أترتجِفُ من خطواتِ أقدامٍ تقتربُ من بابِ غُرفتِك يا فاحشَ الخَلوات، ولا تستحي من ربِّ العباد! أما زلتَ غريقًا في شهواتٍ طالحة! أما آنَ الأوانُ أن تعودَ! أفِق؛ فإنَّما هي أيامٌ قلائلُ وذاهبون، «لا تغرَّنَّك نفسُك الكاذبةُ التي أوهمتك أنَّك ستموتُ في الستِّين من عمرِك». عُد؛ فإنَّها فانيةٌ لا تستحقُّ أن تُغضبَ اللهَ من أجلِ شهواتِها العابرة. أتيَقَّن تمامًا أنَّ الأمرَ عَسيرٌ بعضَ الشَّيءِ، لكن.. تأكَّد أنَّ مَن يجاهدُ نفسَه ابتغاءَ رضوانِ اللهَ فقد نالَ رضوانَه بالفعل. وحسنًا.. ما المعضلةُ إن كانَ الطريقُ إلى اللهِ يحتاجُ إلى مجاهدةٍ في تركِ ما تهواه النفسُ؛ أليس اللهُ أكبرَ من حبِّنا لملذَّاتِ الدُّنيا! عُدِ الآن؛ فاللهُ يحبُّ مناجاتَك له، عُد؛ فالحياةُ بقربِه -سبحانَه- نقيَّةٌ هنيَّةٌ، عُد؛ لِتستشعِرَ معنىٰ الحبِّ الحقيقيِّ؛ فلن يكفيَ الثمانيةُ والعشرون حرفًا لوصفِ لَذَّةِ القربِ من الله؛ فهو شعورٌ غنيٌّ عن الوصفِ، سأكتفي بأن أقولَ: «من ذاقَ عرَفَ، ومن عرَفَ اغترف». عُد الآن؛ ألا إنَّ سلعةَ اللهِ غاليةٌ، ألا إنَّ سلعةَ اللهِ الجنَّة. - حَبيبة أحمَد.