يعيش الأطفال اليوم في عالم يوصف بأنه رقمي بامتياز، مما يجعلهم يقضون وقتًا طويلًا عبر الإنترنت، سواءً كان للتعلم أو ممارسة الألعاب أو مشاهدة برامجهم المفضلة.

ومع التطور السريع للتكنولوجيا، فإنه ربما يكون من الصعب البقاء على اطلاع بأحدث اتجاهات التكنولوجيا والتهديدات عبر الإنترنت ونصائح السلامة.

لهذا السبب، قام خبراء تكنولوجيا المعلومات وحماية الأطفال بمنظمة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بتجميع نصائح بسيطة لمساعدة آولياء الأمور على دعم أطفالهم بشكل أفضل في البقاء آمنين وواعين ومحميين أثناء استخدام الأجهزة الرقمية، سواء كان ذلك هاتفًا ذكيًا أو كمبيوتر أو جهازًا لوحيًا أو ألعاب الفيديو.

وفيما يلي 5 طرق للحفاظ على أمان طفلك الصغير عبر الإنترنت:

 

1. كن على دراية بالمخاطر المحتملة عبر الإنترنت

الخطوة الأولى لحماية أفراد عائلتك عبر الإنترنت هي معرفة المخاطر المحتملة التي قد يواجهها طفلك عبر الشبكة العنكبوتية.

وفيما يلي بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها:

التسلط عبر الإنترنت:

يحدث التنمر عبر الإنترنت عندما يستخدم شخص ما المساحات المتاحة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات المراسلة والألعاب لإذلال شخص آخر أو إغضابه أو فضحه بشكل متكرر.

ويمكن أن يؤثر التنمر عبر الإنترنت بشدة على ثقة الطفل وصحته العقلية ورفاهيته.

وعلى الرغم من أن الأطفال الصغار قد لا يكون لديهم حسابات خاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنهم قد يتحدثون مع أشخاص آخرين في منتديات الألعاب أو غرف الدردشة وقد يتعرضون لخطر التنمر.

 

الاستغلال والابتزاز عبر الإنترنت:

غالبًا ما يستخدم المحتالون منصات عبر الإنترنت لاستهداف واستغلال الأطفال، من خلال الابتزاز الجنسي والإساءة إليهم.

ويتربص هؤلاء غالبًا في غرف الدردشة الخاصة بالأطفال أو منتديات الألعاب، ويتظاهرون بأنهم أطفال. قد ينخدع الطفل في مثل هؤلاء وينظر إلى الشخص المتورط على أنه صديق بسبب أساليب التلاعب التي يستخدمها.

لذا من المهم، التحذير بأن يمكن أن تحدث الإساءة عبر الإنترنت من قبل شخص يعرفه الطفل.

 

المحتوى الضار وغير المناسب:

سواء كانوا يشاهدون مقاطع الفيديو أو يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي أو يتصفحون مواقع الإنترنت، فإن الأطفال معرضون لخطر رؤية محتوى غير مناسب لأعمارهم.

يمكن أن يشتمل هذا المحتوى الضار في شكل مقاطع فيديو أو صور عنيفة وخطيرة ومخيفة وجنسية صريحة.

وهناك طرق ووسائل يمكنك من خلالها تصفية ما يراه الطفل عبر الإنترنت بشكل استباقي. 

 

المعلومات المضللة والأخبار المزيفة:

المعلومات الخاطئة/ المضللة هي معلومات كاذبة أو معدلة يمكن أن تنتشر بسرعة ويكون لها تأثير سلبي في العالم الحقيقي وعبر الإنترنت.

كما تشكل الأخبار المزيفة مصدر قلق متزايد يهدد بتشويه سمعة المعلومات المشروعة، ويمكن أن يسبب أضرارًا جسيمة.

الأطفال الصغار عرضة للتضليل والمعلومات الخاطئة والأخبار المزيفة، لأنهم لا يمتلكون بعد المهارات اللازمة للحكم على ما إذا كان الشيء صحيحًا أم لا. 

 

عمليات الاحتيال والبرامج الضارة وبرامج الفدية:

تتعرض أجهزتنا بشكل متزايد لخطر التهديدات المتطورة عبر الإنترنت. من خلال نقرات بسيطة فقط، يمكن لطفلك بسهولة - ولو عن غير قصد - تثبيت برامج خطيرة (برامج ضارة) على جهاز الكمبيوتر.

على سبيل المثال، قد يتم إغراءه بتنزيل لعبة أو النقر فوق إعلان يعرض لعبة جديدة. لكنه في الواقع عبارة عن برنامج متخفي قادر على مهاجمة كاميرا جهازك أو معرض الصور الخاص بك أو الوصول إليها سرًا، أو حتى اختراق حسابات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك والسيطرة عليها.

إذا لاحظت تغييرًا في سلوك طفلك أو اعتقدت أن طفلك يعاني من اتصال سلبي أو غير مرغوب فيه عبر الإنترنت، تحدث معه.

اسأله عما يحدث في العالم الافتراضي، وكيف يشعر، استمع إليه فقط. إذا لم يشعر بالراحة في التحدث معك، شجعه على التحدث إلى شخص آخر موثوق به، مثل شخص آخر من العائلة، أو صديق للعائلة أو معلم.

 

2. وسائل حماية تقنية

يمكن من خلال إعدادات الخصوصية والأمان بالجهاز أن توفر الحماية اللازمة لطفلك، ويشمل ذلك:

إنشاء كلمات مرور قوية

قم بإنشاء كلمات مرور لأجهزتك وحساباتك من الصعب تخمينها، مثل كلمة يومية أو شيء متعلق بك.

استخدم مزيجًا من الأحرف الكبيرة والأحرف الصغيرة والرموز والأرقام. لمنع طفلك من استخدام جهازك دون إذنك.

قم بإعداد كلمة مرور ثانوية أو التحقق بخطوتين، لمنح مزيد من الأمان إلى حساباتك لمنع اختراقها، أو في حالة سرقة كلمة المرور الخاصة بك.

 

 قم بتشغيل إعدادات الخصوصية والأمان

قم بتشغيل إعدادات البحث الآمن. تقدم معظم محركات البحث مثل "جوجل" إعداد "البحث الآمن" الذي يساعد على إخفاء النتائج غير الملائمة.

يمكنك تشغيل هذه الميزة بالانتقال إلى إعدادات "التفضيلات" أو "الحساب".

اجعل حساباتك خاصة. بالنسبة لأي حساب يستخدمه طفلك، قم بتغيير إعدادات الخصوصية لحماية معلوماتك الشخصية، ومن يمكنه رؤية ملفك الشخصي والصور ومقاطع الفيديو الخاصة به.

استخدم أدوات الرقابة الأبوية. توفر العديد من التطبيقات والبرامج أدوات الرقابة الأبوية. وتعد هذه الإعدادات مفيدة لمراقبة كيفية قضاء طفلك وقته عبر الإنترنت.

ويمكن أن يسمح لك استخدام هذه الأدوات بوضع حدود على وقت الشاشة، وتصفية المحتوى غير المناسب، ومنعه من استخدام تطبيقات ومواقع إلكترونية معينة، ومن إجراء عمليات شراء داخل التطبيق.

قم بإيقاف تشغيل خدمات الموقع في جميع التطبيقات. يمكن للعديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية تحديد موقعك - وهي ميزة يمكن استخدامها للكشف عن موقع طفلك للغرباء عبر الإنترنت.

 

استخدم منصات صديقة للطفل

استخدم المواقع ومحركات البحث الملائمة للأطفال للمساعدة في تصفية المحتوى الفاضح وإخفائه.

قم بإعداد ملف تعريف الطفل. تسمح لك بعض منصات البث مثل "يوتيوب" وغيرها بإعداد حساب منفصل لطفلك. ويساعد ذلك في تصفية وتقييد ما يشاهده من برامج تلفزيونية وأفلام بناءً على التصنيفات العمرية التي تستهدف الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أقل.

اختر التطبيقات والألعاب المناسبة لعمر طفلك. يمكنك المساعدة في تصفية المحتوى غير المناسب عن طريق اختيار الألعاب والتطبيقات المناسبة لعمر طفلك.

قبل تنزيل التطبيق، تحقق من التقييمات والمراجعات العمرية عبر الإنترنت. حاول اختيار التطبيقات التي لا تحتوي على إعلانات أو عمليات شراء داخل التطبيق.

 

تحديث أجهزتك

حافظ على تحديث أنظمتك. تأكد من تحديث أجهزتك بأحدث تحديثات البرامج ونظام التشغيل للمساعدة في حمايتها بميزات الأمان الجديدة وإصلاح الأخطاء المحتملة.

تثبيت برامج مكافحة الفيروسات. من المهم حماية جميع أجهزتك بشكل مستمر ضد تهديدات المتسللين والفيروسات. يمكن أن يساعد برنامج مكافحة الفيروسات في اكتشاف الفيروسات وإزالتها من أجهزتك.

قم بتغطية كاميرات الويب عند عدم استخدامها باستخدام  ملصق أو غطاء عندما لا تستخدمها لزيادة خصوصيتك والحماية من الهاكرز المحتملين.

 

3. اقضِ وقتًا مع طفلك على الإنترنت

راقب طفلك الصغير أثناء استخدامه لهاتفك أو جهازك اللوحي أو جهاز الكمبيوتر. فكر في وضع قواعد مثل "عدم وجود أجهزة في غرفة النوم" حتى تتمكن بسهولة من مراقبة ما يفعله عبر الإنترنت.

اجعل قضاء الوقت معًا عبر الإنترنت جزءًا من روتين عائلتك. مارس الألعاب مع طفلك، واسأله عن تطبيقاته المفضلة أو أحدث مقاطع الفيديو التي شاهدها. سيساعده هذا على الشعور بالراحة عند التحدث عن تجاربه عبر الإنترنت.

 

4. التواصل المفتوح مع طفلك

تحدّث مع طفلك باستخدام التواصل المفتوح والحوار الايجابي الداعم. تجنب إصدار أي أحكام عند إثارة الطفل لأي تساؤل. واشرح له أنك لن تلومه أبدًا على أي شيء قد يحدث عبر الإنترنت

انتبه لعلامات الضيق عند طفلك مثل: الانسحاب أو الانزعاج أو الهوس الشديد بالأنشطة عبر الإنترنت

قم بمراعاة الفروق الفردية بين أطفالك عند التواصل معهم. على سبيل المثال تقديم المعلومات بطريقة بسيطة

اتفق مع طفلك على كيفية التعامل المناسب في حال تعرضه لأي موقف مزعج أو إساءة عبر الانترنت وذلك عن طريق حظر الشخص أو الابلاغ لشخص موثوق به

إذا رأى طفلك أو واجه شيئًا جعله غير مرتاح على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن اللجوء إلى "حظر" هذا الشخص حتى لا يتمكن من رؤية محتواه ولا يمكنه الاتصال بك أو إرسال رسائل إليه. تأكد من أن طفلك يعرف كيفية "حظر والإبلاغ" عن حساب مسيء.

 

5. علمه ممارسة السلوك اللطيف عبر الإنترنت

علم طفلك كيفية التعامل مع الآخرين بلطف، بما في ذلك عبر الإنترنت.

شجعه على أن ينتبه لما يفعله ويقوله عبر الإنترنت. اشر لهم أنه يترك بصمة رقمية - أثرًا دائمًا للمعلومات - عند استخدامه للإنترنت.

يمكن أن يشمل ذلك الصور التي ينشرها والتعليقات التي يقدمها. على سبيل المثال، شجعه على التفكير "هل سأقول هذا في الحياة الواقعية؟". إذا كانت الإجابة لا، فلا ينبغي عليهم قول ذلك عبر الإنترنت أيضًا.

دع طفلك يعرف أنه يمكن أن يكون صديقًا داعمًا عبر الإنترنت من خلال إرسال رسائل إيجابية وعدم المشاركة في السلوك المؤذي.

لمطالعة الموضوع من مصدره الأصلي اضغط هنا