تداولت وكالات أنباء أخبارا عن تدهور أرباح شركة "ميرسك" الدنماركية للربع الأخير من عام 2023 بنسبة 87% بسبب أزمة البحر الأحمر، وإصرار كبرى شركات الشحن في العالم، على استمرار نقل البضائع الى موانئ فلسطين المحتلة.

والخميس انهارت أسهم ميرسك العالمية في البورصات الدولية خلال اليومين بأكثر من ١٤٪، بعد أن أبلغتهم البحرية الامريكية بعدم قدرتهم على حماية السفن بشكل فعّال، بحسب وكالات.


وقبل ساعات من هبوط الأسهم، أعلنت شركات التأمين البحري المتبقية اعتباراً من الأربعاء؛ أن كل سفينة تريد عبور البحر الأحمر وتتجه نحو موانئ بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل عليها أن تدفع 50% زيادة في تأمينها أو ما يسمى ب"Marsh Insurance".


السؤال الشائع اليوم في مختلف مدن الدنمارك، بحسب ناشطين كان موجها لشركات وصناديق تقاعدية عما إذا كانت مدخراتهم تساعد في تمويل المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة؟ ولفتت مواقع ومنصات إلى أن صناديق تقاعد دنماركية تأثرت بالضغط الشعبي وسحبت استثماراتها من "إسرائيل".

شركات تأمين الشحن

شركات تأمين الشحن البحري، رفعت من جانبها، أقساط التأمين التي تفرضها على الشركات الأمريكية والبريطانية و"الإسرائيلية" بنسبة تصل إلى 50% للسفن التي تعبر البحر الأحمر، في حين يتجنب بعض مقدمي الخدمات مثل هذه الأعمال بسبب استهداف سفن هذه الشركات من جانب قوات صنعاء. 


ونقلت وكالة "رويترز" عن "ديفيد سميث، رئيس قسم الالتزامات البحرية في شركة "ماكجيل آند بارتنرز" للتأمين، قوله بأن السفن التي لها رابط بـأمريكا أو بريطانيا أو "إسرائيل" تدفع الآن ما بين 25 إلى 50% أكثر من علاوة مخاطر الحرب مقارنة بالسفن الأخرى للإبحار في البحر الأحمر.

بالمقابل، أشارت "رويترز" إلى أن البحر الأحمر يعد آمناً لسفن ترفع أعلام روسيا والصين وهونج كونج وإيران، وذلك يوفر درجة من الضمان للأسواق التجارية المرتبطة بتلك الدول. 

وقالت شركة الشحن الإسرائيلية "زيم" إنها تضطر لتحويل سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، كما نصحت شركة استشارات المخاطر البحرية والأمن البريطانية Dryad Global عملاءها بتجنب المنطقة حتى إشعار آخر.


ومطلع فبراير الجاري، أعلنت صحيفة "The Marker" الصهيونية أن شركات نقل سيارات كبرى، قررت عدم تحميل أي سيارات متجهة إلى "إسرائيل" حتى لو كانت تبحر بعيدًا عن اليمن، لمنع إلحاق الضرر بسفنهم الأخرى، نتيجة التهديد البحري للسفن المبحرة إلى "إسرائيل" خوفاً من أن تصبح هدفاً لليمنيين.


شركات السلاح

أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس الثلاثاء الماضي، إيقاف جميع تراخيص تصدير السلاح إلى إسرائيل، مطالباً جميع لأطراف بالامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية.

وطالب ألباريس: بوقف دائم وفوري لإطلاق النار في غزة، مشدداً على ضرورة العمل كل بما يستطيع للحيلولة دون توسيع رقعة العنف في المنطقة.


وقال وزير الخارجية الأسباني:7 أكتوبر جعلنا ندرك أهمية الحل العادل والدائم لقضية الشعب الفلسطيني ولذا نريد دولة فلسطينية قابلة للحياة تتعايش مع إسرائيل، مضيفاً: دعونا لمؤتمر سلام دولي يقوم على أساس حل الدولتين.

وندد ألباريس بجرائم إسرائيل وقتلها 27 ألف فلسطيني واستهداف مقار الأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات في القطاع.


ومن جانب آخر أعلنت إحدى أكبر الشركات اليابانية إنهاء تعاقدها مع "إسرائيل"،  وأفادت رويترز أن شركة "إيتوتشو" اليابانية أنهت تعاونها مع شركة الدفاع الإسرائيلية "إلبيت" عقب قرار محكمة العدل الدولية بشأن حرب غزة.

وقال كبير المنسقين الماليين لدى الشركة اليابانية إنهم عند اتخاذ هذا القرار وضعوا بالحسبان دعم الحكومة اليابانية الدور الذي تتبناه محكمة العدل الدولية، مؤكداً أنهم علقوا الأنشطة الجديدة ضمن إطار مذكرة تفاهم للتعاون الإستراتيجي مع الشركة الإسرائيلية، مع وجود خطط لإنهائها حتى نهاية فبراير الجاري.

وكانت الشركتان اليابانية والإسرائيلية قد أبرمتا مذكرة تفاهم للتعاون الإستراتيجي في مارس 2023.

ونحت الحكومة الأسترالية إلى تأجيل العمل على معالجة طلبات الأسلحة من "إسرائيل" مع استمرار الحرب في غزة.

وأشارت إلى أن أستراليا ليست من الدول الكبيرة التي تصدر أسلحة الى إسرائيل لكن الشركات "الإسرائيلية" تنتج مواد خام تستخدم بإنتاج الأسلحة في إسرائيل، كما أن أستراليا تستورد مواد عسكرية من "إسرائيل".

وكانت حكومة إقليم والونيا في بلجيكا قد ألغت رخص تصدير سلاح إلى إسرائيل بعد قرار محكمة العدل الدولية ضدها، خشية من استخدام الأسلحة في غزة.

الوجبات السريعة والأغذية
وانعكست تداعيات حرب غزة على أرباح شركات الوجبات السريعة وسط حملة مقاطعة لتجنب العلامات التجارية الأميركية بسبب غضبهم من الدعم الأميركي لكيان، وراقب الكثيرون ما إذا كانت الشركات نفسها ستتخذ موقفاً بشأن الحرب.
 
وبحسب تقارير، لا تزال الشركات الأميركية تتعرض للهجوم، على الرغم من أن معظم العلامات التجارية الاستهلاكية حاولت الابتعاد عن أي ميول سياسية، إلا أن التصرفات التي لاحظها المستهلكون والتي تشير لانحياز أو عدم إنحياز تلك الشركات أثارت انتقادات ودعوات للمقاطعة من أنصار الجانبين.

وكشف "نيويورك تايمز" عن هبوط مبيعات شركة مطاعم "ماكدونالدز" الأمريكية بسبب حركة مقاطعة الشركات الداعمة لـ "إسرائيل"، حيث تمثل المطاعم في الشرق الأوسط 10% من أصل 18 ألف مطعم حول العالم، وهو ما يمثل 12% من المبيعات.


وفي أكتوبر الماضي، قالت "ماكدونالدز" إنها ستقدم وجبات مجانية للجنود "الإسرائيليين" خلال الصراع، ثم عادت وبرأت مطاعمها بالأسواق العالمية التي قالت إنها مملوكة بشكل مستقل، ويديرها شركاء محليون، وأن استجابتهم وموقفهم من الحرب لا تعكس الموقف الرسمي للشركة.


ونشر مشغل "بيتزاهت" في إسرائيل منشوراً على انستجرام يظهر جنديين يحملان أكواماً من علب البيتزا من السلسلة في يناير، بدأت الدعوة للمقاطعة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.


وحاولت شركة "نستلة" التحايل علي المقاطعة بمنتجات رمضانية للمسلمين، وهي من الداعمين والمؤيدين لمذابح الإبادة الجماعية لغزة و حصلت علي تقدير من نتنياهو رئيس وزراء الكيان علي دورها في مساعدة الاقتصاد "الإسرائيلي".

شركات الطيران

على الرغم من يوم قياسي بوجود 30,000 راكب و172 رحلة، تستمر شركات الطيران الكبيرة في تعليق خدماتها إلى إسرائيل ومن أبرز الشركات المعلقة خدماتها؛ "أمريكان إيرلاينز"، و"يونايتد إيرلاينز"، و"إير فرانس"، و"لوفتهانزا"، و"إيزي جيت"، و"كيه إل إم" المثير ربما لدى البعض للدهشة أن من يقوم على نقل هؤلاء الركاب هي شركات الطيران الإماراتية والتي يثير موقفها تعجبا من الإعلام الصهيوني ومن ذلك تقرير للقناة ال13.

على الطريق

واعتصم أكثر من 50 طالبًا من جامعة ميشيغان في مبنى "ألكسندر جي روثفن" للاحتجاج الصامت في اجتماع مجلس الشيوخ ودعوا إلى سحب استثمارات الجامعة من الشركات التي لها علاقات مالية بـ"إسرائيل".

كما أضرب مجموعة من طلاب جامعة براون الامريكية يدخلون لليوم السادس عن الطعام في محاولة للضغط على الجامعة لسحب أموالهم الموقوفة لصالح الشركات المؤيدة ل"إسرائيل".


يشار إلى أن العشرات من طلبة جامعة براون في ولاية رود أيلاند الأمريكية، الذي أضربوا عن الطعام، كان بينهم طلاب فلسطينيين، ويهود، وآخرين من مجموعات داعمة للقضية الفلسطينية.

الدهشة الأكبر كانت ما كشفته مجلة CampaignME من أن شركة أديداس للملابس والأحذية الرياضية وقعت شراكة مع سيلا السعودية، الراعي الرئيسي لنادي نيوكاسل يونايتد، كما  تعد "أديداس" الراعي الرسمي لاتحاد كرة القدم "الإسرائيلي".