على غرار حملة #غنوشي_لست_وحدك أعلن تونسيون وعربا ومفكرون دوليون تأسيس هيئة دولية لمناصرة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في ذكرى عام على اعتقاله.


وأطلق 60 شخصية من كبار الشخصيات في العالم  من 25 دولة تأسيس الهيئة الدولية لمناصرة راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب التونسي ورئيس حركة النهضة التونسية مطالبين السلطات التونسية بالإفراج الفوري عن الغنوشي وبقية المعتقلين السياسيين واستعادة حريتهم وصون كرامتهم واحترام حقوقهم، والكف عن سياسات التنكيل.


وقال راشد الغنوشي رافضا إلا الحرية: "لن أذهب إلى الطّبيب مقيد اليدين! أنا جِئتُ هنا بقرار سياسي، وإذا خرجتُ سأخرجُ بقرار سياسي. عمري ثلاثة وثمانون عام، ولن أطلُبَ من الأطبّاء 'يزيدوني في العمر ونمشيلهم مكتّف".


العجمي الوريمي  رئيس حركة النهضة في ذكرى مرور عام هجري على اعتقاله أصدر باسم حركة النهضة بيانا في 27 رمضان الفائت قال فيه  إنه صدرت التعليقمات باعتقال رئيس الحركة ورئيس مجلس الشعب أحد أبرز قادة الحركة الفكرية الإسلامية الديموقراطية في العالمفي 17 أبريل 2023 وتزامن ذلك مع ليلية 27 رمضان و هي الليلة المعظمة في الشهر المعظم ، وسط دهشة واستغراب الرأي العام الوطني والعالمي.
 

وأوضح الوريمي  أن الغنوشي لم يكن السياسي الأول ولا الأخير الذي تم اعتقاله، ولقد تم تعليق أعمال البرلمان ثم حله وتجميد دستور الثورة ثم تبديله والإطاحة بالحكومة وحل أو تغيير تركيبات العديد من المؤسسات الدستورية والوطنية على غرار المجلس الأعلى للقضاء وهيئة مراقبة دستورية القوانين وهيئة مكافحة الفساد ، وذلك على إثر الانقلاب الذي حصل يوم 25 يوليو 2021 في يوم إحياء ذكرى عيد الجمهورية ، وهو ما أدخل البلاد في دوامة الاستثناء التي لم تعرف كيف تخرج منها لتستعيد مسارها الديموقراطي الطبيعي.

وأشار إلى أن اعتقال الغنوشي كان نتيجة لموقفه الرافض لتعطيل مسار الانتقال الديمقراطي ووقوفه ضد الانعطافة الاستبدادية وتركيز حكم الفرد.


وأوضح "وريمي" إلى أنه بعد عام من اعتقاله، وتعبيرا عن الوفاء لدماء الشهداء ونضالات الأحرار ، نجدد المطالبة بالإفراج عن الأستاذ الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه ورفاقه من القادة والمناضلين من أجل تونس فخورة بثورتها متمسكة بديمقراطيتها متطلعة إلى غد مشرق ومستقبل بلا ظلم ولا إقصاء ولا حرمان.


هيئة المناصرة 

وأسست هيئة المناصرة الدولية لراشد الغنوشي في بيان نشر الثلاثاء 16 أبريل 2024 معتبرا أن للغنوشي دور مهم قام به في ترسيخ قيم التسامح والحرية والاعتدال والتعددية في الفكر والممارسة.


وتشمل الهيئة رؤساء كبار المفكرين والأكاديميين المعروفين في العالم من أبرزهم: 

 

ـ الدكتور محمد المنصف المرزوقي، الرئيس السابق للجمهورية التونسية.

ـ الدكتور مصطفى شنطوب، الرئيس السابق للبرلمان التركي.

ـ الأستاذ عبدالإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق.

ـ الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية السابق.

ـ الدكتور رياض حجاب، رئيس الحكومة السورية الأسبق.

ـ الدكتور طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقية  الأسبق.

ـ الدكتور مصطفى أبوشاقور، رئيس حكومة الليبية الأسبق.

ـ الدكتور مصطفى الرميد، وزير العدل السابق في المملكة المغربية.

ـ السفير دافيد ماك، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الأسبق، الولايات المتحدة الأمريكية.

ـ اللورد جون ألدردايس، رئيس البرلمان الإرلندي السابق وعضو مجلس اللوردات.

ـ الدكتور عزمي بشارة المفكر العربي المعروف.

ـ الأستاذ وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة للإعلام.

ـ الدكتور رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية التونسي الأسبق.

ـ الأستاذة توكل كرمان الناشطة العربية المعروفة والحائزة على جائزة نوبل للسلام.

ـ بروفيسور جون إسبوزيتو الكاتب الأمريكي المعروف.

ـ البروفيسور فرنسوا بورغا، المفكر الفرنسي الشهير.

ـ النائب ماندلا مانديلا، حفيد الرئيس نلسون مانديلا والنائب ببرلمان جنوب أفريقيا.

ـ الأستاذة نورالعزة إبراهيم، برلمانية وابنة رئيس الوزراء الماليزي، الدكتور أنور إبراهيم، ماليزيا.

ـ السيد بلال رجب طيب أردوغان، رئيس وقف نشر المعرفة ونجل الرئيس رجب طيب أردوغان، تركيا.

ـ الدكتور أيمن نور، القيادي السياسي المصري المعروف ورئيس إتحاد القوى الوطنية المصرية.

ـ  السيد خافير نارت، عضو البرلمان الأوروبي.

وتضم قائمة الموقعين على المبادرة عددا آخر من الشخصيات السياسية والأكاديمية.

 
وقال الدكتور رفيق عبدالسلام المنسق العام للهيئة الدولية، بأن هذه المبادرة تهدف الى مناصرة  راشد الغنوشي كرمز من رموز الفكر والسياسة في تونس والعالم الإسلامي، وحث السلطات التونسية على الكف عن استخدام القضاء ضده، وإخلاء سبيله هو وبقية سجناء الرأي في تونس.


المفكر الإسلامي 

د. علي محمد الصلابي - باحث ليبي في شؤون الفكر الإسلامي قال: "أثرى الشيخ راشد الغنوشي الفكر السياسي الإسلامي والإنساني بكتبه النافعة ومواقفه المتّزنة وتقديمه الصالح العام على الخاص، وإخلاصه للإسلام العظيم وحضارته وثقافته وهويته ومنافحته عنه في المحافل الدولية".


أما الكاتب والمفكر منير شفيق فقال: "يجب أن نسجل أن دور حركة النهضة وكتابات الشيخ راشد الغنوشي ومواقفه تجاوزا حدود تونس فأثرا تأثيرا إيجابيا بالغا في فكر الحركات الإسلامية والقومية العربية كما في مجمل نهضة الأمة على مستوى العام، ولهذا حظيت حركة النهضة ورئيسها بمكانة خاصة من الاحترام والحب من قبل المثقفين والنخب ..".


ومنذ 17 أبريل يقبع الغنوشي في السجون التونسية، وقد تم إصدار عدة أحكام ضده، بينما مازال عدد من القضايا الأخرى جارية في حقه في إطار ما سماه البيان حملة استهداف الغنوشي كجزء من حملة الرئيس قيس سعيد لتفكيك المنظومة الديمقراطية، وذلك باستخدام الجهاز القضائي ضد المعارضين السياسين.


في حين عرفت تونس بعد الثورة طريقها إلى الديمقراطية والحرية والمواطنة والانتخابات الحرة النزيهة  والتعددية والمشاركة والتداول السلمي.. وكان الأستاذ راشد الغنوشي فاعلا أساسيا وداعما وراعيا بارزا لهذا المسار التاريخي والحضاري رفقة قادة آخرين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، بحسب حركة النهضة التونسية.


وقالت النهضة إن ثورة 17 ديسمبر ، فتحت أفقا سياسيا ديموقراطيا وتنمويا لبلادنا وشعبنا وخاصة للشباب التونسي ولإدارة وتسيير دواليب الدولة بعد أن ترهل النظام وتكلست المؤسسات ولم يعد منوال التنمية يسمح بالاستجابة لتطلعات أوسع الفئات والطبقات الشعبية وبتلبية انتظارات ومستلزمات الجهات  والقطاعات الاقتصادية. وقد عمت المظالم والفوارق في ظل ذلك النظام النوفمبري الاستبدادي  وأصبحت السلطة تخشى من حرية التعبير وتتوجس من الرأي المخالف والمعارض ومن أي تحرك حتى لو كان مطلبا سلميا ، واختصرت معالجة مشاكل البلاد في الحلول الأمنية مما أرهق  اجهزة الدولة وضيق على الشعب وخيب الآمال،  وصادر الطموحات المشروعة في الرخاء والرفاه والكرامة، وانتشر الفساد والجريمة المنظمة واستفحل الفقر وطال الطبقة الوسطى ، وعم اليأس والإحباط حتى بات الهروب إلى الضفة الأخرى من المتوسط مطمح الشباب بما في ذلك أصحاب الشهائد الجامعية العليا .