قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن استمرار الحرب في قطاع غزة وضع مكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسية على المحك، وجعل هدفه بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعيد المنال.

وتلاشت آمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حماس بعد أن سحب نتنياهو فريق التفاوض من المحادثات بقطر في وقت سابق هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تنتقل المحادثات إلى القاهرة الأسبوع المقبل. بحسب الصحيفة، اليوم الخميس. ويواجه نتنياهو انقسامات داخل حكومته، ويشعر الرأي العام "الإسرائيلي" بالقلق إزاء الحرب التي تطول أمدها دون تحقيق أي من الهدفين الأوليين: تدمير حماس وإطلاق سراح المحتجزين.

وقد أصبحت عائلات المحتجزين الإسرائيليين أكثر حدة في انتقاداتها لرئيس الوزراء، ودعت هذا الأسبوع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دفع نتنياهو شخصيًا لقبول الاتفاق. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن شعبية نتنياهو تراجعت، وبدأت حركة الاحتجاج تملأت شوارع إسرائيل بالمتظاهرين المناهضين للحكومة، للضغط من أجل إطلاق المحتجزين والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.

 

نتنياهو يقودنا من سيئ إلى أسوأ

وشن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، هجومًا حادًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرًا أن الأخير يقود إسرائيل "من سيء إلى أسوأ".

وأطلق حالوتس هجومه خلال مقابلة مع القناة "13" الإسرائيلية (خاصة) مساء الثلاثاء الماضي، في وقت تواصل فيه تل أبيب حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال حالوتس: "إنه (نتنياهو) مسؤول، وأنا لا أعرف دولة في العالم لا يقوم فيها رئيس وزراء بعد شيء كهذا (هجمات 7 أكتوبر) بتسلق أطول برج والقفز منه".

وفي ذلك اليوم، شنت حركة "حماس" هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحاذاة غزة؛ "ردًا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وأضاف حالوتس أن نتنياهو "يرفض الاعتراف بهذا، ففي تقويمه السنوي لا يوجد 7 أكتوبر، لديه 6 و8، وفي 8 بدأت الحرب وهو يقاتل، لكن هذا الرجل لا يقاتل، وهو يقودنا من سيء إلى أسوأ".

وسبق أن دعا حالوتس - مع شخصيات إسرائيلية أخرى - نتنياهو إلى التنحي من منصبه، معتبرين أنه يخدم مصالحه السياسية الشخصية.

بينما يرفض نتنياهو، وهو رئيس الوزراء الأطول بقاءً بالسلطة في إسرائيل، تحمل أي مسؤولية عن هجمات 7 أكتوبر، ويعارض إجراء انتخابات مبكرة.

وتتصاعد ترجيحات في إسرائيل بأن نتائج تحقيقات بشأن الفشل في مواجهة هجمات "حماس" وسير الحرب على غزة، ستطيح بقيادات سياسية وعسكرية ومخابراتية، في مقدمتها نتنياهو.

 

نتنياهو يُفضل مصالحه السياسية على انتصار إسرائيل

ومن جهته، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلًا إنه "يفضل مصالحه السياسية الضيقة على انتصار إسرائيل".

جاء ذلك في مقابلة أجرتها القناة "13" العبرية الخاصة مع بن غفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قهوة يهودية) مساء الثلاثاء.

ويتعرض بايدن لانتقادات واسعة داخل الائتلاف الحكومي بإسرائيل، بلغت ذروتها منذ الاثنين الماضي، بعد إحجام واشنطن عن استخدام سلطة النقض (فيتو) ضد قرار بمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف الحرب في غزة.

وقال بن غفير: "الولايات المتحدة صديقتنا لكن بايدن يفضل مصالحه السياسية الضيقة على انتصار دولة إسرائيل وسيكون (الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد) ترامب أفضل لنا".