتراً، بدأ إنشاؤه في أوائل القرن العشرين، وهو مدرج بوصفه معلماً تراثياً داخل مجلد التراث الوطني تحت رقم 6002، ولا يجوز التعرض له بالبناء أو الهدم، لكن رغم ذلك، لم يبق منه سوى كيلومترين فقط، وتحديداً في منطقة وسط المدينة، ليصبح شاهداً على غياب الاهتمام الرسمي الذي يعد سبباً في اختفاء أجزاء من أحجار (الميمونايت) الصلبة التي استخدمت في بنائه، والتي تعرض بعضها للاندثار، وتعرض بعضها الآخر للسرقة على مدار السنوات الماضية". ويوضح عاصم : "كورنيش الإسكندرية لم يتم بناؤه مرة واحدة، ولكن تم تقسيمه على عدة مراحل، وبدأ التخطيط له في عام 1901، ليربط قصر المنتزه في شرقي المدينة بقصر رأس التين في الغرب، وكانت البداية من منطقتي قلعة قايتباي والسلسلة، والتي جرى إنجازها خلال الفترة من 1905 إلى 1912. كان يوجد خط سكك حديدية مؤقت استخدم في نقل الكتل الحجرية المستخدمة في أعمال البناء، قبل أن تتم إزالته قبل افتتاح الكورنيش رسمياً في عام 1929، وكان حينها يحمل اسم (طريق الملكة نازلي)، ثم أصبح اسمه (طريق الجيش) بعد قيام ثورة 1952". ويطالب الخبير السياحي الحكومة المصرية بالتدخل الفوري لإيجاد حلول جذرية لحماية السور التاريخي، وتخصيص ميزانية كافية لإعادة ترميمه، وتوفير فرق صيانة متخصصة للعمل على استعادته رونقَه، وتأهيله ليكون مكاناً آمناً للزائرين، إضافة إلى تفعيل إجراءات صارمة للحفاظ علي الجزء المتبقي منه. طوال عقود، ظل السور العتيق لكورنيش بحر الإسكندرية يستقبل زائريه، سواء من المصريين أو السياح من مختلف الجنسيات، ويتيح لهم التنزه على طول الشواطئ الرملية الممتدة على ساحل البحر المتوسط. لكن السور التاريخي الذي يمتد عمره إلى أكثر من 124 عاماً، لم يعد جاهزاً لاستقبال المزيد من المصطافين كما اعتاد طوال القرن الماضي نتيجة الإهمال الذي يتعرض له، والذي ترك تأثيرات واضحة على رونقه وصلابة حجارته التي تسللت مياه البحر إلى داخلها، وأدت إلى ظهور تشققات كبيرة في جسد السور الطويل الذي يحمل ذكريات كثيرة جميلة تركها عشرات الآلاف من الزوار. جرى افتتاح كورنيش الإسكندرية رسمياً في عام 1929 ويقول الناشط في مجال التراث السكندري، علي راضي، إن "الإسكندرية أحد أبرز الوجهات السياحية على البحر المتوسط، ويعد سور الكورنيش العتيق أحد معالمها التاريخية الهامة، لكنه يواجه في الآونة الأخيرة خطر الاختفاء نتيجة التشويه والتعديات، وانتشار التشققات والتصدعات، وتسرب مياه البحر التي تزيد مخاطر تآكله، ويهدد الأرض المحيطة به". ويضيف: "رغم ما يمثله السور من قيمة تاريخية وثقافية، لم تشمله أعمال الترميم منذ إنشائه رغم مرور الزمن، وقد تعرض السور للعديد من العوامل التي أدت إلى تضرره، بداية من أعمال توسعة الطريق، إلى عوامل الطقس، وانعدام الصيانة تقريباً، وعدم تخصيص ميزانيات كافية لإعادة تأهيله وترميمه، مما أدى إلى تصدع أجزاء كثيرة منه، ما يشكل خطراً كبيراً على السور، ويعرض الزوار والمارة للمخاطر، ويشوه الصورة السياحية للمدينة بشكل عام، ويهدد تراثها التاريخي". جرى افتتاح كورنيش الإسكندرية رسمياً في عام 1929 ويقول الناشط في مجال التراث السكندري، علي راضي، لـ"العربي الجديد"، إن "الإسكندرية أحد أبرز الوجهات السياحية على البحر المتوسط، ويعد سور الكورنيش العتيق أحد معالمها التاريخية الهامة، لكنه يواجه في الآونة الأخيرة خطر الاختفاء نتيجة التشويه والتعديات، وانتشار التشققات والتصدعات، وتسرب مياه البحر التي تزيد مخاطر تآكله، ويهدد الأرض المحيطة به". ويضيف: "رغم ما يمثله السور من قيمة تاريخية وثقافية، لم تشمله أعمال الترميم منذ إنشائه رغم مرور الزمن، وقد تعرض السور للعديد من العوامل التي أدت إلى تضرره، بداية من أعمال توسعة الطريق، إلى عوامل الطقس، وانعدام الصيانة تقريباً، وعدم تخصيص ميزانيات كافية لإعادة تأهيله وترميمه، مما أدى إلى تصدع أجزاء كثيرة منه، ما يشكل خطراً كبيراً على السور، ويعرض الزوار والمارة للمخاطر، ويشوه الصورة السياحية للمدينة بشكل عام، ويهدد تراثها التاريخي".
ويطالب راضي بسرعة تدخل المسؤولين لإنقاذ ما تبقى من السور، وإعادته إلى مكانته معلماً سياحياً ومتنفساً للمواطنين، ويشير إلى أن "هذا المطلب ليس رغبة شخصية، أو مطلباً للمهتمين بالتاريخ، بل هو واجب إنساني ووطني. ترك هذا الأثر يتلاشى يعني فقدان جزء من هويتنا، ونسيان قصص عظيمة صنعتها الأجيال السابقة، فالتراث الثقافي هو روح الأمة، هو جسر يربطنا بالماضي، ويشكل هويتنا الحقيقية". بدوره، يقول رئيس لجنة الحفاظ على التراث في الإسكندرية نقيب المهندسين بالمدينة، هشام سعودي، إن "سور الكورنيش القديم يعد تراثاً مهماً، ويمثل قيمة تاريخية كبيرة، ويجب الحفاظ عليه، وهو في حاجة ملحة إلى خطوات جادة لإنقاذه وإحيائه تراثاً شاهداً على تاريخ المدينة العريقة. لجنة الحفاظ على التراث تضع حماية سور الكورنيش على رأس أولوياتها، وتسعى إلى الحفاظ على ما تبقى منه ليكون شاهداً على العصر، لكنها تنتظر الموافقات الرسمية وتوفير الميزانيات، على أن تبدأ إعادة تركيب الأحجار والترميم والصياغة الإنشائية والمعمارية فور تحقق ذلك". يتابع سعودي أن "تدهور سور كورنيش الإسكندرية التاريخي يعكس القضية التي تتعلق بالمحافظة على التراث الثقافي في البلاد، وهناك حاجة ملحة إلى التدخل الحكومي الفوري لإعادة إحياء السور، والحفاظ على قيمته التاريخية، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي عموماً، وتخصيص المزيد من الاهتمام والموارد لصيانة وترميم هذا السور وغيره، وضمان استمرار متعة التنزه على الكورنيش، واستمتاع أهل الإسكندرية وزوارها بمشاهدة البحر". من جانبه، يقول مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، محمد متولي، إن "ما تبقى من سور الكورنيش غير مسجل بوصفه أثراً، وإنما يتبع لجنة الحفاظ على التراث، وجهود الحفاظ عليه تقوم بها هيئة حماية الشواطئ عبر مشروعات تتماس مع السور". وحول سبب تآكل حجر "الميمونايت" المستخدم في بناء السور، يشير متولي، إلى أنه من الأحجار الصلبة، لكنه تأثر بالتيارات البحرية وشدة الأمواج ومياه البحر المالحة، إضافة إلى العوامل المناخية المتقلبة التي تشهدها الإسكندرية، وكل تلك العوامل سبّبت تآكل أحجار السور وانهيار بعضها". وتشهد مدينة الإسكندرية على مدار السنوات الماضية انتشاراً ملحوظاً لما يصفه سكانها بـ"بيع الكورنيش"، ويقدر ناشطون من المدينة أن نحو 60 في المائة من كورنيش بحر الإسكندرية لم يعد متاحاً للمشي أو الجلوس المجاني للاستمتاع برؤية البحر وتنسُّم هوائه، إذ باتت تحتله المطاعم والمقاهي التي انتشرت بمعدل متصاعد خلال الأعوام العشر الأخيرة. المصدر: العربي الجديد
طوال عقود، ظل السور العتيق لكورنيش بحر الإسكندرية يستقبل زائريه، سواء من المصريين أو السياح من مختلف الجنسيات، ويتيح لهم التنزه على طول الشواطئ الرملية الممتدة على ساحل البحر المتوسط. لكن السور التاريخي الذي يمتد عمره إلى أكثر من 124 عاماً، لم يعد جاهزاً لاستقبال المزيد من المصطافين كما اعتاد طوال القرن الماضي نتيجة الإهمال الذي يتعرض له، والذي ترك تأثيرات واضحة على رونقه وصلابة حجارته التي تسللت مياه البحر إلى داخلها، وأدت إلى ظهور تشققات كبيرة في جسد السور الطويل الذي يحمل ذكريات كثيرة جميلة تركها عشرات الآلاف من الزوار. يقول أستاذ الإرشاد السياحي والتاريخ نقيب المرشدين السياحيين السابق، إسلام عاصم، إن "سور كورنيش الإسكندرية العتيق الذي كان يزدان به ساحل المدينة على طول نحو 20 كيلومتراً، بدأ إنشاؤه في أوائل القرن العشرين، وهو مدرج بوصفه معلماً تراثياً داخل مجلد التراث الوطني تحت رقم 6002، ولا يجوز التعرض له بالبناء أو الهدم، لكن رغم ذلك، لم يبق منه سوى كيلومترين فقط، وتحديداً في منطقة وسط المدينة، ليصبح شاهداً على غياب الاهتمام الرسمي الذي يعد سبباً في اختفاء أجزاء من أحجار (الميمونايت) الصلبة التي استخدمت في بنائه، والتي تعرض بعضها للاندثار، وتعرض بعضها الآخر للسرقة على مدار السنوات الماضية" . ويوضح عاصم "كورنيش الإسكندرية لم يتم بناؤه مرة واحدة، ولكن تم تقسيمه على عدة مراحل، وبدأ التخطيط له في عام 1901، ليربط قصر المنتزه في شرقي المدينة بقصر رأس التين في الغرب، وكانت البداية من منطقتي قلعة قايتباي والسلسلة، والتي جرى إنجازها خلال الفترة من 1905 إلى 1912. كان يوجد خط سكك حديدية مؤقت استخدم في نقل الكتل الحجرية المستخدمة في أعمال البناء، قبل أن تتم إزالته قبل افتتاح الكورنيش رسمياً في عام 1929، وكان حينها يحمل اسم (طريق الملكة نازلي)، ثم أصبح اسمه (طريق الجيش) بعد قيام ثورة 1952". ويطالب الخبير السياحي الحكومة المصرية بالتدخل الفوري لإيجاد حلول جذرية لحماية السور التاريخي، وتخصيص ميزانية كافية لإعادة ترميمه، وتوفير فرق صيانة متخصصة للعمل على استعادته رونقَه، وتأهيله ليكون مكاناً آمناً للزائرين، إضافة إلى تفعيل إجراءات صارمة للحفاظ علي الجزء المتبقي منه جرى افتتاح كورنيش الإسكندرية رسمياً في عام 1929 ويقول الناشط في مجال التراث السكندري علي راضى، إن الإسكندرية أحد أبرز الوجهات السياحية على البحر المتوسط، ويعد سور الكورنيش العتيق أحد معالمها التاريخية الهامة، لكنه يواجه في الآونة الأخيرة خطر الاختفاء نتيجة التشويه والتعديات، وانتشار التشققات والتصدعات، وتسرب مياه البحر التي تزيد مخاطر تآكله، ويهدد الأرض المحيطة به". ويضيف: "رغم ما يمثله السور من قيمة تاريخية وثقافية، لم تشمله أعمال الترميم منذ إنشائه رغم مرور الزمن، وقد تعرض السور للعديد من العوامل التي أدت إلى تضرره، بداية من أعمال توسعة الطريق، إلى عوامل الطقس، وانعدام الصيانة تقريباً، وعدم تخصيص ميزانيات كافية لإعادة تأهيله وترميمه، مما أدى إلى تصدع أجزاء كثيرة منه، ما يشكل خطراً كبيراً على السور، ويعرض الزوار والمارة للمخاطر، ويشوه الصورة السياحية للمدينة بشكل عام، ويهدد تراثها التاريخي". ويطالب راضي بسرعة تدخل المسؤولين لإنقاذ ما تبقى من السور، وإعادته إلى مكانته معلماً سياحياً ومتنفساً للمواطنين، ويشير إلى أن "هذا المطلب ليس رغبة شخصية، أو مطلباً للمهتمين بالتاريخ، بل هو واجب إنساني ووطني. ترك هذا الأثر يتلاشى يعني فقدان جزء من هويتنا، ونسيان قصص عظيمة صنعتها الأجيال السابقة، فالتراث الثقافي هو روح الأمة، هو جسر يربطنا بالماضي، ويشكل هويتنا الحقيقية". بدوره، يقول رئيس لجنة الحفاظ على التراث في الإسكندرية نقيب المهندسين بالمدينة، هشام سعودي، إن "سور الكورنيش القديم يعد تراثاً مهماً، ويمثل قيمة تاريخية كبيرة، ويجب الحفاظ عليه، وهو في حاجة ملحة إلى خطوات جادة لإنقاذه وإحيائه تراثاً شاهداً على تاريخ المدينة العريقة. لجنة الحفاظ على التراث تضع حماية سور الكورنيش على رأس أولوياتها، وتسعى إلى الحفاظ على ما تبقى منه ليكون شاهداً على العصر، لكنها تنتظر الموافقات الرسمية وتوفير الميزانيات، على أن تبدأ إعادة تركيب الأحجار والترميم والصياغة الإنشائية والمعمارية فور تحقق ذلك". يتابع سعودي أن "تدهور سور كورنيش الإسكندرية التاريخي يعكس القضية التي تتعلق بالمحافظة على التراث الثقافي في البلاد، وهناك حاجة ملحة إلى التدخل الحكومي الفوري لإعادة إحياء السور، والحفاظ على قيمته التاريخية، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي عموماً، وتخصيص المزيد من الاهتمام والموارد لصيانة وترميم هذا السور وغيره، وضمان استمرار متعة التنزه على الكورنيش، واستمتاع أهل الإسكندرية وزوارها بمشاهدة البحر".
من جانبه، يقول مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، محمد متولي، إن "ما تبقى من سور الكورنيش غير مسجل بوصفه أثراً، وإنما يتبع لجنة الحفاظ على التراث، وجهود الحفاظ عليه تقوم بها هيئة حماية الشواطئ عبر مشروعات تتماس مع السور". وحول سبب تآكل حجر "الميمونايت" المستخدم في بناء السور، يشير متولي، إلى أنه من الأحجار الصلبة، لكنه تأثر بالتيارات البحرية وشدة الأمواج ومياه البحر المالحة، إضافة إلى العوامل المناخية المتقلبة التي تشهدها الإسكندرية، وكل تلك العوامل سبّبت تآكل أحجار السور وانهيار بعضها". وتشهد مدينة الإسكندرية على مدار السنوات الماضية انتشاراً ملحوظاً لما يصفه سكانها بـ"بيع الكورنيش"، ويقدر ناشطون من المدينة أن نحو 60 في المائة من كورنيش بحر الإسكندرية لم يعد متاحاً للمشي أو الجلوس المجاني للاستمتاع برؤية البحر وتنسُّم هوائه، إذ باتت تحتله المطاعم والمقاهي التي انتشرت بمعدل متصاعد خلال الأعوام العشر الأخيرة. المصدر: العربي الجديد